يطل علينا بين الحين والآخر عبر القنوات الوطنية من يدعي اكتشافا اجتهاديا جديدا لم يسبق إليه؛ يشكك في أركان الإسلام وشعائره التي أجمع عليها المسلمون وورثها الجزائريون عبر القرون، ومنها فريضة الصيام؛ حيث ادعى بعضهم مؤخرا أن الصيام ليس فرضا لازما إجباريا؛ بل مجرد ركن اختياري، يمكن تعويضه بفدية ! وعلى الرغم من أن هذا ليس من اكتشافه لأنه مجرد صدى لرأي طرحه عبد المجيد الشرفي التونسي منذ سنوات حين حاول عرض قراءة مبتورة لآيات الصيام؛ إلا أن ما أعاد تردديه لا يستقيم وآليات القراءة العلمية وطرق الاستنباط والاجتهاد في ضوء النصوص الشرعية وقواعد علم أصول الفقه، مما قد يضلل السامع ويدفعه للشك في مبادئ الدين وقطعياته.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
فقد عمد إلى إيراد بعض آيات الصيام وتجاهل بعضها الآخر  ليؤسس لفرضيته المسبقة ويحاول إبطال إجبارية الصيام !
فقد أتى بقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ  فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى  سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ   وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ   وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184))) (البقرة) وقال بأن هذه هي آية الصيام فقط وفيها تخيير واضح بين الصيام أو دفع الدية، وهذه مغالطة خطيرة؛ (أولا) لأن هذه الآية لا علاقة لها بشهر رمضان؛ بل هي شرعت لصيام آخر فرضه الله تعالى على المؤمنين، و(ثانيا) إن هذا الصيام المشرع وقتها ليس مقدرا بالشهر أو الأسبوع بل بالأيام فقط ((أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ))، وقد قيل إنها كانت ثلاثة أيام من كل شهر، وهذا الصيام كان واجبا على القادر عليه، فمن صام كان خيرا له، ومن أبى وكان يقدر (يطيق) الصيام فعليه فدية طعام مسكين عن كل يوم، وقد كان هذا في بداية الهجرة إلى المدينة؛ شأن كل العبادات التي تشكل أركان الإسلام؛ حيث كانت الصلاة مفروضة على المؤمنين قبل الهجرة؛ لكن ليست هي الصلوات الخمس التي فرضت بعدئذ؛ بل يتعلق أمرها أساسا بقيام الليل الذي أصبح مجرد نافلة بعد فرض الصلوات الخمس، وكذلك كانت الزكاة فريضة على المؤمنين؛ لكن ليست الزكاة ذات الأنصبة والمقادير والمصارف المحددة في المدينة بعد الهجرة النبوية.
وكذلك الصيام، فبعد أن فرض الله صيام أيام معدودات فقط على سبيل التخيير بين الإمساك أو دفع فدية، جاء فرض صيام رمضان في الآيات التي جاء ترتيبها في السورة بعد الآيات السابقة مباشرة؛ حث قال الله تعالى: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ  فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ  يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185))) (البقرة)، فهذه هي الآية التي فرض بموجبها صوم شهر رمضان، وليس قرض الصيام عموما، وهي قطعية الثبوت وقطعية الدلالة، ففيها كما يقول المفسرون: (إيجاب حتم على من شهد استهلال الشهر أي كان مقيما في البلد حين دخل شهر رمضان ، وهو صحيح في بدنه أن يصوم لا محالة . ونسخت هذه الآية الإباحة المتقدمة لمن كان صحيحا مقيما أن يفطر ويفدي بإطعام مسكين عن كل يوم ، كما تقدم بيانه)، فلماذا يصادر على هذه الآية ويضلل السامع بالخوض في آية أخرى شكلت مجرد مرحلة من مراحل تشريع الصيام وليست نهاية المطاف؟ على غرار ما ذكرناه سابقا من مراحل تشريع الصلاة والزكاة! كيف تجاهل هذه الآية التي يرددها الصغار والكبار في كل مكان !؟ للأسف عندما لا يكون الغرض من التفكير والاجتهاد والبحث الوصول إلى الحقيقة يقع التدليس والمغالطة والتضليل؛ لكن هيهات أن تمر هكذا آراء في فضاء إسلامي لم تعد تنطلي عليه الخرجات الإعلامية المغرضة؛ حيث ما انفك يفرق بين الاجتهاد المتوخي للحقيقة والاجتهاد المضلل الذي يريد الوصول لنتيجة موضوعة مسبقا فيتوسل، للوصول إليها بكل السبل غير العلمية قبل أن تسقط في الماء ويعصف بها النقد العلمي الرصين، فصيام شهر رمضان ثابت بنص قرآني قطعي الثبوت والدلالة عززته سنن قولية وعملية، ووقع عليه إجماع المسلمين منذ القدم.
ع/خ

تنمية الشعور بالرقابة الذاتية في مدرسة رمضان
الصيام عبادة روحية جليلة وفريضة عظيمة يتجرد فيها العبد لله تعالى، فيزداد صفاء واستقامة. ويختص الصيام بأنه عباد سرية بين العبد وربّه عزّ وجلّ، فلا يدري أحد بصيام المسلم إلا الله تعالى، وقد جاء في الحديث القدسي: (إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به)؛
لذا فإن الصيام تدريب عملي للمسلم على غرس عنصر المراقبة في نفسه، أي مراقبة الله تعالى والخوف منه، فينميه في ذاته، فتصبح المراقبة قويةً في النفس، فيراقب نفسه بنفسه.
فالمسلم يستشعر مراقبة الله تعالى، فيعلم بأن الله يبصره فلا يتجرأ على ارتكاب إثما، ويعلم بأن الله يسمعه فلا يقول قبيحا. فالمسلم يراقب نفسَه بنفسه، فلا يحتاج إلى من يراقبه ويتابعه ويزجره، فالتاجر يراقب نفسَه بنفسه ولا يحتاج إلى أعوان الرقابة، فلا يغش في تجارته ولا يبالغ في رفع السعار لأنه يعلم بأن الله يبصره. والعامل يراقب نفسه بنفسه ولا يحتاج إلى المسؤول لمراقبة عمله، فيتقن عمله ولا يخل بوظيفته، لأنه يعلم بأن الله يبصره. والأستاذ يراقب نفسه بنفسه ولا يحتاج إلى رقابة المدير، فيخلص في تعليمه. والقاضي يراقب نفسه بنفسه فيعدل في حكمه، فلا يحابي لأجل هدية أو رشوة. وسائق السيارة يراقب نفسَه بنفسه، فيحترم قوانين المرور، ولا يحتاج إلى أعوان الأمن لضبط سياقته في الطريق. والطالب يراقب نفسه بنفسه، فلا يغش في الامتحان، حتى ولو كان في قاعة الاختبار بلا حراسة.
إن الكثير من الانحرافات السلوكية والأخلاقية ترجع إلى ضعف الرقابة الذاتية أو فقدانها.
فنحن بحاجة إلى تنمية الرقابة في النفس فهي كفيلة بضبط السلوك وتحقيق الاستقامة والبعد عن المعاصي والمنكرات وعدم الإيذاء.

رشيدة طليب أول مسلمة ترأس جلسة لمجلس النواب الأمريكي
ترأست النائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيغان رشيدة طليب الأربعاء الماضي، حسبما بثته وسائل إعلام ووكالات أنباء اجتماع مجلس النواب الأمريكي، وهي أمريكية من أصل فلسطيني من ولاية ميشيغان وإحدى مسلمتين في الكونغرس. وجاء دورها في قيادة أعمال المجلس بعد أشهر من الانتظار، لتصبح بذلك أول امرأة مسلمة تقود المجلس، بعد أن سجلها التاريخ كأول مسلمة تنضم إلى الكونغرس الأمريكي. وقالت طليب في تغريدة على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ترأست مجلس النواب الأمريكي اليوم. ليس سيئا بالنسبة لفتاة من ديترويت لم تكن تتحدث الإنجليزية عندما بدأت الدراسة، والأولى في عائلتي التي أنهت دراستها الثانوية والعليا». وأضافت: «كانت لحظة فخر وغرقت في أكثر من ذلك بقليل وأنا أعمل في الكونغرس».

الذبح الحلال» محط خلاف أمريكي أوروبي!
انتقد المبعوث الأمريكي لمعاداة السامية سلطات الدول الأوروبية التي تمنع ذبح المواشي حسب الطريقة الدينية، حيث تسمح بقتل المواشي حصرا بالأساليب التي لا تعرضها للألم. ويسمح كلا الدينين، الإسلام واليهودية، بأكل لحوم الحيوانات التي تذبح من عنقها وهي في حالة وعي تام، على عكس الطرق المتبعة في بعض الدول الأوروبية، حيث «تخدر» الحيوانات قبل عملية ذبحها، حتى لا تشعر بالألم.  وحسب وكالات أنباء فقد تحدث المبعوث الأمريكي، إيلان كار، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر العام لاتحاد الحاخامات الأوروبيين، في بلجيكا، واصفا التشريعات الأوروبية الخاصة بطرق الذبح، بـ «المشينة». وأضاف كار أن تلك التشريعات ما هي إلا «طرد قسري» للمجتمعات اليهودية في تلك الدول الأوروبية، خلال حديثه عن منع السلطات لطريقة الذبح اليهودية، التي تعرف بالعبرية باسم «shechitah». ويجب التنويه إلى أن معظم الدول الأوروبية قد أطلقت استثناءات تشريعية للمجتمعات المسلمة واليهودية، تسمح لها بذبح المواشي «بطريقة الحلال».

فتاوى
nحكم إسبال الثوب، وهل مطلق ما زاد عن الكعبين في النار؟
المقصود بإسبال الإزار إرخاؤه أسفل الكعبين ، غير أن النهي الشرعي مصروف إلى الغاية من هذا الإسبال ، و ليس الفعل في حد ذاته لقوله صلى الله عليه و سلم :» إنما الأعمال بالنيات و انما لكل امرئ ما نوى». و ما جاء في لحديث الذي ينهى عن هذا العمل و يجعل فاعله من أصحاب النار قوله صلى الله عليه و سلم :» ما أسفل الكعبين في النار « فليس المقصود منه الإطلاق بل هو مقيد بما جاء في أحاديث أخرى مثل الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :» لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء « فالخيلاء و الكبر و المفاخرة هذه الصفات و الأخلاق هي علة التحريم ، لا مجرد الفعل، و في السنن أيضا عن ابن عمر أيضا :» أنه صلى الله عليه و سلم قال: الإسبال في الإزار و القميص و العمامة ، من جر شيئا منها خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة « و قد سأل رجل المصطفى صلى الله عليه و سلم بعدما ذكر الكبر و الخيلاء ، كونه يمنع المتصف به من دخول الجنــة قال السائل :» يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسنا و نعلي حسنةً ، أفمن الكبر ذاك ؟فقال لا إن الله جميل يحب الجمال ،الكبر بطر الحق و غمط الناس» أو كما قال،و الحديث في صحيح مسلم فالمقصود بالعقاب و العذاب المتوعد به من أطال ثوبه هو الفاعل لذلك متكبرا أو مختالا أو مفاخرًا أما من فعل ذاك تجملا و إظهارًا لنعمة الله ،فممدوح كما قال ابن القيم وقبله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و في هذا الجواب غُنية.
nهل تجوز إزالة الشعر من الوجه ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ يتفق حبّ التجمل مع فطرة المرأة، وترى زينة وجهها بإزالة الشعر منه، ولا يدخل هذا في النمص المحرم ما لم تتعرض للحاجبين اللذين ورد فيهما النهي بحديث النبي – صلى الله عليه وسلم - :» لعن الله النامصة والمتنمصة…» هذا ما ذهب إليه بعض العلماء استدلالا بما أخرج الطبري عن امرأة أبي إسحاق أنها دخلت على عائشة رضي الله عنها – وكانت شابة يعجبها الجمال، فالت : المرأة تحف جبينها لزوجها؟ فقالت : أميطي عنك الأذى ما استطعت.
 والله أعلم وأحكم   موقع وزارة الشؤون الدينية. 

 

الرجوع إلى الأعلى