سيكون رئيس الفاف جهيد زفيزف في «مهمة خاصة» في قادم الأيام، للمساهمة في تعزيز فرص فوز الجزائر بشرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، كيف لا وهو مطالب من الآن بالتحرك في كل الاتجاهات، من أجل كسب ود أعضاء المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، كونهم من سيحسم هوية الفائز بشرف خلافة غينيا، بالإضافة إلى عوامل أخرى، متعلقة بالدرجة الأولى بالإرادة السياسة للبلاد والمتعاملين الاقتصاديين للكاف.
وعكس مسابقة كأس العالم، أين تقوم الاتحادات المنضوية تحت لواء الفيفا بالتصويت عبر صناديق الاقتراع على ملفات المترشحين، خلال أشغال الجمعية العامة، لا تزال الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تحتكم لأساليب وطرق مغايرة في منح شرف تنظيم المنافسات القارية الكبرى، فهي تعتمد منذ قديم الزمان على تصويت أعضاء المكتب التنفيذي للكاف، الممثلين لمختلف مناطق القارة السمراء، تحت قيادة الرئيس الجديد الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي.
ويتشكل المكتب التنفيذي للكاف من 24 عضوا، بداية بالنواب الخمس للرئيس باتريس موتسيبي، ويتعلق الأمر بكل من السنغالي أوغستين سانغور (نائب أول) والموريتاني أحمد ولد يحيى (نائب ثاني) والجيبوتي سليمان حسن وابيري (نائب ثالث) والكاميروني سايدو مبومبو نجويا (نائب رابع) والقمرية كنيزات إبراهيم (نائب خامس)، ناهيك عن باقي الأعضاء، على غرار المغربي فوزي لقجع، والمصري هاني أبو ريدة، والنيجيري أماجو مالفين بينيك، وإيشا جوهانسون من سيراليون، والأوغندي موزيس حسن مغوغو، والبوركيني سيتا سانغاري، والموريسي سمير صبحا، والليبي عبد الحكيم الشلماني، والغابوني بيار ألان مونغنغي، والصومالي سعيد عرب، والبوتسواني ماكلين ليتشويتي، والمالي ماماتو توري، والبنيني دي شاكوس وجيبريلا حاميدو من النيجر، والتونسي وديع الجريء، والليبيري مصطفى راجي، والسيشيلي ألفيس شتي والكونغولي فيرون أومبا.
ويأمل زفيزف الذي تعلق عليه الآمال في كسب ود هؤلاء الأعضاء المشكلين للمكتب التنفيذي، بهدف تعزيز فرص الجزائر في خلافة غينيا، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة، في ظل صراع «العصب» داخل أروقة الكاف، إضافة إلى «الكولسة» التي يحتكم إليها البعض، من أجل حصد الأصوات، دون نسيان الأمور التي تحاك تحت الطاولة، والتي كانت سببا في فشل الجزائر في احتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 التي مُنحت للغابون بطريقة مريبة، بدليل التصريحات التي أدلى بها وزير الشبيبة والرياضة الأسبق محمد تهمي، حيث قال آنذاك عن ذلك القرار:»فوز الغابون غير منطقي وغير معقول، لأن ملف الجزائر أحسن باقي الملفات على الإطلاق»، وأضاف تهمي:» أن المصالح تغلبت على القوانين الرياضية في قرار الاتحاد»، مشددا أن الجزائر تحترم دفتر الشروط المطلوب.
ويعول الجزائريون على اجتماع مكتب الكاف التنفيذي المقبل المقرر بالجزائر على  هامش بطولة الشان، أين سيكون زفيزف مطالبا بالشروع في ربط اتصالاته ببعض أعضاء المكتب التنفيذي للهيئة القارية، في محاولة لكسب أصواتهم، مستغلا علاقته الجيدة ببعض هؤلاء، على غرار التونسي وديع الجريء والمصري هاني أبو ريدة والموريتاني أحمد يحيي النائب الثاني لموتسيبي، والذي دون شك يمتلك أصدقاء كُثر داخل أروقة الكاف، بإمكانهم ترجيح كفة الملف الجزائري الذي سيجد منافسة شرسة من بعض البلدان، ولئن كانت الإرادة السياسية الجزائرية قادرة على صنع الفارق، وهو ما لمسه الرئيس موتسيبي خلال آخر زيارتين له بالجزائر، أين وجد رغبة ملحة لدى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في احتضان بطولة من هذا النوع، بعد النجاح الباهر الذي صاحب الألعاب المتوسطية، في انتظار التأكيد خلال أمم إفريقيا للمحليين.
ويمتلك زفيزف علاقات وطيدة مع بعض المسؤولين على مستوى الكاف تعود إلى فترة عمله مع الرئيس الأسبق للفاف محمد روراوة، وهو ما قد يسهل من المهمة الجديدة الموكلة إليه، في انتظار تعزيز روابطه أكثر مع بعض الفاعلين في محيط الكرة الإفريقية، وفي مقدمتهم الرئيس موتسيبي الذي أثنى عليه كثيرا.
وتتواجد الجزائر في صراع خفي مع عدة بلدان، من أجل نيل شرف تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، حيث ذكرت تقارير إخبارية أن نيجيريا والبنين ترغبان بملف مشترك في خلافة غينيا، وأكد موقع «سبور داي أون لاين»، أن نيجيريا والبنين دخلا في محادثات بشأن تقديم «ملف مشترك»، بينما تشير مصادر أخرى إلى إمكانية تقدم كل منهما بملف خاص، في حال عدم توصلهما إلى اتفاق بشأن الترشح الثنائي، كما أعلنت المغرب أيضا عن رغبتهما في الترشح، وأكد رئيس الكاف أن 10 دول، عبرت عن استعدادها للترشح لاحتضان الحدث القاري.
جدير بالذكر أن الشركات الاقتصادية المتعاملة مع الكاف  (سبور فايف وأورونج)، والتي تمتلك حقوق البث والإشهار لها كلمتها أيضا في مثل هكذا أمور، حيث كانت سببا في نيل عدة بلدان شرف تنظيم عديد البطولات القارية.
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى