يقود فريق أولمبي النادي الفيصلي لاحتلال صدارة ترتيب الدوري السعودي، متفوّقا على أندية كبيرة تملك تاريخا حافلا، على غرار الهلال و الأهلي و الاتحاد و الشباب و النصر، إنه التقني السطايفي رضا بن دريس، الذي فتح قلبه للنصر، و تحدث عن عديد الأمور التي تخصه، و تخص الكرة الجزائرية ستكتشفونها في هذا الحوار الشيق الذي خص به جريدة النصر.

• رضا بن دريس ابن الوفاق السطايفي و أحد أبرز المدربين الجزائريين المتألقين خارج أرض الوطن، حيث تبصم على بداية مميزة في الدوري السعودي، هل كنت تتوقع هذا التألق مع نادي الفيصلي؟
أولا الحمد لله الذي وفقنا لهذه النتائج المميزة، التي اعتبرها عادية، بالنظر إلى المجهودات الكبيرة التي يقوم بها اللاعبون و الطاقم الفني، دون نسيان الإمكانيات الضخمة التي وفرتها لنا إدارة الفيصلي، التي وضعتنا في أحسن الظروف منذ انطلاق الموسم الكروي.

هدفي قيادة الفيصلي لاحتلال أحد المراتب الثلاث الأولى

• كيف تم الاتصال بك لقيادة هذا الفريق السعودي ؟
مسيرو الفيصلي السعودي يعرفونني جيدا، و الاتصالات والمفاوضات بيننا جرت بسرعة، خاصة و أنه سبق لي العمل من قبل في الدوري السعودي، حيث كنت أشرف على ذات الفريق قبل ثلاث سنوات.
الفيصلي السعودي يعتبر بيتي الثاني، لأنه سبق لي العمل فيه من قبل كمدرب للناشئين، و كذا كمدرب مساعد للإيطالي جيوفاني سوليناس في الفريق الأول، و بالتالي عودتي لتدريب الأولمبي كانت سهلة، و لم تتطلب الكثير من الوقت.
• ما هي الأهداف التي اتفقت عليها مع مسيري الفيصلي؟
الهدف المسطر مع المسيرين هو ضمان البقاء ضمن أندية الدوري السعودي الممتاز، مع تكوين فريق تنافسي يستطيع منافسة و مجابهة الكبار، على غرار الهلال و النصر و الشباب و الأهلي و الاتحاد، و لذلك هذا يعتبر تحد بالنسبة لي، بحيث سطرت هدفا شخصيا بأن أكون ضمن الثلاثة الأوائل هذا الموسم في بطولة الأولمبيين، و لم لا العمل على مفاجأة الجميع بالظفر باللقب في هذه الفئة، سيما و أن  نادي الفيصلي لم يفز به من قبل.
• و بعيدا عن فئة الأولمبيين، كيف تقيم مستوى الدوري السعودي مقارنة بنظيره الجزائري؟
الدوري السعودي قوي جدا، بالنظر إلى عديد المعطيات، أبرزها قيمة المدربين الأجانب أصحاب التجربة الذين يشتغلون به، و كذا الإمكانات المادية الكبيرة المتوفرة لدى كافة الأندية دون استثناء، دون نسيان أمور أخرى خاصة بالتنظيم،...أنا اعتبر الدوري السعودي أقوى من نظيره الجزائري، و لا يزال أمامنا الكثير من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب، رغم امتلاكنا للاعبين موهوبين بالفطرة، و جماهير ليس لها مثيل.

• الكرة السعودية نجحت في التأهل لمونديال روسيا 2018 بفضل لاعبيها المحليين، ألهذه الدرجة مستوى بطولتها قوي، خاصة و أن منتخبنا المحلي أقصي أمام منتخب ليبي بعيد عن أجواء المنافسة لفترة طويلة، ما تعليقك؟
نجاح المنتخب السعودي يرجع للعمل الكبير الذي تقوم به الأندية، سواء في فئة الأكابر أو في الفئات السنية، التي تعطى لها أهمية كبيرة، عكس المنتخب الجزائري المحلي، الذي هو ضحية رؤساء النوادي، الذين يهتمون بنتائج الأكابر فقط، و يهمشون التكوين و تأطير الشباب، و هو ما جعلنا نعاني حتى مع منتخبات بحجم ليبيا، رغم احترامي الكبير لهذا المنتخب الشقيق.
• ماذا قال السعوديون سواء جماهير، رياضيون أو صحافة عن إقصاء الخضر من تصفيات المونديال المقبل؟

السعوديون تفاجأوا لغياب الخضر عن المونديال

تودون الصراحة لقد تفاجأوا كثيرا بهبوط مستوى المنتخب الوطني، العاجز عن معانقة النتائج الإيجابية منذ فترة طويلة، لقد كانوا يمنون النفس في رؤية رفاق رياض محرز في المونديال المقبل، خاصة بعد العرض الرائع الذي قدموه في نهائيات كأس العالم الماضية بالبرازيل، بالمختصر المفيد لقد اعتبروا إقصاء  الخضر بمثابة خسارة كبيرة للكرة العربية، التي ستكون حاضرة بقوة في روسيا، من خلال اقتطاع منتخبات السعودية و مصر، و تونس و المغرب لتأشيرة التأهل في المباراة الختامية من التصفيات.
• ما رأيك في خيار تعيين طاقم فني محلي بقيادة رابح ماجر للإشراف على العارضة الفنية للخضر؟
صعب أن أتكهن بمصير المنتخب بقيادة النجم رابح ماجر، هو لاعب كبير، و حقق العديد من الإنجازات الفردية و الجماعية، و لكن كمدرب ينتظر منه تأكيد إمكاناته و أحقيته في قيادة الخضر، و شخصيا أتمنى له كل التوفيق.
• ماذا عن تعيين «شيخ» المدربين رابح سعدان على رأس المديرية الفنية و شارف كمدير للمنتخبات الوطنية؟
أظن أن هذا التعيين سيكون إيجابيا للكرة الجزائرية، بالنظر إلى الخبرة و التجربة الكبيرة التي يتمتع بها كل من رابح سعدان و بوعلام شارف، أنا متفائل بخصوص العمل الذي سيقدمانه، في انتظار التأكيد ميدانيا.

مستعد للعمل في فريق القلب بالمجان ومدينة سطيف ولادة للنجوم

• كيف تعلق على قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بالتخلص من الاسباني لوكاس ألكاراز؟
منذ التحاق لوكاس ألكاراز بالمنتخب الوطني لاحظنا تراجعا كبيرا في النتائج المحققة، إلى درجة جعلت الجميع يطالب برحيله، لقد تابعت كل المباريات التي لعبها المنتخب تحت إشرافه، حيث لم يقدم أي شيء يشفع له بالاستمرار على مستوى العارضة الفنية للخضر، و لذلك اعتبر أن استقدامه خطأ كبيرا، و التخلص منه سيعطي نفس جديد للمنتخب.
• هل أنت متفائل بمستقبل الكرة الجزائرية ؟
الكرة الجزائرية لن تقوم لها قائمة، إلا بالعودة إلى التكوين، و تقديم الإمكانيات للفئات السنية القادمة، هذا الذي يجب أن نقوم به، إذا ما أردنا أن نعيد الاعتبار لكرتنا،... حاليا لست متفائلا، في انتظار أن تتغير العديد من الأمور.
• لماذا لا نراك ضمن طاقم فريقك الأصلي وفاق سطيف؟
أنا جاهز للعمل في فريقي الأول و بالمجان، لأنه فريق القلب، و لكن الجواب على هذا السؤال لدى رئيس الفريق حسان حمّار، لأنه هو من يحدد أعضاء الطاقم الفني.
• ما رأيك في العمل الذي يقوم به خير الدين مضوي و مليك زرقان مع الوفاق السطايفي؟
عمل ممتاز و متواصل يقوم به خير الدين مضوي، فبالإضافة إلى أنه ابن الفريق، و يغار على ألوان “الكحلة”، فإنه يعمل بقلبه و بكل إمكانياته لنجاح و تطوير الفريق، دون نسيان العمل المميز الذي يبصم عليه أسطورة الوفاق الآخر مليك زرقان، الذي أتمنى له كل التوفيق، إلى جانب مضوي، و لم لا ينجحان في إهداء ألقاب أخرى للوفاق.
• من ترشح للفوز بلقب البطولة لموسم 2018/2017 ؟
أرشح عدة فرق للتنافس على لقب البطولة للموسم الكروي الجديد، على غرار وفاق سطيف و شباب قسنطينة و اتحاد العاصمة.

سر  قوة الوفاق يكمن في قوة مسيريه ومنح الفرص لأبناء النادي

• ما هو سر قوة الوفاق الذي أمتعنا بالألقاب و اللاعبين وحتى المدربين الأكفاء بقيادة الراحل كرمالي؟
سر قوة الوفاق يكمن في قوة مسيريه و إدارته و إعطاء الفرص لأبنائه، بالإضافة إلى عامل الاستقرار الفني و الإداري، و كذلك لا ننسى أن مدينة سطيف ولادة للنجوم بالفطرة، و لذالك أصبح الوفاق لديه تقاليد الفوز و الانتصارات، و جمهوره لا يرضى إلا باعتلاء منصات التتويج.
• هل أنت مع خيار العودة للاعبين المحليين أم مواصلة الاعتماد على المحترفين في المنتخب الوطني؟
في الوقت الحالي لا يمكن بأي شكل من الأشكال الاستغناء عن اللاعبين المغتربين، لأن أغلبهم لديه تكوين جيد، و بمقدورهم مساعدة المنتخب الوطني، كما كان الحال في السنوات القليلة الماضية، و لكن يجب أن نعالج معهم الأمور الانضباطية، بعد الأخبار الكثيرة المنتشرة عن عدم جدية بعض الأسماء، أنا مع المغتربين مع تزويدهم ببعض اللاعبين المحليين المميزين، رغم أنني لا أعتقد بأن هناك لاعبين محليين كثر يستحقون اللعب في المنتخب.
• بماذا تريد أن نختم الحوار ؟
أتمنى للكرة الجزائرية النهوض و الخروج من هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن، و تحياتنا لكل الجزائريين، و شكرا لكم على الاهتمام بالكفاءات الجزائرية الناشطة خارج البلاد.

حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى