يحتفي العالم غرة شهر يونيو من كل عام باليوم العالمي للطفولة تأكيدا على حقوق هذه الشريحة التربوية والثقافية والصحية، وسعيا للمحافظة عليها وتعزيز ضمانات وآليات حمايتها من كل تعسف أو عنف أو تقصير أو انتهاك، وقد اهتم الإسلام بالطفل، وجعله محل عناية وحماية ورعاية شديدة، وكفل له جميع حقوقه المادية والمعنوية عبر مراحل حياته كلها، بدءا من حسن اختيار الزوجين لبعضهما البعض، ثم فترة الحمل والولادة حتى التمييز، ومن التمييز حتى البلوغ.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
فقد حافظت الشريعة الإسلامية على هوية الطفل بما في ذلك اسمه وجنسيته وصلاته العائلية وكذلك لغته وثقافته وانتمائه الحضاري والديني. فقد أكدت على حق الطفل في الحياة والبقاء والنماء منذ تخلقه جنينا، قال تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا) الإسراء:31، فحرمت الإجهاض، حتى ولو كان من حمل محرم، فلا يجوز لأمه إسقاطه لأنه لا ذنب له فيما جناه أبواه قال تعالى: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) الإسراء:16. كما حرصت على حقه في انتسابه إلى والديه وحمله للقب أبيه، وجعلت حفظ الأنساب من مقاصد الشريعة؛ فمنعت كل الممارسات غير شرعية التي تشكك في انتساب الطفل إلى أبيه، كاستئجار الأرحام ونحوه، قال تعالى: (ادْعُوهُمْ لآِبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) الأحزاب:05، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام». والشريعة الإسلامية لا تجيز نظام التبني لما فيه من اختلاط الأنساب والتعدي على حقوق الآخرين، ولكنها تكفل حقوق الرعاية الاجتماعية للأطفال بكافة صورها، ولكافة فئات الأطفال، كالأيتام واللقطاء والمعوزين وذوي الحاجات الخاصة.
ودعت الشريعة الوالدين وأولياء الأمور إلى توفير حياة كريمة ومستوى معيشي ملائم للأطفال حتى تضمن لهم نموا بدنيا ونفسيا ودينيا واجتماعيا. فأوجبت على والديه الإنفاق عليه، فإذا عجزا فالأقرب ثم الأقرب، فإن لم يستطيعوا وجب على الدولة تأمين نفقات الطفل، ويمتد حق النفقة حتى يصبح قادرا على الكسب وتتاح له فرصة عمل، وللبنت حتى تتزوج، أو تستغني بكسب يدها.
وجعلت من حقوق الطفل المادية أيضا الحق في الميراث، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا استهل المولود وُرِّثَ»، كما حرمت قتل الأطفال في الحروب والنزاعات المسلحة، حيث أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم قادة الجيوش قائلا: «انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة...»

ليلة القدر المباركة.. لحظة عبادة بألف شهر ثواب !
العشر الأواخر من رمضان إنّما فُضّلت لما فيها من ليلة القدر، أفضلِ ليلة في السنة كلّها، ليلةٌ خيرها عميم، وفضلها عظيم، سُمّيت ليلة القدر؛ لرفعة قدرها أي شأنها، وعلوّ منزلتها، ولما يحصل فيها من تقدير مقادير الخلق، وتوزيعها على الزمان والمكان، قال عزوجل: (فيها يُفرق كلّ أمر حكيم أمرًا من عندنا إنّا كنّا مرسلين). ليلةٌ هي منحةٌ لأمّة الإسلام، قال الإمام مالك -رحمه الله-: بلغني أنّ النبي r أراه الله أعمار الأمم قبله، فكأنه عليه الصلاة والسلام تقاصر أعمار أمته، أي: رآها قصيرة بالنسبة لأعمال الذين سبقونا، تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل ما بلغه غيرهم، فأعطاه الله ليلة القدر خيرًا من ألف شهر، تصديقًا من ربنا لوعده لنبيه r: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى).
فالعمل في هذه الليلة خير من عمل ألف شهر، وهل هو خير بمرة واحدة، أم بمرتين، أم بمرات عديدة؛ فضل الله لا حدّ له، والتفاضل بحسب تقوى القلوب. ليلة نزل فيها القرآن، وتنزل فيها الملائكة، وينزل فيها الأمن والسلام والطمأنينة، (إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر)، إنها ليلة من حُرم خيرها فقد حُرم.
وقد أمر النبي r بتحرّيها في الوتر من العشر الأواخر، قال: (تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان). وعن عبادة بن الصامت أنّ رسول الله r خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان أي: اختصم رجلان، فقال إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرُفِعَتْ، وعسى أن يكون خيرًا لكم، التمسوها في التسع والسبع والخمس، أي البواقي من رمضان. وأرجى لياليها ليلة الجمعة إن وافقت وترا، وليلة السابع والعشرين، فقد كان بعض الصحابة يؤكد أنها كذلك، وليلة القدر لها بعض العلامات الدالة عليها، لكن على المؤمن ألا ينشغل كثيرا بعلاماتها، فإنها ما أُخفيت إلا لحكمة تقتضي منا أن نجتهد في التماسها في العشر كلّها.
ومن أراد درك فضلها فعليه بالتوبة من الذنوب إقلاعا وندما وعزما على عدم الرجوع، ولا بدّ من رد المظالم والحقوق المادية والمعنوية إلى أصحابها، وينبغي أن يصلح المؤمن ما بينه وبين الناس، فيصل من قطعهم، ويصالح من خاصمهم، ويستسمح من ظلمهم، فإنه يُخشى على المتلاحيان ألا ينالَهم فضلُها، فإنها رفعت، وأُنسيها النبي r بسبب رجلان تلاحيا، أي تخاصما، ومن أبرز أعمالها قيام معظم الليل، قال r: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
ومن أبرز أعمالها الصدقة، فإنها تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. ومن أهمّ أعمالها الدعاء، فيا أخي المؤمن الجأ إلى ربك في هذه العشر، اشك إليه بثّك وحزنك، وضعفك وعجزك، من كان مريضًا فليشْكُ إلى ربّه مرضه، من كان مهمومًا مغمومًا فليشْكُ إلى ربّه همّه وغمّه، من كان مدينًا فليسل ربَّه قضاء دينه، من كانت له حاجة فليسلها من الله في هذا الموسم العظيم، فإنّه موسم العطاء والمنّ والبركة، ارفع يديك إلى الله راغبا راهبا، خائفا طامعا، تائبا نادما، مهما كان ذنبك، مهما كانت تقصيرك، فإن الله لا يتعاظمه ذنب إذا صدق العبد في الانخلاع منه. عن عائشةَ ل قالت: يا رسول الله؛ أرأيت إن وافقت ليلة القدر؛ ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهمّ إنّك عفوٌّ تحبّ العفو فاعف عنّي).

