تعطى مساء الغد ضربة انطلاق النسخة الخامسة عشر من نهائيات كأس أمم أوروبا، التي تستضيفها فرنسا بمشاركة 24 منتخبا لأول مرة في تاريخ أكبر منافسة في القارة العجوز، التي سيغيب عن عرسها الكروي المنتخب الهولندي، مقابل حضور منتخبات ويلز وايرلندا الشمالية وألبانيا وأيسلندا للمرة الأولى في تاريخها.
العرس الكروي الذي سيمتد على مدار شهر كامل، يقام تحت أجواء من التوتر تلقي بظلالها على الحدث، و وسط أزمة اجتماعية و مخاوف أمنية من تعرض المنتخبات المشاركة وجماهيرها لاعتداءات إرهابية، بعد تلك التي هزت فرنسا في نوفمبر الماضي، وأبقتها حتى اليوم في حالة طوارئ، وما زاد من المخاوف تأكيد محلل شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب لدى «سي أن أن»، أنه سيكون من المستحيل ضمان الأمن بشكل كامل، ورأى أن مرور المسابقة دون أي حوادث قد يكون أشبه بمعجزة.
وفي شقه الرياضي تنطلق التظاهرة وسط ترشيحات تصب في مصلحة المنتخب الفرنسي المضيف، والمتعود على البروز على أرضه عند استضافة التظاهرات الكروية الكبيرة (يورو 1984 ومونديال 1998)، وجاره الإسباني حامل اللقب في النسختين الأخيرتين، وألمانيا بطلة العالم، إلى جانب المرشحين التقليديين إيطاليا وإنجلترا وبلجيكا أفضل منتخب أوروبي على لائحة الفيفا، مع إمكانية بروز منتخبات تنتظر الاحتكام إلى المستطيل الأخضر لقول كلمتها والكشف عن نواياها، في أول بطولة تشهد مشاركة 24 منتخبا، تم توزعيها على ست مجموعات، يتأهل الأول والثاني إلى الدور الثاني بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، وهي معطيات تفتح أمام عديد المنتخبات باب البقاء في فرنسا لأطول مدة ممكنة، سيما وموازين القوى عرفت بعض الاختلال في السنوات الأخيرة، فصاحب الضيافة فقد الكثير من هيبته وقوته، في ظل افتقاده للاعبين موهوبين كبار، وتعمد الناخب ديدييه ديشان استبعاد نجم ريال مدريد كريم بن زيمة الذي يعد أفضل مهاجم فرنسي برصيد 27 هدفا في 81 مباراة دولية، ما أشعل فتيل أزمة حقيقية وأثار جدلا واسعا، بعد دخول اللاعب على الخط بتأكيده على أن غيابه ليس رياضيا، معتبرا أن ديشان خضع لضغوط العنصريين في فرنسا.
كما أن اسبانيا التي تحلم بتحقيق انجاز تاريخي يتمثل في التتويج باللقب الثالث على التوالي والرابع في تاريخها، لا تتواجد في أفضل أحوالها، بعد خيبة مونديال البرازيل 2014 عندما تنازلت عن اللقب العالمي بخروجها من الدور الأول، وتدخل اليورو بتعداد أثار الكثير من التساؤلات، سيما في ظل تواجد القائد كاسياس (35 عاما) و انييستا (32) وخوانفران (31) و أدوريز (35)، كما تتعقد مهمة لاروخا في وجود منافسين أقوياء ( تشيكيا تركيا وكرواتيا)، ولو أن تربع الأندية الإسبانية على عرش الكرة الإسبانية، قد يكون حافزا قويا للاعبين. في حين تسعى ألمانيا للبقاء في القمة، وإضافة النجمة الرابعة على قميصها، بعد تتويجها بكأس العالم الأخيرة، سيما وأن المانشافت استعادت هيبتها تحت قيادة خواكيم لوف، على النقيض من منتخب إيطاليا الذي تبدو مهمته صعبة للغاية، في غياب لاعبين كبار ومنافسة بلجيكا المدججة بنجوم البريميير ليغ والسويد بقيادة ابراهيموفيتش، فيما تقود إنجلترا الطموحين، لامتلاكها جيلا من اللاعبين الموهوبين، ما يجعل اليورو فرصة للفرجة والمتعة.
نورالدين - ت

الرجوع إلى الأعلى