مواطنون يعزفون عن شراء أضحية العيد لغلاء الأسعار بالطارف
لم يتمكن عديد المواطنين بولاية الطارف، من شراء أضحية العيد لحد الآن، بسبب غلاء أسعار المواشي التي بلغت مستويات قياسية مع نقص العرض، حيث تراوح متوسط الأضحية بين 45 ألف دينار و 65 ألف دينار، فيما بلغ سعر الخرفان 35 ألف دينار ، في حين تجاوز سعر الكباش حدود 70 ألف دينار.
 و هو ما أدى إلى عزوف شريحة كبيرة  من المواطنين ،خاصة  الفئات محدودة الدخل عن  الأسواق ونقاط بيع الماشية ، إلى حين نزول الأسعار إلى مستوياتها العادية مع قرب حلول العيد ، فيما فضل آخرون اللجوء لاقتناء أضحيتهم من الماعز لأسعارها المعقولة ولمنافعها الصحية .
والملاحظ خلال الجولة التي قادتنا إلى سوق الماشية ببلدية عين العسل، إحكام السماسرة قبضتهم على  السوق منذ الساعات الأولى للفجر، بحثا عن تحقيق الربح و الاسترزاق، من خلال شراء أكبر عدد من الرؤوس من الموالين من فوق العربات النفعية، قبل دخولها سوق الماشية لإعادة بيعها مرة أخرى للمواطنين.
و ما زاد في حدة غلاء الأسعار، هو نقص المواشي أمام غياب الموالين من الولايات الداخلية ومن مناطق السهوب، الذين اعتادوا التوافد  بكثرة على الولاية في مثل هذه المناسبة لعرض مواشيهم بأسعار في متناول الجميع، وهذا بالرغم من تخصيص السلطات المحلية 31نقطة على مستوى الولاية مرخصة لبيع الماشية، لتمكين المواطنين من اقتناء أضحية العيد بأسعار معقولة.
و قد أرجع بعض المربين في حديثهم «للنصر»، غلاء الأسعار إلى  نشاط الوسطاء و السماسرة وكذا  استفحال ظاهرة تهريب المواشي، ما دفع العديد منهم للتخلص ببيع أرزاقهم خوفا من بطش العصابات ، إلى جانب غلاء الأدوية المعالجة و ارتفاع مصاريف التلقيح و أسعار الأعلاف وتقلص المراعي وتراجع مخزون الثروة الحيوانية بسبب الأمراض الفتاكة.
علاوة على نقص العرض بعد مقاطعة موالي الولايات الأخرى أسواق الولاية هذه السنة، زيادة على رفض المصالح المختصة منح تراخيص لموالي الولايات الداخلية التي ظهرت بها بؤر الحمي القلاعية  لنقل مواشيهم لولايات الشمال ومنها ولاية الطارف، لعرضها  للبيع خوفا من انتقال الأمراض الحيوانية  المعدية وهذا بعد تفشي المرض بعدة مناطق من الوطن .
من جهتها قالت مصالح الفلاحة، بأن غلاء أسعار المواشي يعود إلى قاعدة العرض والطلب و تحكم السماسرة في السوق، مشيرة إلى أنها تتوقع عرض أعداد معتبرة من الماشية مع قرب العيد وهو ما سينعكس على الأسعار التي ستكون في متناول  الجميع ، إضافة إلى إجراءات اتخذت مع الجهات المختصة لمحاربة الوسطاء والسماسرة  الذين ألهبوا الأسعار وكذا محاربة نقاط بيع المواشي العشوائية   والحظائر على حافة الطرقات وداخل النسيج الحضري.
من جانبها أعلنت المصالح الأمنية المختصة، عن التكثيف من التواجد الميداني للتصدي لعصابات تهريب المواشي التي عادة ما يستفحل نشاطها مع قرب حلول عيد الأضحى للسطو على أرزاق الموالين و حتى المواطنين لإعادة بيعها في الأسواق و تهريبها نحو البلد المجاور، أين تمت معالجة 10قضايا في الأسبوعين الأخيرين، تم خلالها إحباط عدة عمليات سرقة كانت تستهدف إسطبلات و زرائب المربين، خاصة بالمناطق الحدودية و الريفية الجبلية المعزولة، و قد تم توقيف 21مهربا و استرجاع أزيد من 250رأسا من الغنم و90بقرة ومصادرة 3مركبات نفعية و شاحنة، خصوصا عبر المناطق الحدودية لمحور بوحجار، عين الكرمة و بوقوس ..حيث يتمركز نشاط عصابات المواشي  التي عاثت فسادا بهذه الجهة .
        نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى