الجزائر (2) ـ مالي (0)
ملعب كارولين فاي بمدينة مبور (السنغال)، جو حار، نسبة رطوبة عالية، أرضية معشوشبة اصطناعيا، تحكيم بقيادة البوتسواني جوشوا نوندو.
الأهداف: فرحات (د73) ـ يوسف طراوري (ضد مرماه د83) لـ صالح المنتخب الجزائري
التشكيلتان:
الجزائر:  صالحي، عبد اللاوي، كنيش، بن مغيث، فرحاني، بن خماسة، شيتة (صلاح د86)، دراوي، فرحات، حدوش (مزيان د46)  ـ أمقران (درفلو د26).
المدرب: أندري بيار شورمان.
مالي:  دجيغي ديارا، كيفن طراوري (عبد اللاي ديارا د47)، موسى باغايوكو (سليمان سيسوكو د65)، يوسف طراوري، أبوبكر دومبيا، إفيس بيسوما، سليمان كوليبالي، بوبكر ديارا، سليمان ديارا (أليو ديانغ د84)، أداما طراوري  ـ أداما ديان
    المدرب: شيخ عومار كوني.
أثرى المنتخب الوطني حظوظه في التأهل إلى المربع الذهبي لنهائيات كأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 23 سنة الجارية فعالياتها بالسنغال، بفضل الفوز الثمين الذي حققه مساء أمس على حساب نظيره المالي، في إطار الجولة الثانية من المنافسة في فوجها الثاني، حيث أن «الخضر» أصبحوا بحاجة إلى التعادل في اللقاء الثالث و الأخير المقرر السبت القادم ضد نيجيريا للإطمئنان على ورقة العبور إلى نصف النهائي، و بالتالي قطع شوط معتبر نحو تجسيد حلم المشاركة في اولمبياد ريو دي جانيرو 2016، بعد غياب عن الموعد الأولمبي لمدة 36 سنة.
فوز الأمس تحقق بفضل المجهودات الجبارة التي بذلها رفقاء القلب النابض بن خماسة، و الذين تحدو الحرارة القاسية الرطوبة المرتفعة، و قدموا مقابلة بطولية، كانت فيها اللمسة التكتيكية للمدرب بيار شورمان واضحة، خاصة في المرحلة الثانية، لأن البديل مزيان كان بمثابة «الجوكير» الذي قلب الموازين و رجح كفة «الخضر» من حملتين هجوميتين منسقتين، مع النجاعة الكبيرة للمتألق فرحات الذي يبقى إختصاصيا في هز الشباك.
المقابلة عرفت منذ بدايتها فتورا نسبيا في اللعب، بإنحصار الصراع على الكرة في حدود الدائرة المركزية، مع إلتزام كل طرف الحيطة و الحذر، و لو أن منتخب مالي كان الأكثر إستحواذا على الكرة، لكن من دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الحارس صالحي، إذ أن حملات «صقور باماكو» شكلت فرصتين فقط طيلة الشوط الأول، عن طريق كل من باغايوكو و نياني، في حين كان رد فعل «الخضر» في الدقيقة 19 بفرصة أتيحت لأمقران الذي كاد أن يفتتح باب التسجيل برأسية، إثر فتحة ميليمترية من فرحات، إلا أن التموقع الجيد للحارس جيغي حرم المنتخب الوطني من هز الشباك.
و لئن كان المدرب شورمان قد قام بتغيير إضطراري في منتصف الشوط الأول، بإقحام درفلو بديلا لأمقران بعد تعرض هذا الأخير لإصابة، فإن التغيير التكتيكي الذي أجراه بين الشوطين كان بمثابة المنعرج، لأن البديل مزيان غير من «فيزيونومية» المباراة، خاصة و أنه لعب دورا كبيرا في بناء الحملات الهجومية المرتدة، و لو أن اللقاء أخذ ريتما سريعا منذ الدقيقة 70، حيث قدم فرحات كرة على طبق لزميله درفلو، لكن هذا الأخير أخفق في إيداع الكرة داخل الشباك، ليأتي رد فعل الماليين سريعا، و كان أداما نياني قريبا من إفتتاح باب التسجيل، بتواجده داخل منطقة المرمى، إلا أن براعة الحارس صالحي حالت دون إهتزاز شباك «الخضر».
مع حلول الدقيقة 73 تجلت نجاعة التغيير الذي قام به شورمان، لأن بن خماسة قاد حملة هجومية منسقة إنطلاقا من وسط الميدان، ثم مرر الكرة إلى مزيان الذي لم يتوان في تقديمها على طبق لزميله فرحات المتحرر من المراقبة على مستوى القائم الثاني، ليسكن الكرة بذكاء كبير في شباك الحارس جيغي.
هذا الهدف أفقد عناصر منتخب مالي تركيزها و توازنها، و أكسب التشكيلة الجزائرية المزيد من الثقة في النفس و الإمكانيات، مع إلتفافها في الدفاع بجدارين إنطلاقا من منطقة الوسط، في محاولة لسد كل المنافذ المؤدية على مرمى صالحي، مقابل الإعتماد على بعض المرتدات الهجومية، و التي كان بإستطاعة بن خماسة على إثر إحداها أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 81، بعد تلقيه كرة على طبق من فرحات، لكن قذفته إستقرت بين أحضان الحارس جيغي.
النجاعة الجزائرية تجلت عند الدقيقة 83، ببصمة البديل مزيان الذي قام بعمل فردي ممتاز، ثم مرر إلى زميله دراوي على الجهة اليسرى، و لما بادر هذا الأخير بالفتح صوب منطقة العمليات، إصطدمت الكرة بالمدافع المالي يوسف طراوري لتغالط حارسه جيغي و تستقر في عمق الشباك، لتنتهي المباراة بفوز تكتيكي للمنتخب الوطني، عزز من حظوظه في التأهل إلى المربع الذهاب، بينما أقصي منتخب مالي مبكرا، إثر تلقيه الهزيمة الثانية على التوالي.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى