قال الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، أن فترة الجفاف التي خصت أغلب مناطق الوطن، تسببت في إتلاف أزيد من 50 في المائة من المساحات المخصصة لزراعة الحبوب، معبرا عن أسفه لكون الموسم الحالي جاء سيئا، مما سيحتم اللجوء مرة أخرى للاستيراد لتغطية الاحتياجات.
وخابت آمال وزارة الفلاحة بشأن إمكانية إنقاذ الموسم بسبب استمرار حالة الجفاف، الذي أضرّ بمساحات شاسعة من القمح والشعير، خلافا لسنوات سابقة حيث كانت الأمطار في موعدها، مما انعكس جليا على إنتاج الحبوب، إذ سمحت الكميات التي حصدها الفلاحون بتقليص فاتورة الاستيراد، وبلغت كميات المحصول السنة الماضية 43 مليون قنطار، في حين سجلت سنة 2012 طفرة بعد أن بلغت كميات المحاصيل 17 مليون طن، مما مكن من تقليص فاتورة الاستيراد إلى النصف، وخلافا لذلك أثارت طبيعة الظروف المناخية التي ميزت الشهرين الأخيرين قلق الفلاحين، واعتبر محمد عليوي الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، في تصريح للنصر، بأن الأمل زال تقريبا بشأن إمكانية إنقاذ محصول الحبوب، على أساس أن الجفاف أثر على نوعية المنتوج، ووفق توضيحه فإن ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الربيع يؤثر على نوعية السنبلة، التي عادة ما تنمو فارغة، لذلك يتم  توجيه المساحات المتضررة للرعي أو كعلف للماشية.
وتوقع المصدر احتمال تساقط الأمطار على المناطق الباردة المتواجدة بأعالي الهضاب العليا، وذكر على سبيل المثال ولايات سطيف وبرج بوعريريج وتيارت وسيدي بلعباس  والبيض، ومع ذلك فإن الكميات التي سيتم حصدها على مستوى هذه المناطق لن تحقق فارقا كبيرا، لأنها تغطي نسبة 5 في المائة فقط من الاحتياجات، وتأسف عليوي لكون نسبة هامة من الفلاحين غير معنيين بموسم الحصاد والدرس، لأن حوالي أزيد من 50 في المائة من المساحات الخاصة بالحبوب تضررت من شح الأمطار، وأنه من الأكثر المناطق تضررا  تيارت وتبسة وباتنة وتسمسيلت وسطيف، مما سيحتم على الحكومة اللجوء مرة أخرى إلى الاستيراد لتغطية العجز، علما أن فاتورة استيراد القمح بنوعيه بلغت السنة الماضية حوالي ملياري دولار، مما جعل الجزائر في مقدمة البلدان المستوردة لهذه المادة، التي تشكل  أساس غذاء الجزائريين.
ودعا ممثل الفلاحين إلى ضرورة تخصيص إمكانيات ووسائل أكبر لتوسيع المساحات المسقية، كبناء سدود إضافية وآبار، معبرا عن أسفه لأن بلدانا مجاورة رغم قلة إمكانياتها إلا أنها تمكنت من توسيع المساحات المسقية خلافا للجزائر، التي ما يزال قطاع الفلاحة فيها مرهونا بطبيعة الظروف المناخية، موضحا بأن منطقة الصحراء وبالضبط ولاية ادرار حققت قفزة نوعية بفضل الاعتماد على الري التكميلي، الذي مكن من إنتاج 62 قنطارا من الحبوب في الهكتار الواحد،  نافيا في ذات السياق، أن يؤثر الجفاف على باقي المحاصيل الزراعية، ويقصد الخضر والفواكه، التي تم إنتاجها بكميات معتبرة، غير أن الإشكالية ما تزال تكمن في التسويق والتخزين وكذا آلية الضبط، التي يجب إعادة النظر فيها وفق تأكيد المتحدث.
و أعلنت وزارة الفلاحة من جهتها عن إطلاق برنامج يمتد إلى غاية 2019 يتضمن توسيع المساحات المسقية بمليون هكتار إضافي، لتبلغ في مجملها مليوني هكتار، وقال المكلف بالإعلام جمال برشيش في اتصال مع النصر، إن الوقت ما يزال مبكرا لتقييم محاصيل الحبوب، باعتبار أن عملية الحصاد والدرس ستنطلق الأسبوع المقبل، قائلا بأن وزارة الفلاحة لم تقطع الأمل، رغم حساسية المرحلة، وأن ما يهم حاليا هو اتخاذ تدابير مستقبلية لتخفيف تأثير الظروف المناخية على المحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها.
  لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى