فيروفياريو الموزمبيقي (1) ـ إتحاد الجزائر (1)
قطع إتحاد الجزائر شوطا معتبرا على درب التأهل إلى المربع الذهبي لمنافسة دوري أبطال إفريقيا، بفضل التعادل الثمين الذي عاد به من ملعب مدينة بايرا بالموزمبيق، لحساب ذهاب ربع النهائي بصيغته الجديدة، ولو أن أبناء "سوسطارة" كانوا قريبين من الخروج من هذه المواجهة بانتصار، على اعتبار أن درفلو كان السباق لهز الشباك، وأصحاب الأرض لم يعدلوا النتيجة سوى في الدقيقة الأخيرة، لأن التسجيل خارج الديار يمنح الأفضلية للإتحاد، مادامت نتيجة التعادل دون أهداف في الإياب ستضعه في الدور نصف النهائي.
المقابلة جرت في ظروف مناخية صعبة، وفوق أرضية ميدان كارثية، ومع ذلك فإن ممثل الكرة الجزائرية فرض منطقه، وتحكم في زمام الأمور، سيما وأن المدرب بول بوت اعتمد خطة ميالة أكثر إلى الهجوم، حيث راهن على كل من درفلو وحمزاوي، وخلفهما مزيان، مقابل تكليف الثلاثي كودري، بن خماسة    وبن غيث بالاسترجاع، بينما تشكل خط الدفاع من رباعي الخبرة، مفتاح، بن موسى، شافعي وعبد اللاوي، والحارس المتألق زماموش.
سيطرة الإتحاد ارتسمت منذ الدقائق الأولى، حيث كاد حمزاوي أن يهز شباق حارس فيروفياريو ماتيرا برأسية محكمة في الدقيقة الثانية، ليهدر مزيان هدفا محققا في الدقيقة 18، بعد تلقيه كرة ذكية من   بن غيث، لكن قلة التركيز جعلت كرته تعتلي العارضة الأفقية، قبل أن تتاح أخطر فرصة لأبناء "سوسطارة" في هذه المرحلة، و كانت في الدقيقة 26، لما وجد درفلو نفسه وجها لوجه مع حارس المحليين، لكن قذفته جانبت إطار المرمى.
رد فعل المحليين على المد الهجومي الجزائري كان محتشما، واقتصر على بعض المرتدات، التي كانت أخطرها في الدقيقة 31، برأسية إيمانيول، والتي أجبرت الحارس زماموش على إظهار رشاقته للتصدي لها، كما أن اللحظات الأخيرة للشوط الأول، شهدت تراجعا نسبيا في أداء عناصر الإتحاد، ما فسح المجال أمام أهل الدار للتحكم في منطقة الوسط، وكاد كوندا أن يسجل هدفا مباغتا في الدقيقة 44 برأسية محكمة، أبدع زماموش في إخراجها إلى الركنية.
"فيزيونومية" المقابلة تغيرت نسبيا في المرحلة الثانية، وبظهور معالم الصراع التكتيكي بين المدربين بوت وروجيريو، على اعتبار أن تشكيلة "سوسطارة" عمدت إلى تحصين القواعد الخلفية، والإعتماد أكثر على المرتدات، سيما بعد التغيير الإضطراري، الذي كان على خلفية تعرض حمزاوي لإصابة، و تعويضه بزيري حمار، وهي الطريقة التي أتت بثمارها عند الدقيقة 63، لأن درفلو توغل داخل منطقة فيروفياريو، و قام بمجهود فردي وسط 3 مدافعين، ختمه بقذفة أرضية مباغتة، استقرت من خلالها الكرة في الركن الأيمن السفلي لمرمى الحارس ماتيرا، مانحا الأسبقية للإتحاد.
بعد هذا الهدف تحولت المباراة إلى صراع بين دفاع جزائري وهجوم موزمبيقي، لأن المحليين رموا بكامل ثقلهم في الهجوم، بحثا عن العودة في النتيجة، مما جعل الحارس زماموش يتحمل ودفاعه عبء المقابلة، لكن الصمود استمر إلى غاية الدقيقة 89، قبل أن يتمكن المهاجم كوندا من توقيع هدف التعادل براسية محكمة، مستغلا سوء تموقع محور دفاع الإتحاد، و انعدام التغطية على مستوى القائم الأيمن، ليطلق الحكم الملغاشي حمادة الموسى صافرة النهاية على تعادل يخدم مصلحة أبناء "سوسطارة"، في انتظار موقعة الإياب المبرمجة يوم 23 سبتمبر الجاري.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى