أكدت الطبيبة العامة، سراح لعيور، أن معظم الأشخاص يعانون من تذبذب في ساعات النوم خلال شهر رمضان، بسبب عدة عوامل تؤدي إلى اختلال الساعة البيولوجية للجسم، بما في ذلك السهر و الإكثار من شرب المنبهات، مشيرة، إلى أنه يمكن ضبط هذه الساعة مجددا و التمتع بقسط كاف من النوم.
وحسب الطبيبة، فإن اضطرابات النوم تعد أمرا شائعا جدا في رمضان بالنسبة للصائمين و غير الصائمين من الأطفال الذين يتأخرون في النوم يوميا، مرجعة أسباب الاضطراب إلى تناول الطعام في وقت متأخر      و الإكثار من استهلاك الحلويات والسكريات التي تضاعف النشاط، إلى جانب الوجبات الدسمة والغنية بالدهون، كما يأتي السهر مطولا في الأيام الأولى ضمن المسببات الرئيسية لاختلال الساعة البيولوجية للإنسان خاصة بالنسبة لمن يفضلون السهر إلى غاية وقت السحور، ثم التسحر و الصلاة و الخلود إلى النوم، وهو ما يجعل استيقاظهم في الصباح صعبا جدا، وقد يترتب عنه شعور دائم بالتعب و الفشل و انعدام الطاقة و الحافز، لأن الجسم يكون بحاجة إلى الراحة، خاصة وأن البعض يتعمدون السهر مطولا و التأخر في الخلود إلى النوم إلى غاية تناول وجبة السحور        و كلها عوامل تؤدي إلى رفع درجة حرارة الجسم ليلا، و بالتالي زيادة عمليات الأيض و منه عدم القدرة على النوم.
و أشارت الدكتورة لعيور، إلى أن السهر مطولا أمام التلفاز أو أمام الهواتف، يعد من الأسباب الشائعة كذلك، زيادة على السهرات العائلية و اللقاءات الاجتماعية موضحة، بأن النوم قبل ساعات الفجر سلوك غير صحي أبدا و يجعل الإنسان عصبيا بفعل حاجة الدماغ إلى الراحلة و الاسترجاع، محذرة من هذه السلوكيات التي أكدت بأنها تؤثر على وظائف الجسم كاملة و على صحة الإنسان عموما، خاصة إذا ما استمرت بعد انقضاء شهر رمضان.
و من بين الأضرار المترتبة عن قلة النوم في رمضان، قلة التركيز والانتباه و بالتالي تراجع مردودية الإنسان وبالأخص الموظفين و السائقين وحتى الطلبة و التلاميذ، لأن حاجة الإنسان إلى النوم لا تقل عن ثمان ساعات على الأقل، و أضافت الطبيبة العامة، أن قلة النوم تسبب كثرة النسيان و القلق و التوتر الشديدين، كما تتسبب على المدى البعيد في  الإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل السكري و السمنة و أمراض القلب و ارتفاع ضغط الدم و حتى السكتة الدماغية.
و لأجل التخلص من هذه العادات التي وصفتها الطبيبة بالخاطئة و السيئة، شددت محدثتنا، على أهمية الالتزام بالخلود مبكرا إلى النوم مهما كانت الظروف، و ذلك فور انقضاء صلاة التراويح، مع الحرص على أخذ قيلولة أثناء النهار، لأن من شأنها أن تساعد الصائم على متابعة يومه و تمنحه القدرة على العمل بشكل عادي، زيادة على أهمية الحرص على توفير بيئة ملائمة للنوم كالفراش المريح، و إطفاء كل الشاشات بشكل خاص قبل النوم بساعة على الأقل.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى