شرعت الكثير من العائلات السوفية بالوادي مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان، في إخراج ما يعرف ب”القدري” و يتمثل في إعداد طعام و توزيعه في ليلة وتر هذه الأيام، تيمنا و مصادفتها لليلة القدر، على الفقراء والمحتاجين والجيران، بنية نيل أجرها لهم ولأهلهم من الموتى والاحياء. وتبدأ كل عائلة التحضير لهذه العادة، قبل يوم من موعدها حيث يتوجه رب الأسرة إلى السوق لاقتناء كميات من اللحوم الحمراء و مختلف الخضر والتوابل التي يتكون منها طبق الكسكس، لتحضر هذه المكونات في سهرة رمضان من طرف النسوة.
و تشرف المرأة الأكبر سنا في العائلة عند طلوع الشمس على عملية الطهي كاملة على نار هادئة، و تقوم بتحفيز الأبناء والأحفاد، خاصة غير الصائمين منهم،  لتوزيعه على العائلات التي تم تحديدها، و ذلك بعد آذان العصر، بالإضافة إلى توجيه كمية منه للمصلين في المسجد في موعد الإفطار.
وجرت العادة أن تقوم كل عائلة بإخراج هذه الصدقة، شرط أن تكون في وتر الـعشر  الأواخر من الشهر الفضيل، لكن أغلب العائلات تخرجها ليلة الـ 27 من ذات الشهر، لترجيح أنها الليلة التي وصفها القرآن، بأنها خير من ألف شهر عبادة.
علما أن بعض العائلات التي لا تزال محافظة على هذه العادة، أصبحت خلال السنوات الأخيرة، تفضل  إخراج هذه الصدقة دون طهي، على شكل قفة غذائية لعدد من العائلات المحتاجة، لاستعمالها وقت الحاجة، بدل تكديس الطعام المطهي ثم التخلص منه، ناهيك عن تصدق البعض الآخر بمبلغ من المال بدل الطعام.
البشير منصر

الرجوع إلى الأعلى