أثارت مشاهد بثت عبر مواقع التواصل لأطفال يؤمون الكبار في بعض مساجد الجزائر خلال شهر رمضان المبارك؛ نقاشا فقهيا كبيرا بين أساتذة وطلاب علم حول مشروعية إمامة الصبي للكبار البالغين؛ فقد كانت تلك المواقع تشيد بمثل هكذا مظاهر؛ لاسيما إن كان الطفل قوي الحفظ عذب الصوت وجيد الأداء؛ ما يجعله يستقطب أكثر الشرائح، ويكون هذا حافزا لغيره من الأطفال لحفظ كتاب الله تعالى باكرا وإتقان أحكام تلاوته وجودة النطق بآياته؛ لكن هذا المشهد كما كان متوقعا أثار قضية المشروعية من عدمها.

وقد اختلفت كالعادة آراء المتفاعلين؛ حيث حاول كل واحد أن يورد من الأدلة وينقل من الآراء ما يعزز رأيه فيما شاهده إقرارا أو رفضا، فالذين رفضوا مثل هكذا إمامة لصبي لم يبلغ الحلم تمسكوا بما ورد من شروط وجوب الصلاة؛ فمن شروطها التكليف بأن يكون الشخص بالغا عاقلا، والصبي لم يستوف شرط البلوغ؛ بينما فرق بعضهم بين الفرض والنفل فأجازه في الثانية ولم يجزه في الأولى؛ في حين لجأ آخرون لغير المذهب المالكي فأجازوا له ذلك مطلقا، تحقيقا للمصلحة وتصحيحا لصلاة الناس لاسيما في صلاة التراويح، ورفعا للحرج مادام في الأمر متسع.
والحقيقة أن هذه المسألة مثار خلاف بين الفقهاء منذ القدم؛ حيث يقول ابن رشد المالكي: (اختلف الناس في إمامة الصبي الذي لم يبلغ الحلم إذا كان قارئاً، فأجاز ذلك قوم لعموم هذا الخبر - يعني: قوله صلى الله عليه وسلم: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)، ولحديث عمرو بن سلمة: أنه كان يؤم قومه وهو صبي، ومنع ذلك قوم مطلقاً، وأجازه قوم في النفل ولم يجيزوه في الفريضة، وهو مروي عن مالك، وسبب الخلاف في ذلك: هل يؤم أحد في صلاة غير واجبة عليه من وجبت عليه؟ وذلك لاختلاف نية الإمام والمأموم»
فقد كشف ابن رشد عن سعة الخلاف بين الفقهاء وبين بعض أسباب هذا الحلاف، ثم قام النووي –بعد أن اختار مذهب صحة إمامة الصبي- فقال: (إذَا بَلَغَ الصَّبِيُّ حَدًّا يَعْقِلُ وَهُوَ مِنْ أهل الصلاة صحت إمامته لما روى عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ « أُمِّمْت عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا غُلَامٌ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ « وَفِي الْجُمُعَةِ قَوْلَانِ قَالَ فِي الْأُمِّ لَا تَجُوزُ إمَامَتُهُ لِأَنَّ صَلَاتَهُ نَافِلَةٌ وَقَالَ فِي الْإِمْلَاءِ تَجُوزُ لِأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ إمَامًا فِي غَيْرِ الْجُمُعَةِ فَجَازَ أَنْ يَكُونَ إمَامًا في الجمعة كالبالغ).. ‹وَقَوْلُ الْمُصَنِّفِ إذَا بَلَغَ حَدًّا يَعْقِلُ أَحْسَنُ مِنْ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ إذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ لِأَنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُ إذَا كَانَ مُمَيِّزًا صَحَّتْ صَلَاتُهُ وَإِمَامَتُهُ وَالتَّمْيِيزُ يَخْتَلِفُ وَقْتُهُ بِاخْتِلَافِ الصِّبْيَانِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَحْصُلُ لَهُ مِنْ سَبْعِ سِنِينَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْصُلُ لَهُ قَبْلَهَا وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُمَيِّزُ وَإِنْ بَلَغَ سَبْعًا وَعَشْرًا وَأَكْثَر›َ. أَمَّا حُكْمُ الْمَسْأَلَةِ فَكُلُّ صَبِيٍّ صَحَّتْ صَلَاتُهُ صَحَّتْ إمَامَتُهُ فِي غَيْرِ الْجُمُعَةِ بِلَا خِلَافٍ عِنْدَنَا وَفِي الْجُمُعَةِ قَوْلَانِ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ دَلِيلَهُمَا أَصَحُّهُمَا الصِّحَّةُ)؛ قام باستقصاء مذاهب الفقهاء، وجمع أقوالهم وآراءهم وأدلة كل مذهب في هذه المسألة، في كتابه المجموع شرح المهذب؛ فقال: (قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ مَذْهَبَنَا صِحَّتُهَا وَحَكَاهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ الحسن البصري واسحق ابن رَاهْوَيْهِ وَأَبِي ثَوْرٍ، قَالَ وَكَرِهَهَا عَطَاءٌ وَالشَّعْبِيُّ وَمُجَاهِدٌ وَمَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ لَا يَؤُمُّ فِي مَكْتُوبَةٍ إلَّا أَنْ لَا يَكُونَ فِيهِمْ مَنْ يَحْفَظُ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ غَيْرُهُ فَيَؤُمُّهُمْ الْمُرَاهِقُ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ إنْ اُضْطُرُّوا إلَيْهِ أَمَّهُمْ، قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَبِالْجَوَازِ أَقُولُ وَقَالَ الْعَبْدَرِيُّ قَالَ مَالِكٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ تَصِحُّ إمَامَةُ الصَّبِيِّ فِي النَّفْلِ دُونَ الْفَرْضِ، وَقَالَ دَاوُد لَا تَصِحُّ فِي فَرْضٍ وَلَا نَفْلٍ وَقَالَ أَحْمَدُ لا تصح في الفرض وفى والنفل رِوَايَتَانِ وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ قَالَ أَبُو حنيفة ومالك والثوري والأوزاعي واحمد واسحق لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ إمَامًا فِي مَكْتُوبَةٍ وَيَجُوزُ فِي النَّفْلِ قَالَ وَرُبَّمَا قَالَ بَعْضُ الْحَنَفِيَّةِ لَا تَنْعَقِدُ صَلَاتُهُ وَاحْتُجَّ بِحَدِيثِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ‘’رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَبْلُغَ وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ’’ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيِّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ قَوْلِهِ « لَا يَؤُمُّ غُلَامٌ حَتَّى يَحْتَلِمَ›› وَلِأَنَّهُ غَيْرُ مُكَلَّفٍ فَأَشْبَهَ الْمَجْنُونَ، وَاحْتَجَّ أَصْحَابُنَا بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ الْمُصَنِّفُ وَبِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ « رَوَاهُ مُسْلِمٌ،.. وَلِأَنَّ مَنْ جَازَتْ إمَامَتُهُ فِي النَّفْلِ جَازَتْ فِي الْفَرْضِ كَالْبَالِغِ وَالْجَوَابُ عَنْ حَدِيث ‹رُفِعَ الْقَلَمُ› أَنَّ الْمُرَادَ رَفْعُ التَّكْلِيفِ وَالْإِيجَابِ لَا نَفْيُ صِحَّةِ الصَّلَاةِ وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ» أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « وَحَدِيثُ أَنَسٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ، ‹›أَنَّهُ صَلَّى هُوَ وَالْيَتِيمُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « وَحَدِيثُ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ الْمَذْكُورُ هُنَا وَغَيْرُهَا مِنْ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ وَأَمَّا الْمَرْوِيُّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنْ صَحَّ فَمُعَارَضٌ بِالْمَرْوِيِّ عَنْ عَائِشَةَ مِنْ صِحَّةِ إمَامَةِ الصِّبْيَانِ: وَإِذَا اخْتَلَفَتْ الصَّحَابَةُ لَمْ يُحْتَجَّ بِبَعْضِهِمْ وَيُخَالِفُ الْمَجْنُونَ فَإِنَّهُ لَا تَصِحُّ طَهَارَتُهُ وَلَا يَعْقِلُ الصَّلَاةَ..)
وبهذه النقول التي تبين اختلاف المذاهب منذ القدم يتضح أن في المسألة سعة؛ وإن كان الأولى الإبقاء على إمامة الصبي في النوافل كصلاة التراويح دون الفرائض مراعاة للمرجعية المالكية، وعملا بالاحتياط، وبما مال إليه جمهور الفقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة، كما بينا سابقا من قول النووي.
ع/خ

العدوان الإسرائيلي يقرب المسلمين والمسيحيين
علّق الكثير من رواد فضاءات التواصل الاجتماعي عما حدث في سبت النور من تضييق الإسرائيليين على المسيحيين أثناء دخولهم كنيسة القيامة أقدم الكنائس عالميا بأن الإسرائيليين قدموا من حيث لا يدروا خدمة للمسلمين والمسيحيين حيث وحدوا بينهم وأقنعوهم عمليا بعد اليوم أن عدوهم واحد هو الصهيونية الإسرائيلية التي تريد التفرد بالأماكن المقدسة حتى لو ادعت ضمان حرية العبادة للجميع، لدرجة أن أحدهم في تغريدة على «تويتر»: شكرا إسرائيل على توحيد المسيحيين والمسلمين في إسرائيل بمنعهم من ممارسة حقهم في الصلاة في القبر المقدس والمسجد الأقصى». وأضاف «يوجد إله واحد فقط للجميع ولن يغفر لك!».

أنا في فرنسا وأسرتي في الجزائر، وشاءت الظروف أن أقضي شهر رمضان المبارك هنا لوحدي، فهل أستخرج زكاة الفطر لي ولأفراد أسرتي من هنا في فرنسا؟
زكاة الفطر طهرة للصائم فهي واجبة الصائم، وعليه فإنه بإمكانك إخراجها في البلد الذي أنت فيه وتوزع على الفقراء والمساكين.
هل يجب أن أخرج زكاة الفطر لرمضان الماضي بعد أن نسيت إخراجها في وقتها ؟ وهل يجوز أن أخرجها عن والدتي؟
إن زكاة الفطر واجبة بالسنة، فرضها رسول الله صل الله عليه وسلم على كل مسلم يملك قوته وقوت من تلزمه نفقتهم يوم العيد وإن استدان لها راجيا وفاء هذا الدين، ولا تسقط عمّن وجبت عليه بمضي زمن إخراجها، فإن غفلت عنها أيها الأخ الكريم وقت وجوبها وكنت ممّن وجبت عليهم، بقيت في ذمتك ووجب عليك إخراجها عنك وعمن تلزمك نفقته ومن بينهم والدتك إن كانت محتاجة إلى نفقتك، ولو مضت سنوات على وقت وجوبها.
 موقع وزارة الشؤون الدينية

الرّسول حذر الآباء والأمـهات من الدعاء عـلى أبنـائهم
من المعلوم أن الأبناء من زينة الحياة الدنيا كما قال تعالى: ((الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا))، وهم قرة عين الوالدين، وفلذة كبدهما، وهؤلاء الأبناء هم أمانة الله عندنا، وقد حث الإسلام على رعايتهم والحرص على هدايتهم وصلاح أحوالهم، ومن بين مظاهر هذه الرعاية هي الدعاء لهم بالخير؛ غير أن هناك ظاهرة منتشرة بين أوساط الوالدين وهي الدعاء على هؤلاء الأبناء وهم في حالة غضب وانزعاج منهم لاسيما خلال الشهر الكريم رمضان المبارك؛ حيث تكون الأم متوترة والأب منهكا عادة من عمله؛
ولقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الدعاء على الأطفال فقال: «لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ» [رواه مسلم]. ودعاء الوالد على ولده أو لولده مستجاب قال النبي صل الله عليه وسلم (ثلاث دعوات يستجاب لهن لاشك فيهن؛ دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده)، فمن الخطأ الذي يقع فيه كثير من الآباء والأمهات أنهم يدعون على أولادهم إذا حصل منهم ما يغضبهم.
