خطف الدولي السابق رابح ماجر الأضواء على مدار أيام نهاية الأسبوع، بتسيده المشهد الكروي الوطني، حيث لا حديث في الزوايا الأربع لجزائر كرة القدم إلا عن عزم رئيس الفاف خير الدين زطشي تعيين صاحب الكعب الذهبي على رأس العارضة الفنية الوطنية، خلفا للتقني الإسباني لوكاس ألكاراز الذي طويت صفحته بسرعة البرق، و غادر إلى بلاد الأندلس بنفس الكيفية التي جاء بها قبل ستة أشهر، معيدا إلى الأذهان سيناريو التقني الصربي ميلوفان راييفاتس الذي لم تتعد عهدته الأربعة أشهر، و البلجيكي جورج ليكنس الذي لم يعمر لأكثر من ثلاثة أشهر، و هو الذي سبق له أن قاد سفينة الخضر لستة أشهر في أول تجربة قبل 14 سنة.
قرار إقالة ألكاراز جعل المكتب الفيدرالي يخوض سباقا ضد الساعة، حيث تسارعت الأحداث في مبنى دالي إبراهيم، و اضطر الرجل الأول في المنظومة الكروية الوطنية إلى الاعتراف علنا بفشله، في أول رهان رفعه في مستهل عهدته في ربيع السنة الجارية، باللجوء إلى الخبرة الإسبانية في سابقة في حوليات الكرة الجزائرية، و من ثمة استدعاء أعضاء مكتبه يوم الأربعاء الفارط إلى اجتماع “استثنائي”، تمخض عنه قرار الاستغناء عن ربان سفينة الخضر، الذي فشل في تلميع صورة منتخبنا و ساهم في تدني مستواه و نتائجه، و ضرب استقرار المجموعة بخياراته الغريبة التي أحدثت “ثورة” أتت على كوادر المنتخب و أصابته في مقتل.
و فيما كان الشارع الكروي الوطني يمني النفس بتعيين ناخب قادر على امتصاص الغضب، فشل المكتب الفيدرالي في رهان التعاقد مع التقني المغترب جمال بلماضي الذي قدم أوراق اعتماده في قطر، كأحد أفضل التقنيين الجزائريين الناشطين حاليا، علاوة على تمتعه بسمعة طيبة وسط اللاعبين سواء المحليين منهم أو المحترفين في الخارج، و قربه من عقليتهم لصغر سنه، و امتلاكه سيرة ذاتية جد ثرية، للعبه في أكبر النوادي الأوروبية، من خلال حمله ألوان باريس سان جيرمان و مرسيليا في الدوري الفرنسي، و سيلتا فيغو الإسباني و مانشستر سيتي و ساوتهامبتون الإنجليزيين.
و ما دام القائمون على شؤون المنتخب قد صدوا الأبواب في وجه التقنيين الأجانب، كانت الفرصة مواتية للمنتوج المحلي، بفتح الباب أمام رابح ماجر للعودة من جديد لقيادة سفينة الخضر والرسو بها على شاطئ الأمان، و هو الذي ظل لسنوات يرافع عن اللاعب المحلي، و ضرورة منحه الفرصة كاملة، لإثبات وجوده وتأكيد أحقيته في رفع العلم الوطني عاليا، عبر المحافل الدولية و البداية بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019، التي ستكون أول محك للناخب الجديد.          نورالدين - ت

الرجوع إلى الأعلى