تحدث الممثل عبد الكريم بريبار في حواره مع النصر، عن عودته القوية بمسلسل « ليام» خلال شهر رمضان،  بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، بسبب شح الأعمال و الأدوار المعروضة عليه.
وهيبة عزيون
الممثل أكد أنه يراهن على نجاح المسلسل الذي صور بتقنيات عالية الجودة، معربا عن أسفه لما يعانيه الممثل اليوم من تهميش و إقصاء من طرف المنتجين، الذين يفضلون نجوم مواقع التواصل الاجتماعي  لتحقيق الانتشار و الربح المادي.  
بعد ثلاث سنوات غياب سأعود بقوة
. النصر: في البداية حدثنا عن دورك في مسلسل « ليام»، الذي تعود  به بعد غياب ثلاث سنوات ..
ـ عبد الكريم بريبار:   أقدم شخصية  سيد علي الذي يتعرض لضغوطات كبيرة من قبل المافيا ، من أجل الانضمام إليها و تنفيذ مخططات أعضائها الإجرامية ، «ليام» توليفة درامية بها الكثير من المفاجآت،  سأترك المتفرج الكريم يكتشفها من خلال متابعة القصة كاملة.
.   من خلال الإعلان الترويجي لمسلسل « ليام» يبدو أن العمل مميز ، هل تراهن على نجاحه؟
ـ لأول مرة أجتمع في عمل مع المخرج  بومعيزة، و أعجبت كثيرا بقراءته الإخراجية للسيناريو و التوليفة الموجودة في المسلسل،  و رغم أنه مخرج شاب لكن له قدرات كبيرة  و هو يولي أهمية كبيرة  لأبسط التفاصيل ، و المميز في المسلسل تقنيات التصوير و التركيب العاليتين ، حيث سنشاهد عملا عالي الجودة.
أنا قادر على تقمص كل الشخصيات
.لماذا لم نشاهد عبد الكريم خلال السنوات الماضية في أعمال تلفزيونية؟
ـ لم أتلق طيلة ثلاث سنوات عروض عمل، و هذا سبب غيابي.
 . هل صحيح أنك تنتقي الأدوار بدقة كبيرة، و ليس من السهل إقناعك ؟
ـ صحيح ، أنتقي أدواري بدقة كبيرة ، لأنه في نهاية المطاف الممثل هو الذي يظهر في الشاشة، و يبقى اسمه مرتبطا لدى المشاهد بما قدمه ، و الممثل المحترف، عليه أن يحرص على تقديم  صورته و اسمه بأفضل صورة.
. لماذا انحصر ظهور عبد الكريم بريبار  في الأدوار  الشريرة؟
ـ نعم كثيرا ما يربط اسمي بأدوار القوة و العنف و الشر ، لأن العروض المقدمة لي تصب دائما في نفس النوع، و ينظر إلي المنتجون بنفس النظرة ،  في حين أنا ممثل متكامل أستطيع أداء كل الأدوار دون استثناء ، فقد سبق و أن أديت دور مجنون و أدوارا أخرى مختلفة.
. هل هناك دور معين ترغب في تجسيده؟
ـ الممثل بطبعه طموح و يرغب في أداء أكبر عدد من الأدوار و تقمص مختلف الشخصيات، و أطمح حاليا لتجسيد شخصية أحد شهداء الثورة التحريرية.
سياسة التهميش و الإقصاء وراء غياب الكثير من الوجوه الفنية
. الكثير من الممثلين يرجعون سبب غيابهم  إلى التهميش الذي يتعرضون له من قبل المنتجين، هل هذا صحيح و هل تعرضت إلى موقف مماثل؟
ـ نعم ، هناك سياسة هدامة للفن الحقيقي في الجزائر ، و يعيش الفنان الجزائري واقعا أليما، و ما حل  من إقصاء مقصود للكثير من الممثلين، خاصة من تقدموا في السن، بعد سنوات من العطاء و التألق،  بحجة كبرهم في السن و تراجع قدراتهم التمثيلية ، و أصبح أغلب المنتجين يركزون على المظهر و الشكل الخارجي،  ففتح المجال على مصراعيه للمؤثرين و نجوم مواقع التواصل الاجتماعي، على حساب الفنان .
. هل أنت ضد الاعتماد على نجوم مواقع التواصل الاجتماعي في التمثيل؟
ـ لا، أنا لست ضد فكرة إدخال هؤلاء الشباب إلى مجال التمثيل ، لكن المؤسف هو تهميش الكفاءات و المواهب الحقيقية و الممثلين المخضرمين،  و البحث عن الانتشار و تحقيق عدد كبير من المشاهدات، باستخدام شهرة هؤلاء المؤثرين   ، و كل هذا سببه الدخلاء على مجال الإنتاج، ممن يبحثون على  تحقيق الربح  على حساب النوعية.
. ما هو جديد كريم بريبار، المخرج المسرحي؟
. لم أنقطع يوما عن الخشبة و لا  الإخراج المسرحي،  كما في التلفزيون أنا حريص على ما أقدمه من أعمال مسرحية ، و بعد شهر سأشرع في  إخراج إحدى مسرحيات الراحل محي الدين بشتارزي،  و هي من الأعمال العالمية لموليير.
. شاركت مؤخرا في تظاهرة الربيع المسرحي بولاية قسنطينة الذي غاب أربع سنوات عن المشهد الثقافي ، ما هو تقييمك كمسرحي للتظاهرة؟
ـ المبادرة مميزة ، نجحت كثيرا في استعادة جمهور المسرح الذي حضر بقوة طيلة عمر التظاهرة و تابع المسرحيات. عن نفسي عدت بطاقة ايجابية و دافع كبير للعمل بقوة ، رغم وجود بعض النقائص التي سيتم تصحيحها مستقبلا، من قبل اللجنة المكلفة بالتظاهرة التي حققت أكبر خطوة و هي إعادة بعث التظاهرة.
أجد متعة كبيرة في التجول بين أزقة العاصمة في رمضان
. بعيدا عن الفن، كيف يقضي كريم يومياته في رمضان؟
ـ أقضي رمضان كباقي الجزائريين ، أتأخر في النوم عادة إلى غاية منتصف النهار ، بعد ذلك أخرج للتجول في أزقة العاصمة، خاصة في الساعات الأخيرة من النهار ، لأستمتع بأجواء التسوق الاستثنائية و أستنشق عبق العادات و التقاليد.
. هل أنت من هواة الطبخ ؟
ـ عادة لا ، لكنني أشارك زوجتي في تحضير البيتزا و كذلك البوراك، كأي رجل جزائري،   إضافة إلى تحضير العصائر ، لكنني قليلا ما أدخل المطبخ، و أكتفي  بالتشاور مع زوجتي لاختيار بعض الأطباق.
. ما هو طبقك المفضل في رمضان؟
ـ في وقت مضى كنت من عشاق طبق الكباب ، لكن بمرور الوقت تضاءل ذلك الشغف بهذا الطبق، و أصبحت أميل أكثر للأكل الصحي .
. ما هي مشاريعك بعد الشهر الفضيل؟
ـ لدي بعض المشاريع، لكنها غير واضحة المعالم ، في التلفزيون سيكون هناك تعاون مع أحد المخرجين من قسنطينة ، أما في المسرح فأنا أطمح إلى إخراج مسرحية تحاكي واقع  كبار السن من الفنانين الجزائريين ، الذين يعانون التهميش و الإقصاء ، و سأدعو  أسماء فنية كبيرة في الجزائر لأداء الأدوار.

الرجوع إلى الأعلى