أحمد رضا حوحو انساق وراء الأفكار التنويرية للشيخ عبد الحميد بن باديس
أوضح الدكتور عبد الله حمادي أول أمس، أن الكاتب أحمد رضا حوحو، كان يختلف عن جمعية العلماء المسلمين شكلا ومضمونا، منبها إلى أن انسياقه وراء الجمعية، كان بفضل الأفكار التنويرية للشيخ عبد الحميد بن باديس.
وأفاد خلال مداخلته في ندوة حول الكاتب المسرحي أحمد رضا حوحو بالمسرح الجهوي لقسنطينة، أن الكاتب الراحل، كان يختلف في اللباس والتصرفات والهوايات عن أعضاء جمعية العلماء المسلمين، مشيرا إلى أن روايات تقول بأن الشهيد كان يحب قضاء عطله بمنطقة “غوفي” الواقعة بين مدينتي بسكرة و باتنة والتي كان يعتبرها الكاتب هوليوود الثانية، أين كانت النساء تدخل المقاهي للعب الورق، فضلا عن ولعه بصيد السمك بواد الريميس، وهو ما يراه المتحدث بعيدا تماما، عما كانت تمارسه جماعة جمعية العلماء المسلمين.
الدكتور حمادي أضاف متسائلا “الإنسان يتعجب من تمكن أحمد رضا حوحو من قضاء عشر سنوات بالحجاز تحت هيمنة المذهب الوهابي الصارم والمتشدد والمنغلق”، مشيرا إلى أن جريدة المنهل التي عمل بها خلال إقامته بالحجاز، أغلقت الأبواب أمام نشر مقالات رضا حوحو التي لم تكن تتوافق مع خط الجريدة، بالرغم من أنها تبنته في وقت مضى ومنحته فرصة النشر على صفحاتها.
 و ذكر بأن الكاتب المسرحي عاش بين نقيضين، ليأتي إلى الجزائر بأفكار المتحمس الثوري بعد ذلك، ويدرج في خانة جمعية العلماء التي “كانت أقصى حدودها أنها حركة تهذيبية تعليمية مثلما عرفها البشير الإبراهيمي”، حسب نفس المتحدث.  
و اعتبر الدكتور في نهاية مداخلته، أن رضا حوحو كان يجمع بداخله تناقضا كبيرا، حيث كان يملك شخصية الفنان المتمرّد والمتحرّر من كل شيء، و في نفس الوقت حافظ على شخصية الفنان الملتزم بقضية التحرير الوطنية، كما ساند مباديء جمعية العلماء باعتبار أن الدين واللغة كانا مضطهدين أيضا.
 و أكد المتحدث على ضرورة دراسة أحمد رضا حوحو من جانب شخصيته المزدوجة التي استطاعت أن تخلق توازنا بين المتناقضات، مكنّه من إيصال رسالته، فضلا عن آرائه العديدة حول تجديد الأدب من خلال الكتابة الجديدة والواعدة، والتخلي عن الأساليب التقليدية، مشيرا إلى أن أفكار عبد الحميد بن باديس التنويرية والمختلفة، هي التي جعلت أحمد رضا حوحو ينساق وراء جمعية العلماء المسلمين.
سامي حباطي

الرجوع إلى الأعلى