فيسبونهم أو يدعون عليهم بالشر أو يلعنوهم أو يلمزونهم بأقرانهم،  وقد يصادف دعاؤهم بالشر ساعة إجابة فيستجيب الله تعالى لدعائهم ويقع الابناء مستقبلا في شراك هذا الدعاء، وقد يفشلون في دراستهم أو وظائفهم أو بعض شؤون حياتهم؛ بسبب هذا الدعاء؛ والغريب أن الكثير من الآباء والأمهات يتحسرون على فشل أبنائهم في حياتهم العلمية أو المهنية أو الاجتماعية ولا يدرون فلربما كان دعاؤهم عليهم سببا في هذا الفضل؛ وسيرحل الوالدان ثم يتركون أبناءهم يعانون مصاعب الحياة الدنيا.
كما أن وصم الأبناء بصفات ذميمة من قبيل أنت (غبي)ـ، أو (حمار)، أو (وسخ)، أو (عرة أترابك)، و(فاشل)، و(جايح).. وغيرها من الأوصاف التي كثيرا ما تلوك بها ألسنة بعض الآباء والأمهات من شأنها أن تؤثر سلبا على شخصيتهم وتشعرهم أنهم دون أقرانهم وأنهم فعلا بتلك الصفات فتثبط عزائمهم ويكثر خمولهم، لأن للكلمات ايحاءات سلبية كانت أم إيجابية، تؤثر في تكوين شخصية الأبناء؛ ولا تقل الكلمات عن العنف والضرب الذي يمارس ضدهم باكرا من قبل الآباء، حيث يشكل في ذاتهم شخصية انطوائية سلبية مأمورة لا آمرة، يتملكها الجبن والخوف، فاقدة للشجاعة والإقدام؛ لأن غرائزها التي تشكل دوافع للنجاح في الحياة فقمعت باكرا بدل أن تهذب؛ فيعتقد الابن انه فعلا دون مستوى أقرانه، وكل هذا بسبب كلمات جارحة أو ضربات طائشة من قبل أولياء لم يدركوا تبعاتها النفسية على الابناء وعواقبها الشرعية.
لذلك فالذي ينبغي هو الدعاء لهم بالهداية وصلاح الحال ويلهمهم رشدهم. ومن رحمة الله تعالى أنه لا يستجيب دعاء الوالدين على أولادهما إذا كانا في وقت الضجر والغضب؛ وذلك لقوله تعالى: ((وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ))؛ إذن إن مما ينبغي أن يكون معلومًا ومستقرًّا في نفوس الآباء أن الدعاء على الأبناء من الممنوعات التي لا يجوز الاقتراب منها بحال، إن الوالدين أو أحدهما قد يغضب لإساءة بعض الأبناء أو عقوقه، وهما إن غضبا فحقهما، لكن ينبغي ألا يلجأ الوالدان أو أحدهما في هذا الحال إلى الدعاء على الأولاد؛ فإنهما أول من يكتوي ويتألم إن أصاب أبناءهما مكروه، وليستحضر الوالدان أن دعوة الوالد لولده أو عليه هي مما يستجاب وقد تكون إجابة الدعوة على الولد سببًا في مزيد من العقوق والفساد لمن دعي عليه من الأولاد، وقد جاء رجل إلى عبد الله بن المبارك -رحمه الله- يشكو إليه عقوق ولده، فسأله ابن المبارك: «أدعوت عليه؟»، قال: «نعم»، قال: «اذهب فقد أفسدته».

الرجوع إلى الأعلى