‹إن نقصان عقل ودين المرأة هو عين تمامِها و كمالِها» (3)
قالوا : إن المرأة خُلقت متهمة الى أن تثبت براءتها. بينما فطرتها الايمانية تقتضي : أن المرأة خُلقت بريئة الى أن تثبت تهمتها. وقالوا : إن المرأة خُلقت عوجاء الى أن تثبت صحة استقامتها. بينما تقتضي فطرتها الايمانية : أن المرأة خلقت مستقيمة الى أن يثبت اعوجاجها . وقالوا: إن المرأة خُلقت ناقصة عقل، ودين إلى أن يثبت كمالها. بينما فطرتها الايمانية تقتضي : أن المرأة خُلقت كاملة عقل ، ودين إلى أن يثبت نقصها . وقالوا : إن المرأة خُلقت لا تحسن التفكير ، ولا تتقن التدبير . بينما فطرتها الإيمانية تقتضي : أن المرأة خُلقت، وهي تحسن التفكير ، وتتقن التدبير إلا أن يثبت تسيّبها . ولا يعلم الكثير أن الصحابي، أو الصحابية كلهم عدول؛ فلا يخضعون لقاعدة الجرح والتعديل في رواية الحديث.  لقد تبوأت المرأة أعلى المناصب ، والقيادات ، وخاصة السياسية في مجتمعات الشرق ، والغرب، فأثبتت توقد ذكائها ، وحسن فطنتها ، ونفاذ بصيرتها في حسن إدارة الأمور .

1200 عالما من 139 دولة يصدرون وثيقة للتعايش السلمي

أقر 1200 عالم وشخصية إسلامية من 139 دولة يمثلون 27 مكونا إسلاميا من مختلف المذاهب والطوائف. والأطياف، الأربعاء الماضي، وثيقة للتعايش ومناهضة الإسلاموفوبيا ورفض التدخل في شؤون الدول، عرفت بـ»وثيقة مكة المكرمة» ونقلا عن وكالات أنباء فقد أوصت الوثيقة بعدم التدخل في شؤون الدول مهما تكن ذرائعه المحمودة، معتبرة إياه «اختراقا مرفوضا، لا سيما أساليب الهيمنة السياسية بمطامعها الاقتصادية وغيرها، أو تسويق الأفكار الطائفية، أو محاولة فرض الفتاوى على ظرفيتها المكانية، وأحوالها، وأعرافها الخاصة، إلا بمسوّغ رسمي لمصلحة راجحة». وشددت الوثيقة على أن «التنوع الديني والثقافي في المجتمعات الإنسانية لا يُبرر الصراع والصدام»، وشددت على «رفض الربط بين الدين والممارسات السياسية الخاطئة لأي من المنتسبين إليه».وتشمل الوثيقة «الدعوة إلى الحوار الحضاري بصفته أفضل السبل»، و»سنّ التشريعات الرادعة لمروجي الكراهية».وأكدت أن «التعرف الحقيقي على الإسلام يستدعي الرؤية الموضوعية التي تتخلص من الأفكار المسبقة، لتفهمه بتدبر أصوله ومبادئه، لا بالتشبث بشذوذات يرتكبها المنتحلون لاسمه، ومجازفات ينسبونها زوراً إلى شرائعه.

الرجوع إلى الأعلى