أكد الاخصائي في أمراض الغدد الصماء و داء السكري ضياء الدين بواب، أن الصوم يساهم في تقوية مناعة جسم الإنسان ، من خلال الراحة التي يمنحها لمختلف الأعضاء و الأجهزة طيلة شهر كامل و تحديدا القلب  و هذا في حد ذاته مناعة كلية للجسم ، مؤكدا أن إمساك الإنسان عن الأكل لأزيد من 10 ساعات يوميا ينتج عنه استهلاك الجسم لكل المخزون الموجود داخله لتحويله إلى طاقة ، من بينها  السموم المتراكمة طوال السنة في الجسم  على غرار الدهون ، و بالتالي فإن الصوم منقي حقيقي للجسد.
و قال الأخصائي في حديث للنصر  أن عدم تناول الأكل طيلة اليوم  يساعد على شفاء الجسم من الالتهابات   التي تسببها بعض الفيروسات ،  خاصة على مستوى جهاز القلب الذي يكون في أحسن حالاته خلال شهر رمضان ما ينعكس إيجابا على وظائف الجسم ككل ، إضافة إلى الراحة الكبيرة التي تحدث على مستوى الجهاز الهضمي خاصة جهازي البنكرياس الخارجي و الكبد كونهما مصدر إفراز العصارات التي تساعد على ضبط  السكري في الجسم ،و كذا التقليل من الحموضة  ما ينتج عنه استقرار في الوضع العام للجسم ، كما أن الابتعاد عن الأكل لعدة ساعات من النهار يعني راحة لعدة أجهزة من العمل اليومي و الشاق الناتج عن عملية  الهضم التي تتسبب أحيانا في بعض  الاضطرابات.
 و عن علاقة الصوم بوباء كوفيد 19 و إمكانية إتباعه كعلاج إضافي للشفاء أو تفادي الإصابة ، فقال المتحدث أنه لا توجد أية دراسات حاليا تثبت هذا ، لكن يبقى الصيام من أحسن الطرق التي تساهم في تقوية الجسم و تمنحه طاقة كبيرة لمواجهة الكثير من الأمراض خاصة بالنسبة للذين لا يعانون من  مشاكل صحية أو أمراض مزمنة ، مع هذا يضيف بواب أن تزامن شهر رمضان لهذه السنة مع انتشار  فيروس كورونا الذي لم يسبق للعالم أن عرفه ، فهي فرصة مناسبة لإجراء الدراسات و البحوث عن مدى فعالية الصيام في مواجهة هذه الجائحة ، مضيفا أن منظمة الصحة العالمية لم تصدر أي بيان بخصوص صيام شهر رمضان و فرضية تفاديه ، كما روجت له بعض الجهات ، و للوقت الراهن ليس هناك إثبات علمي يربط بين الصيام و كوفيد 19، لكن المتفق عليه  أن الصوم يزيد من إنتاج بعض أنواع البروتينات التي تساعد كثيرا على محاربة البكتيريا الخارجية ، و هذا ما يزيد من المناعة الكلية للجسم ، خاصة و أنه فرصة حقيقية للتخلص من الإدمان على التدخين و الكحول و بعض أنواع التبغ.
و يدعو أخصائي أمراض الغدد الصماء و داء السكري المواطنين الذين لا يعانون من أية أمراض تمنعهم من الصيام ، إلى اتباع الطريقة الصحية في الإمساك من خلال التقليل من الأكل و الإكثار من شرب الماء و العصائر الطبيعية غير المركزة  بين فترة الإفطار إلى السحور ، و عدم الإفراط في تناول اللحوم مع التركيز على أكل الخضار الموسمية التي هي متوفرة حاليا ، و كذا تجنب السكريات التي تساهم كثيرا في إضعاف عمل مختلف أجهزة الجسم ، و بما أن شهر رمضان لهذه السنة تزامن و حالة الحجر المنزلي التي تحرم الكثيرين من الخروج و ممارسة بعض الرياضات منها المشي فيدعو الطبيب إلى استغلال الفترة الليلية لممارسة بعض التمارين الخفيفة ، كما يمكن تعويضها بالصلاة حيث تساعد حركات السجود و الركوع على تحريك الدورة الدموية بشكل أفضل في الجسم .
أما بخصوص أصحاب الأمراض المزمنة  على غرار داء السكري و القصور الكلوي و الضغط الدموي ، ممن  لا يستطيعون الصوم فحذر بواب من أية مجازفة قد يقوم بها هؤلاء المرضى  دون استشارة الطبيب ، و التي قد تنجم عنها مضاعفات خطيرة تصل حد الموت ، و هنا يدعو المختص  إلى تقديم وجبة العشاء إلى ساعة الإفطار لمشاركة أفراد العائلة   أجواء الإفطار  و الاجتماع العائلي الذي يعد  من بين أهم دوافع صيامهم رغم المرض.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى