تيبازة المدينة السياحية الصغيرة التي لا تنام ليلا
تحولت تيبازة إلى مدينة لا تنام ليلا، مع كل موسم اصطياف، تستقطب  السياح من كل جهات الوطن و خارجه، لما تمتاز به من مرافق سياحية ومناظر طبيعية جميلة، وعلى الرغم من أن هذه المدينة الصغيرة التي لا تختلف من حيث سعتها وكثافتها السكانية عن بعض الدوائر بالولايات الأخرى، إلا  أنها تستقطب مع كل موسم اصطياف عشرات الآلاف من السياح،  للتنزه و الاستمتاع بجمال الطبيعة ومرافقها الساحلية الجميلة.

وعلى الرغم من أن الحركة تقل في هذه المدينة الصغيرة في باقي فصول السنة، إلا أنها تشهد في فصل الصيف حركة منقطعة النظير و إقبالا كبيرا، كما تعد منطقة عبور من الجزائر العاصمة و الولايات الشرقية والجنوبية، نحو الشواطئ الغربية للولاية، إلى غاية شواطئ تنس وبني حواء بالشلف و مستغانم.
ومع كل موسم اصطياف تلبس مدينة تيبازة حلة جديدة، و تتزين لزوارها، حيث تشهد عدة أعمال تهيئة وتزيين لاستقبال الصيف، إلى جانب تعديل في مخطط المرور، من أجل التخفيف من حركة ازدحام السيارات و ضمان الراحة للسياح واستقطابهم إليها.

أهم مرفق تتوفر عليه هذه المدينة الصغيرة الساحرة هو ميناء الصيد والنزهة، الذي يعد قبلة العائلات مع حلول كل مساء للتمتع بجمال الموقع، ومداعبة أمواج البحر، إلى جانب القيام بجولات سياحية  وسط البحر تمتد إلى غاية الكهوف البحرية تحت سفوح جبال شنوة، وسط مناظر خلابة تثير الهدوء والراحة لدى زوارها.
  وأمام الإقبال الكبير للسياح على هذه الجولات السياحية البحرية، يصطف كل مساء عشرات الشباب بالميناء لتأجير زوارقهم الصغيرة ، و لميناء الصيد هو الآخر رواده من عشاق الأسماك، الذين يفضلون اقتناء الأسماك بأنواعها المختلفة من الميناء، بأسعار منخفضة مقارنة بباقي المناطق الأخرى التي تصل بعد ساعات طويلة من خروجها من البحر، عكس الميناء أين يتسنى للزوار اقتناءها لحظات فقط بعد اصطيادها .
محلات ومطاعم تقدم خدمات راقية للسياح
ما يميز مدينة تيبازة عن باقي المدن الساحلية الأخرى، أنها قبلة للسياح الأجانب الذين يتوافدون عليها بأعداد كبيرة خاصة من الدول الأوروبية، وذلك نظرا للخدمات التي توفرها، حيث يتوفر الشارع المحاذي للميناء على مطاعم راقية تليق بمقام السياح الأجانب، إلى جانب محلات لبيع المثلجات و المرطبات، وبمحاذاتها محلات للصناعات التقليدية والحرف، حيث يكتظ الشارع بزواره يوميا، وفي نهاية الشارع من الجهة الشرقية، يوجد مدخل الآثار الرومانية التي تستهوي هي الأخرى السياح الأجانب، للاطلاع على تاريخ الرومان بالجزائر، حيث تعود هذه المدينة الأثرية الرومانية  بزائرها إلى العهد الروماني، وتقدم له صورة عن مختلف مجالات حياة الإنسان في تلك الفترة، وتحتوي هذه المدينة على معالم أثرية وتاريخية،  منها المدرج الروماني، المعبد المجهول، المعبد الجديد، بيوت سكنها الرومان قديما، سور المدينة، متحف الآثار، والجميل أيضا بالنسبة لهذه المدينة الأثرية هي أنها مطلة في جانبها الشمالي على البحر، والعديد من السياح الذين يقصدون الموقع، يجدون في واجهتها البحرية مكانا لقضاء أوقات جميلة تحت الأشجار لمداعبة أمواج البحر الزرقاء.
و تجد العائلات في حديقة الألعاب المحاذية لميناء النزهة والصيد، فرصة للعب  أبنائها والترفيه والتنزه، حيث تتوفر هذه الحديقة على عدة مرافق وألعاب مخصصة للأطفال، يجدون فيها راحتهم لقضاء أجمل الأوقات.
 نشاطات متنوعة بمركب مطاريس و  القرية الافريقية
يعد مركب مطاريس والقرية الإفريقية،  من أهم المرافق السياحية بمدينة تيبازة، حيث يتواجد هذا المركب بالمخرج الغربي للمدينة، و يعد هو الآخر قبلة السياح من داخل الوطن وخارجه، لقضاء عطلة مريحة، تنسيهم مشقة العمل لسنة كاملة، حيث يتوفر هذا المركب على 43 فيلا، تضم كل واحدة منها ثلاثة شقق تؤجر للمصطافين خلال موسم الاصطياف، إلى جانب فندقين هما الإقامة والخليج، ويتوفر الفندقين على 740 غرفة، تخصص أيضا للسياح، والمميز بالنسبة لهذا المركب هو أن مساكنه وغرفه مطلة على البحر، كما يتوفر المركب على عدة مرافق أخرى منها مسبح، مطعمين مطلين على البحر، إلى جانب شاطئ جميل رماله ذهبية ومياهه نقية.
وفي السياق ذاته يضمن المركب السياحي طيلة موسم الاصطياف نشاطات ثقافية وفنية مختلفة، منها سهرات فنية في الهواء الطلق ينشطها عدد من نجوم الفن والغناء في الجزائر، فهذه السهرات هي الأخرى تستقطب العائلات، كما تنظم إدارة المركب، بالتنسيق مع الجمعيات السياحية والثقافية معارض لمختلف الصناعات التقليدية والحرف التي تزخر بها الجزائر، والتي تهدف إلى الترويج للموروث الثقافي الجزائري،  كما  توجه هذه المنتوجات للسياح لاقتناء بعض التذكارات و الهدايا من رموز الجزائر و تاريخها ومعالمها.
وغير بعيد عن المركب السياحي مطاريس، يوجد شاطئ شنوة الذي يمتاز هو الآخر بمواصفات عديدة راقية جعلته يستقطب آلاف السياح سنويا.و بالرغم ما تتمتع به مدينة تيبازة من مرافق في الإيواء والإطعام والخدمات، إلا أن السياح يشتكون من غلاء أسعارها، سواء بالنسبة للفنادق والمساكن أو خدمات الإطعام التي تقدمها المطاعم المحاذية لميناء الصيد والنزهة. 

نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى