دعا رئيس اللجنة الطبية بالبقاع المقدسة عبد المالك سعيدي أمس الحجاج الجزائريين المصابين بالأمراض المزمنة الذين يتأهبون للسفر إلى البقاع المقدسة للتزويد بالكميات الكافية من الأدوية، خشية التعرض إلى مضاعفات صحية، في حين انتقد بقاط بركاني عقلية الاتكال على الدولة التي توفر للمرضى المزمنين الدواء والعلاج المجاني.
وأبدى رئيس البعثة الطبية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية قلقه إزاء تسجيل بعض الحالات ضمن صفوف الحجاج الجزائريين الذين وصلوا إلى البقاع المقدسة ضمن الرحلات الأولى التي انطلقت من المطارات الخمسة المعروفة، دون أن يحملوا معهم ما يكفي من العلاج الخاص بالأمراض المزمنة، في مقدمتها أمراض القلب والسكري والضغط الدموي، نظرا لحاجة هذه الفئة من الحجاج إلى كميات معتبرة من الأدوية لتناولها يوميا وبشكل منتظم تجنبا لتعرضهم إلى مضاعفات صحية، لذلك دعا الدكتور عبد المالك سعدي الحجاج لاسيما المصابين بأمراض مزمنة، الذين لم يصلوا بعد إلى البقاع المقدسة للتزود بكميات كافية من الأدوية قبل مغادرة الجزائر.
وبحسب المصدر فإن البعثة الطبية أحصت منذ 25 جويلية المنصرم، تاريخ وصول أول بعثة للحج إلى البقاع المقدسة عديد الحالات للحجاج الجزائريين الذين لم يحضروا معهم الأدوية الخاصة بهم، رغم ضرورة تناولها يوميا، موضحا بأن اللجنة الطبية تتكفل بالمرضى بما تتوفر عليه من أدوية، في حين أن بعض الحالات المزمنة تتطلب كميات معتبرة من الأدوية لتغطية كافة فترة الحج، وذكر على سبيل المثال مرضى السكري والضغط الدموي، مستغلا الفرصة ليناشد الحجاج الذين يستعدون لمغادرة أرض الوطن في إطار الرحلات القادمة لأخذ كافة احتياطاتهم حفاظا على صحتهم.
وأبدى من جهته رئيس عمادة الأطباء بقاط بركاني في تصريح «للنصر» قلقه من تجاهل بعض الحجاج لأخذ الكميات الكافية من الأدوية، في وقت يستحيل على البعثة الطبية أن تصطحب معها الكميات التي تكفي 37 ألف حاج، كما انتقد بشدة تفشي عقلية الاتكال على الدولة التي تنفق سنويا ميزانية معتبرة للتكفل بالمرضى المزمنين، عن طريق بطاقة الشفاء والأدوية المجانية، لذلك فمن غير المعقول أن يعتمد الحجاج المصابين بأمراض مزمنة على الأدوية الاحتياطية التي تحملها البعثة الطبية إلى البقاع المقدسة لمعالجة الحالات الطارئة أو المستعجلة، موضحا بأن مرض السكري على السبيل المثال يتطلب من المصاب تلقي حقنة الأنسولين لمرات عدة في اليوم.
واقترح المصدر أن يقوم ديوان الحج والعمرة في إطار العملية التكوينية التي تهدف إلى تلقين الحجاج مناسك الركن الخامس، بتوعية المرشحين لأداء الحج بالسلوكات السليمة من الناحية الصحية، خاصة ما تعلق باصطحاب الكميات المطلوبة من الأدوية، قائلا إن أكبر جزء من المسؤولية يتحملها الحاج في حال تدهور وضعه الصحي نتيجة التهاون، لأن دور البعثة الطبية هو التكفل بالحالات المرضية التي تسجل في البقاع، ونصح البروفيسور بقاط بركاني بدوره الحجاج قبل السفر إلى المملكة العربية السعودية بالتوجه إلى الطبيب المختص، ليدون لهم وصفة طبية تتضمن قائمة الأدوية الضرورية التي تكفي لشهر كامل، لتسهيل مهمة اللجنة الطبية والاستعداد لأداء المناسك في أحسن الظروف.
وأبدى رئيس عمادة الأطباء ارتياحه لمستوى أداء الفريق الطبي الذي يرافق سنويا الحجاج الجزائريين، بدليل تقلص عدد الوفيات رغم ارتفاع سن الحجاج الجزائريين بصورة عامة وهشاشة حالتهم الصحية، علما أن البعثة الطبية تضم فريقا متنقلا مكونا من إطباء أخصائيين في مجالات مختلفة يسهرون على تقديم العلاج على مستوى كافة الفنادق التي يقيم بها الحجاج، في حين يستقبل مقر البعثة الطبية الجزائرية الحالات التي لا يمكن التكفل بها على مستوى الفنادق، كما تلجأ هذه البعثة إلى تحويل الحالات المستعصية إلى المستشفيات السعودية لتلقي العلاج اللازم، على غرار حالات الإصابة بأمراض القلب والفشل الكلوي أو مضاعفات مرض السكري، كما يضطر ديوان الحج والعمرة إلى تأخير مواعيد عودة بعض الحجاج إلى غاية تحسن ظروفهم الصحية ومغادرتهم المستشفيات السعودية. 
لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى