يصطحب الكثير من الأولياء من الرجال والنساء أبناءهم إلى بيوت الله تعالى لاسيما في صلاة التراويح خلال شهر رمضان الكريم، وهو مشهد يتكرر دوريا بيد أن ردود القول والفعل تجاهه تباينت بين مستحسن للظاهرة باعتبارها عادة حسنة تربط الأطفال وتعلق قلوبهم بالمساجد منذ الصغر ومن يرفضها بحجة ما قد يحدثه الأطفال من ضوضاء تشوش على المصلين وهم في خشوع يستمعون آيات الله تعالى.

لكن وبغض النظر عن حجج الرافضين لهذه العادة ومبرراتهم التي يمكن التكيف معها فإن الثابت أن إحضار الأطفال للمساجد سنة حسنة وقد فعلها الصحابة رضي الله تعالى عنهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى البخاري من حديث أبي قتادة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله فكان إذا سجد وضعها ، وإذا قام حملها)، وروى أحمد والترمذي وغيرهما من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال :(رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجاءه الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل صلى الله عليه وسلم فحملهما بين يديه، ثم قال: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ثم أخذ في خطبته). وروى البخاري ومسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلاَةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ).
وهذه الآثار وغيرها تكشف عن الحضور العادي للأطفال في المسجد النبوي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أي حرج، وهذا الأمر يتناغم وما ورد من أمر الأولاد بالصلاة إذا بلغوا سبعا.
ولا شك أن في حضور الأطفال المساجد الكثير من الفوائد التربوية والتعليمية؛ منها تحبيب بيوت الله تعالى لهم منذ الصغر وترسيخ المواظبة على الصلاة والألفة عليها باكرا، وفسح المجال لهم للتعلم وحفظ كلام الله تعالى؛ لأنهم في مرحلة عمرية أكثر قدرة على الحفظ، وتمكينهم كذلك من فرصة الاقتداء بالمؤمنين في آداب الإسلام وأحكامه، بدءا بالطهارة وانتهاء بالصلاة مرورا بآداب الجلوس والكلام، وإشراكهم في أنشطة المسجد ومسابقاته، فالطفل في هذه المرحلة يحاكي غيره ويقتدي به في كل صغيرة وكبيرة، وكلما كانت القدوة التي أمامهم حسنة كلما اكتسبوا صفات حسنة والعكس بالعكس، كما أن في حضورهم إشغال لهم فيما هو نافع وجاد؛ لأن الطفل في المراحل الباكرة من عمره يتطلع إلى الاكتشاف فلو حرمناه من هذا المكان التربوي التعبدي الطاهر سيلجأ لمكان آخر ويألفه وقد يكون هذا المكان الجديد مظنة انحرافه واكتسابه صفات سيئة وعادات خبيثة، لاسيما وأن صادف قدوات فاسدة وأصدقاء سوء. 
لذلك بات من الضروري تمكين الأطفال من هذا الحضور وعدم منعم من ذلك لاسيما وأنه لا يوجد دليل من الشرع يمنعهم، وقد وجدت الظاهرة في العهد النبوي ولم يمنعها مع اقتضاء الحال وانتفاء المانع؛ بل اقرها كما رأينا في الآثار السابقة، ولذلك تربى على مرأى منه صلى الله عليه وسلم صغار الصحابة الذين حملوا لواء الم والجهاد بعده؛ ولا حجة لمن يمنعهم من ذلك؛ لاسيما وأن الحديث الذي يستدل به البعض (جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم)، حديث ضعيف، وقيل لا أصل له، وقد وسئل مالك عن الصبيان يؤتى بهم إلى المساجد؟ فقال: إن كان لا يعبث لصغره ويكف إذا نُهي فلا أرى بهذا بأسا، قال: وإن كان يعبث لصغره فلا أرى أن يؤتى به إلى المسجد.
أما ما يطرحه البعض من كون الأطفال يحدثون ضوضاء داخل المسجد وقد يتسبب بعضهم في تنجيسه لقلة احتياطهم؛ فهذا أمر يمكن معالجته؛ مع الوقت لأن الأطفال سرعان ما يلتزمون ويستدركون أخطاءهم من الملاحظات الأولى، كما يمكن للمشرفين على المساجد تخصيص مكان في الخلف لأطفال غير المصطحبين مع أوليائهم وتكليف متطوع بالإشراف عليهم وتنبيههم كلما أخطأوا حتى يألفوا ويكتسبوا آداب المساجد، لأنهم إن طردوا فقد لا يرجعون وان لم يكتسبوا آداب المساجد صغارا فمن العسير اكتسابها وهم كبار ولذلك يعاني الكثير من الخطباء من بعض رواد المساجد الكبار الذين لم يتربوا منذ الصغر على آداب المسجد من عدم الالتزام بها في كبرهم حيث يشتغلون بأمور الدنيا وينام بعضهم في المسجد والإمام يخطب وقد يتكلم وغير ذلك من التصرفات المحظورة التي تنافي آداب المساجد.
ع/خ

دراجات للأطفال المواظبين على صلاة الفجر بتركيا
بغية غرس ثقافة حب ارتياد المساجد، وزعت بلدية «آق شهر» بولاية قونية وسط تركيا دراجات هوائية على 520 طفلا واظبوا على أداء صلاة الفجر في المسجد على مدار 40 يوما متواصلة.
واستنادا لوسائط فإن توزيع الدراجات الهوائية جاء في إطار مشروع أطلقته بلدية آق شهر بالتعاون مع هيئة الإفتاء في المدينة، تحت شعار «هلموا يا أطفال إلى المسجد في الفجر»، بهدف تعويد الأطفال على ارتياد المساجد، وإدراكهم أهمية صلاة الجماعة، وتكريس روح الوحدة والتآخي في نفوسهم.
وفي كلمة خلال فعالية أقيمت بمركز ثقافي في المدينة قال قائمقام آق شهر محمد أيليدي إن «بلديتنا قررت مكافأة أطفالنا بدراجات هوائية، لأنهم واظبوا على أداء صلاة الفجر في المساجد على مدار 40 يوما في إطار المشروع، وبات ارتياد المسجد عادة بالنسبة إليهم».
وأوضح رئيس البلدية أنهم يخططون للاستمرار في المشروع خلال السنوات القادمة، وأضاف أن «المشروع قد يعتبر مكلفا ماديا ولكن له قيمة معنوية كبيرة، حيث إننا نعتبر تنشئة أطفالنا الذين سنأتمن مستقبلنا بأيديهم أمرا مهما للغاية». والأتراك يقولون: إذا لم تُسمع أصوات الأطفال في الصفوف الخلفية في المساجد فعلينا أن نقلق على الأجيال القادمة، ومن العادة أن يصطحب شيخ الجامع الأطفال معه بعد الصلاة لتناول الحلويات.  

العشـر الأواخـر فرصة للـكسب ومضـاعفة الثواب
ها قد أقبلت أيام عشرة مباركة هي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ فالأجور مضاعفة والعبادات متنوعة وما على المسلم سوى الاجتهاد والاغتنام بالإخلاص والصدق.
 وهذه العشر من أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عناية خاصة بها، إذ أنه كان يحرص على الطاعة طيلة العشرين الأولى من شهر رمضان، إلا أنه صل الله عليه وسلم يزداد عبادة وتقربا إلى الله عز وجل في هذه العشر الأواخر خاصة وهو القدوة لنا صل الله عليه وسلم، ونلتمس هذا الأمر حينما أخبرتنا عنه السيدة عائشة رضي الله عنها حيث تقول: (كان النبي صل الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأيقظ أهله و أحيا ليله) متفق عليه.  إذن هذه العشر هي مجال وفرصة واسعة من أجل الكسب من الصلوات المفروضات والمسنونات والصيام ومنها قيام الليل والذكر وتلاوة القرآن ومنها كذلك ما اختص بفضلها في هذه الأيام وهو الاعتكاف، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (أن النبي صل الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان حتى توفاه الله تعالى)، وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صل الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين)، وإنما كان يعتكف النبي صل الله عليه وسلم في هذه العشر التي يطلب فيها ليلة القدر، قطعا لأشغاله، وتفريغا لباله، وتخليا لمناجاة ربه، وذكره والتقرب إليه والدعاء. فإن لم يستطع المسلم أن يعتكف العشر كاملة،فليحرص على الأوتار منها، أو ليغلبن في أن يلبث شيئا من الوقت في المسجد، فقد عد بعض أهل العلم ذلك من الاعتكاف وفضل الله واسع وخيره كثير.
فليحرص أحدنا على الفرائض وعلى النوافل وليبشر فالبشرى جاءت من الحبيب المصطفى (ص) حينما قال عن ربه جل جلاله (وما تقرب إلى عبدي بشيء، أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أ حببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها،ولئن سألني لأعطينه،ولئن استعاذني لأعيذنه).

* أنا الآن أرضع ولدي، وأخشى إن صمت رمضان من نقصان الحليب، فهل يجوز لي أن أفطر؟
المرأة المرضع لها أحوال بالنسبة للفطر في رمضان:
أولا: إذا كانت قادرة على الصـوم ولا يجهدها الإرضاع، فلا يجوز لها الإفطار.
ثانيا: إذا أجهدها الصوم ووجدت مشقة كبيرة جاز لها الفطر ولو لم تخش على نفسها أو على ولدها ضررا.
ثالثا: إذا خافت على نفسها أو على ولدها مرضا أو زيادته أو تأخر شفاء جاز لها الفطر.
رابعا: إذا خافت على نفسها أو على ولدها هلاكا أو شديد ضرر وجب عليها الفطر.
والأصل في إباحة الصيام للمرضع ما رواه أحمد وأصحاب السنن عن أنس مالك الكعبي رضي الله عنه أن رسول الله قال: (إن الله عز وجل وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحبلى والمرضع الصوم). ويجب عليها إذا أفطرت أن تطعم عن كل يوم مسكينا، عملا بقوله تعالى: تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)، كما يجب عليها القضاء بعد ذلك كالمريض.
الشيخ الدكتور موسى اسماعيل عضو اللجنة الوزارية للفتوى

المسجد الكـبير بأندونيسيا
 الجامـع الذي تحدى تسونـامي ووقف شامخـا في وجهـه
المسجد الكبير في قلب إقليم باندا آتشيه في آتشيه في جمهورية أندونسيا .. ويعرف المسجد في هذا الإقليم بمسجد بيت الرحمن، وهو يعتبر رمز لقوة العقيدة الإسلامية حيث نجا المسجد من التسونامي المدمر في عام 2004، واستنادا لمواقع إلكترونية فقد ظهر المسجد وقتها على مختلف الشاشات العالمية في الأعلام وسط طوفان الماء دون أن يلحق به أي أذى أو يمسه شيء بينما تضررت كل المباني المحيطة به. مما أدى إلى إعطاء المسجد المهيب شهرة فوق شهرته هو أنه أصبح آية من آيات الله على الأرض؛ حيث وقف المسجد شامخا أثناء (الكارثة البيئية الشهيرة) التي ألمت بأندونيسيا عام 2004 ودمرت المدينة بأكملها. فلقد دمر التسونامي الأخضر و اليابس في البلاد و أطاح بكل ماكان في طريقه ولم يمس المسجد أي سوء .لذلك فقد أثار ذلك اهتمام وكالات الأنباء العالمية وتسابقهم للحضور إلى الموقع وتغطية هذه الظاهرة العجيبة!
مما أدى بالمواطنين باتخاذه ملاذا جيدا للاختباء والنجاة بأرواحهم من الهلاك المدمر للتسونامي .وقد بدأ تشييد المسجد عام 1879 على يد الإدارة الاستعمارية الهولندية من أجل المصالحة مع السكان المحليين بعد أن قاموا بهدم أحد المساجد أثناء الحرب في آتشيه، وقد قام بتصميمه (المهندس المعماري الإيطالي ويبنت)، واكتمل بناؤه في عام 1881 وكان المسجد في أول الأمر صغير الحجم حيث يتكون من قبة واحدة سوداء من الخشب الصلب وبعد سنوات تم تجديده وتوسيعه بإضافة أجنحة للمبنى الأصلي حتى أصبح بحجمه الذي يبدو عليه اليوم. والتصميم المعماري لمبنى المسجد يجمع بين الطراز الأوربي والطراز الإسلامي المغولي، والمسجد يضم زخارف جميلة وأيضا مزخرف بالآيات القرآنية والزخارف الإسلامية ويعتبر رمزا قويا للثقافة والسياحة الدينية في المدينة.

الرجوع إلى الأعلى