• تواجد لاعبين أصحاب خبرة ساعدنا على الاستثمار في خزان الفريق
أعرب مدرب مولودية باتنة التوهامي صحراوي، عن تفاؤله الكبير بخصوص قدرة فريقه على تجسيد حلم الأنصار، والمتمثل في الصعود إلى وطني الهواة، وأكد في هذا الصدد بأن تاريخ "البوبية"، يحتم على جميع
أفراد أسرة النادي، التفكير بجدية في المستقبل، والعمل على نفض الغبار عن الأمجاد الضائعة.
صحراوي، وفي حوار خص به النصر، أشار إلى أن تواجده على رأس العارضة الفنية لمولودية باتنة، يعد واحدا من التحديات الجديدة، كونه يبحث عن الصعود الرابع على التوالي، على أمل النجاح في لفت انتباه القائمين على تسيير المنظومة الكروية الوطنية، كما تحدث عن تحضيرات الفريق للموسم القادم.
*نستهل هذه الدردشة بالاستفسار عن الكيفية التي ترسّم بها تواجدكم على رأس الطاقم الفني لمولودية باتنة، بعدما كان اسمكم متداولا في العديد من أندية وطني الهواة؟
الحقيقة أنني لا أخجل بتدريب فريق ينشط في بطولة ما بين الجهات، لأن اسم مولودية باتنة، كان الدافع الرئيسي، الذي جعلني أقبل العرض المقدم من طرف مسيري النادي، ولو أنني فعلا كنت قد جلست على طاولة المفاوضات مع العديد من رؤساء فرق تنشط في وطني الهواة، خاصة المجموعة الشرقية، لكن التباين في وجهات النظر وغياب الطموحات، حال دون توصلي إلى اتفاق مع أي أحد منهم، لأن الجميع يشهد بأنني مدرب طموح أريد رفع التحدي في أي مغامرة، وهذا العامل سر تواجدي في مولودية باتنة، بعدما لمست نوايا جادة من الإدارة الجديدة لتحقيق الصعود إلى وطني الهواة، كخطوة أولى من المشروع الرامي إلى استعادة مكانة "البوبية" في الرابطة المحترفة، ولو أنني أريد استغلال هذه الفرصة لتوضيح شيء مهم.
*تفضل ..  ما هو؟
لا أخفي عليكم، بأنني أحس بكثير من الاقصاء والتهميش، لأن النتائج الميدانية التي أحققها تبقى دون مقابل معنوي، خاصة من طرف المديرية الفنية الوطنية، لم يكلف طاقمها نفسه عناء الاستفسار عن المدرب، الذي نجح في تحقيق الصعود من وطني الهواة إلى الرابطة المحترفة الثانية 3 مرات متتالية، مع كل من اتحاد بسكرة وجمعية عين مليلة ونجم مقرة، وأنا لا أريد المناصب بقدر ما أبحث عن الحافز المعنوي، كما أن هذه الانجازات الشخصية، لم يكن لها أي انعكاس إيجابي على مسيرتي الميدانية، بدليل أن العمل في النوادي المحترفة، يبقى حكرا على قائمة مضبوطة من التقنيين، والباب يبقى مغلقا في وجه أي مدرب طموح تعوّد على التواجد في وطني الهواة.
*بالعودة للحديث عن مولودية باتنة، ألا ترون بأن التحضيرات انطلقت متأخرة مقارنة بموعد بداية المنافسة؟
هذا أمر لا مفر منه، وقد كان من العواقب الحتمية للظروف الاستثنائية التي عاش على وقعها النادي، بدليل أن ضبط التعداد والحسم في قضية الطاقم الفني كان عشية انتخاب مسعود زيداني رئيسا جديدا للمولودية، وقد حاولنا تدارك هذا التأخر ببرمجة تربص مغلق بالشمرة دام 10 أيام، مع اجراء مقابلتين وديتين ضد كل من شباب قايس من وطني الهواة ودفاع تاجنانت من الرابطة المحترفة الأولى، وذلك بغية الوقوف على مدى تجاوب اللاعبين، من العمل المنجز في المرحلة الأولى من البرنامج، ولو أننا نسعى لمواصلة التدريبات بجدية لبلوغ نسبة عالية من الجاهزية عندما تدق ساعة الحقيقة، بانطلاق المنافسة الرسمية.
*وماذا عن البرنامج المتبقي من التحضيرات قبل 3 أسابيع من انطلاق البطولة؟
الأكيد أن فريقنا لن يدخل أجواء البطولة بجاهزية تامة من جميع الجوانب، لكننا نسعى لتغطية النقائص التي وقفنا عليها إلى حد الآن، ولو أن غالبية فرق ما بين الرابطات تعاني من هذا الجانب، بتأخرها في انطلاق التحضيرات، كما أن طموحنا في تأدية موسم ناجح، يجبرنا على العمل بجدية على أمل النجاح في الدخول مباشرة في صلب الموضوع، وعدم التأثر بهذا العامل، لأن كل فريق يظهر بمستواه الحقيقي بعد 5 إلى 6 مباريات رسمية، وعليه فإننا برمجنا لقائين وديين ليومي الإثنين والخميس القادمين، بحثا عن التنسيق والانسجام داخل المجموعة، إضافة إلى التركيز على العمل التقني والتكتيكي، على أن يتم خفض ريتم التدريبات تدريجيا مع حلول شهر سبتمبر، وهذا لتفادي تأخر اللاعبين بالارهاق والتعب عند دخول المنافسة الرسمية.
*لكن التركيبة البشرية للفريق ثرية بلاعبين أصحاب الخبرة الطويلة في الملاعب؟
كلا .. فتعداد مولودية باتنة عبارة عن مزيج بين الخبرة والطموح، لأننا فعلا نسجل تواجد بعض العناصر، التي تم استقدامها من الرابطة المحترفة، في صورة حاج عيسى وبهلول ومباركي، إضافة إلى الحارسين منصوري وصحراوي، لكننا بالمقابل عملنا على الاستثمار في خزان النادي، وذلك بوضع الثقة في 10 شبان من فئة أقل من 23 سنة، لأن هذه المجموعة أبانت عن امكانيات هائلة، خاصة وأنها احتكت بأجواء قسم ما بين الرابطات في الثلث الأخير من الموسم الفارط، وعليه فإننا حاولنا تأطير التشكيلة الشابة بلاعبين أصحاب خبرة وتجربة، وبعد أسبوعين من التحضيرات الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، بتلاحم اللاعبين فيما بينهم، والعمل على تشكيل مجموعة متناسقة، تعمل من أجل هدف واحد، وهو تحقيق الصعود في نهاية الموسم.
*نفهم من كلامكم بأن الصعود إلى وطني الهواة يبقى الهدف المسطر؟
اسم مولودية باتنة، يحتم على كل عنصر في المجموعة العمل على المساهمة في تحقيق الصعود، لأن تاريخ وأمجاد النادي لا تتماشى والمكانة التي يتواجد فيها حاليا، وبالتالي فإن تفكيرنا منصب على هذا الهدف، في ظل توفير العوامل الكفيلة بتجسيده ميدانيا، خاصة وأن "البوبية" تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، تبقى من الأوراق الرابحة، التي قد تساعدنا على كسب المزيد من الدعم والمؤازرة في الأوقات الصعبة والحرجة، على اعتبار أن اللجنة المسيرة بقيادة زيداني رسمت المعالم الأساسية، لمشروع رياضي يرمي إلى العودة بالفريق إلى مكانته الحقيقية في الرابطة المحترفة، وبالتالي فإن الصعود الذي نصبو إلى تحقيقه سيكون الخطوة الأولى من هذا المشروع.
حــاوره: صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى