كشفت مباراة أمس أن الناخب الوطني مازال لم يجد الوصفة المناسبة لمحور دفاع الخضر. وإذا كان غوركوف  قد جدد الثقة  في كارل مجاني و عيسى ماندي، إلا أن هذا الثنائي لم يقدم المردود المنتظر منه، أمام منافس لم يكن قويا، ولعب وفق  إمكانياته، كما حاول استغلال الفرص القليلة التي أتيحت للخط الأمامي، والتي أربكت دفاع الخضر الذي ارتكب أخطاء، سواء من ناحية التمركز  أو في المراقبة، بدليل أن الهدف الجميل، والطريقة التي سجل بها موكاهلان هدف التعادل، تؤكد الصعوبة الكبيرة التي وجدها محور الدفاع، في إبطال مفعول الهجومات  القليلة لمنتخب الليزوطو.هذا ولم يظهر الظهير الأيمن مهدي زفان بمستواه المعهود، حيث ظهر مرتبكا، وهو ما حاول استغلاله أصحاب الأرض الذين ناوروا على الرواق الأيمن، خاصة خلال الشوط الأول.
وعكس لاعب نادي رين، فإن فوزي غلام ترك مرة أخرى بصمته ليس فقط لأنه كان وراء افتتاح مجال التهديف، وإنما للعمل الكبير الذي قام به على مستوى الدفاع و الهجوم، حيث كان في كل مرة يشكل خطرا على منطقة المنافس بدعمه لزملائه في الهجوم، من خلال توغلاته وحتى قذفاته، منها المخالفة التي جاءت قبيل نهاية المباراة، والتي أخرجها حارس المنتخب المحلي بصعوبة كبيرة، ليبقى غلام من القيم الثابتة في تعداد الخضر.  
الوجه الشاحب الذي ظهر به دفاع الخضر أمام منافس لم يكن من العيار الثقيل، يحيل إلى أن المعضلة تبقى قائمة منذ رحيل جيل بوقرة وعنتر يحيى، كما أن غياب بلكلام وحليش زاد في تعقيد هذه الوضعية.
وإذا كانت القرعة رحيمة بالفريق الوطني عندما أوقعته في مجموعة تضم منتخبات ليست بالقوية، فكيف كان الأمر لو كنا أمام منافسين من العيار الثقيل؟. الاكيد أن الامر سيختلف كثيرا.غياب البدائل الحقيقة والفعالة  زادت في تعقيد وضعية هذه القاطرة، التي كانت في وقت غير بعيد القاعدة الصلبة للخضر. فالحلول المقترحة من قبل غوركوف أو حتى من طرف سابقه وإن كانت ناجعة ومجدية في وقت ما،  فإن  الأمر سيختلف كثيرا في قادم الرهانات، أين  تنتظر التشكيلة الوطنية  تصفيات مونديال روسيا، و نهائيات أمم إفريقيا بالغابون التي قطع فيها رفقاء براهيمي شوطا معتبرا، لأنه ليس في كل مرة تسلم الجرة، وليست منتخبات اللزوطو أو السيشل أو حتى إثيوبيا، المنتخبات التي يمكن اتخاذها كمعيار لقوة دفاع تشكيلة الخضر .
ع - قد

الرجوع إلى الأعلى