عبر رواد الفضاء الافتراضي، عن تذمرهم من برامج الكاميرا الخفية، التي لا تزال تسبح في مستنقع الابتذال، و تروج للعنف و ذات مضمون فارغ، حسبهم، فلا تحقق هدفها و هو إمتاع المشاهدين، حيث اعتمد معدو هذه البرامج هذا الموسم، على أساليب الترهيب للإيقاع بالضحايا ، فظل تصورهم لهذا النوع من البرامج، محصورا في مشاهد العنف، لاعتقادهم بأنها تصنع المتعة و تثير الضحك، فيما قال فنانون بأنها برامج فاشلة، و أكد فنانون تعرضوا إلى مقالب سابقا بأنها مشاهد تمثيلية متفق عليها مسبقا.

أسماء بوقرن

تعددت عناوين برامج الكاميرا الخفية لهذا الموسم، غير أنها تصب في نفس القالب، من خلال تشابه الأفكار التي ارتكزت على إثارة رعب الضحية و على إخضاعه، إما لتجربة اجتماعية لاختبار إنسانيته و عطفه على الآخر، و إما إخافته و الاعتداء عليه لاختبار ردة فعله.
و قد أعاب عديد الفنانين وقوع معدي هذه البرامج في فخ الرداءة، من بينهم  الممثلة الكوميدية مفيدة عداس التي انتقدت في تصريح تلفزيوني، محتوى برامج الكاميرا الخفية التي تبث عبر مختلف القنوات ضمن الشبكة الرمضانية لهذا الموسم، و قالت بأن» 98 بالمئة من برامج الكاميرا الخفية، فاشلة بأتم معنى الكلمة، و لا تحقق أي هدف، لأنها حادت عن هدفها الأساسي لصنع المتعة»، و خصت بالذكر برنامج
 « عرسي  annulé ".
و يعد هذا البرنامج، من البرامج التي أثارت الجدل هذا الموسم، و تدور فكرته حول شاب قرر الزواج دون علم والديه، و أقام حفل زفافه بقاعة أفراح بحضور عائلة العروس و مدعوين، و تم الاتصال بوالدته أو والده من قبل أحد أقاربه لإخباره بما يحدث، فحضر الوالدان إلى القاعة بغرض التحقق من الأمر، و هناك تنطلق عملية تصوير مشاهد المقلب، حيث يؤكد الشاب تمسكه بعروسه و عائلتها الثرية التي يعتقد أنها ستضمن له مستقبلا زاهرا، و يطلب من والدته مغادرة المكان،  لكونه يفضل عائلة زوجته على عائلته، و اختلفت ردود فعل ضحايا المقلب، غير أنها تظهر كلها صدمة الوالدين، و بالأخص الأمهات، فمنهن من دخلن في حالة بكاء هستيري، فيما لم تتحكم أخريات في أعصابهن و وجهن وابلا من الشتائم و الصفعات لأبنائهن.
و تعرض البرنامج لانتقادات لاذعة، حسب التعليقات على فيديوهات البرنامج على يوتيوب، فقد انتقد مشاهدون فكرة البرنامج التي ترتكز على التلاعب بمشاعر أمهات و آباء و وضعهم في مواقف صادمة و مؤلمة، و تعريض حياتهم للخطر، و علق مشاهد « كيف لشاب أن يوافق على تعريض والدته للخطر و يظهرها في قمة الغضب و يترك من يتلاعبون بعاطفتها.. خاصة و أن هناك أمهات كن على وشك الانهيار».
تجارب اجتماعية بمشاهد مرعبة محفوفة بالمخاطر
لم تنجح كذلك باقي البرامج في إقناع الجمهور و إمتاعه، لارتكازها على أساليب الترهيب في الإطاحة بالضحية، و التي تعد من الأساليب الأكثر استعمالا في مختلف البرامج، منها برنامج « القوة و ما نفعتش»، الذي يظهر فيه شخصان يقتحمان غرفة شخص معروف بأحد الفنادق و يعتديان عليه»، و هي نفس الفكرة التي اعتمد عليها برنامجان آخران.
و استثمر آخرون هذا التصور في مقالب التجارب الإنسانية، التي ركزت هي الأخرى على الترهيب في اختبار إنسانية الضحية، كما أنها محفوفة بالمخاطر تجعل الضحية يتصور بأنه على وشك أن يفقد حياته، و صورت بعض المقالب في فضاء اللعب، حيث تتم استضافة الضحية و هي شخصية معروفة، في البرنامج، على أساس المشاركة في لعبة، بهدف مساعدة شخص معاق، لكن اللعبة التي يركبها المشارك و التي يبلغ علوها 15 مترا، تتعطل، ليبقى عالقا  بداخلها فيصاب بالرعب، خاصة عندما يأتي شخص لقطع الحبال، فيشرع المشارك في الصراخ.
 و قام معدو أحد البرامج بتوضيح في بداية كل عدد، بأن المقالب التي يتعرض لها الضيوف مدروسة بعناية من قبل مختصين محترفين، لهم تجارب مهنية في مختلف بلدان العالم، كما يتم التأكد من أن الضحية يتمتع بصحة جيدة، و هو ما أثار سخط بعض المشاهدين، الذين قالوا بأنه اعتراف بخطورة المقالب التي قد تؤدي إلى إصابة مشاركين بأمراض مزمنة.   
و قال أحد المعلقين بأن هذه البرامج « رديئة و مملة ككل سنة، فعوض أن ترسم الكاميرا البسمة، أصبحت تثير الخوف و تزعج المتلقي بصراخ المشاركين، بسبب اعتماد أسلوب العنف و الترهيب في التعامل مع الضحية، و يعتقد معدوها بأنها مشاهد مضحكة غير واعين بتأثيرها النفسي  على المشاهد».
و علق آخر «لم نشاهد سوى العنف في برامج الكاميرا الخفية، فالعنف الذي تنشره هذه البرامج، أصبح خطرا على صحتنا النفسية و على صحة أبنائنا، فالمشاهد بحاجة إلى برامج ممتعة بعد الإفطار، و ليس برامج لزرع الذعر، فهذا يسمى تشجيع على العنف و يعاقب عليه القانون»، فيما جاءت برامج أخرى فارغة من المحتوى و لا تؤدي أي رسالة.   و خرج فنانون و مشاهير عن صمتهم خلال استضافتهم في برامج تلفزيونية، ليؤكدوا بأن معدي بعض معدي هذه البرامج، اتصلوا بهم للمشاركة في «تمثيل الكاميرا الخفية» و أداء دور الضحية، منهم مصممة الأزياء حفيظة بريكي، و منهم من قال بأنه تفطن لأمر كاميرا الخفية، غير أنه فضل مواصلة تمثيل المشهد و التفاعل معه إلى النهاية، منهم مقدم البرامج يحيى طبيش.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى