قام أمس ، سكان قرية برج سمار ببلدية إبن مهيدي بولاية الطارف ، بقطع الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين عنابة والطارف مرورا  بمركز البلدية ، عن طريق وضع الحجارة والمتاريس ، إحتجاجا على جملة من المشاكل التي تتخبط فيها قريتهم ،جراء ما وصفوه بالتهيش والإقصاء من برامج التنمية ، وهو ما إنعكس سلبا على تدهور إطارهم الحياتي في غياب أي إلتفاتة من الجهات المعنية رغم الشكاوي المرفوعة في عدة مرات ، وهو ما أثار إستيائهم وتذمرهم .
ويطرح المحتجون إفتقارهم للتهيئة  الحضرية ما فرض عليهم شبه عزلة حيث توجد الطرقات في وضعية كارثية تتحول صيفا إلى غبار وشتاءا إلى أوحال يصعب المرور فيها ،ناهيك عن الصعوبات التي يواجهونها  في تنقلهم وإيصال حاجياتهم ، خاصة في الحالات الطارئة المرضية أين يرفض فيه أصحاب المركبات دخول القرية لنقل المرضى بسبب تدهور الطرقات ،إلى جانب ذلك إشتكى السكان حرمانهم من الإنارة العمومية وهو الأمر الذي أدى إلى تفشي اللصوصية و الآفات الإجتماعية خاصة منها  تعاطي المخدرات والإعتداءات ، زيادة على غياب الأرصفة وتراكم الأوساخ والقمامة التي تحولت إلى مرتعا للعب الأطفال و الحيوانات الضالة ، علاوة على خطر إنتشار الكلاب المتشردة والحيوانات المتوحشة “الخنازير “ التي فرضت عليهم حظر تجوال مبكرا  في غياب حملات إبادتها حفاظا على حياة السكان ، ولاسيما منهم الأطفال الذي باتوا عرضة في كل مرة لعضلات الكلاب.
من جهة أخرى إشتكى المحتجون نقص في التزود بالمياه الشروب والمتاعب الكبيرة التي يتكبدونها في جلب هذه المادة من الأماكن البعيدة والتزود من الأبار الفلاحية المهجورة خارج الرقابة الصحية ، فيما دفعت  الحاجة  بآخرين الإستنجاد بباعة المياه المتجولين الذين وجدوا ضالتهم في هذه الأزمة بعرض صهاريجهم  للبيع بأسعار تتجاوز سقف 1500دينار ، بالإضافة إلى مشكلة  نقص وسائل النقل و تسربات المياه القذرة  التي نغصت عليهم حياتهم ،وهو ما بات يهدد بتفشي الأمراض والأوبئة ،وإفتقار بعض السكنات للربط بشبكة الصرف التي تطرح في الهواء الطلق الأمر الذي تسبب في  تعفن المحيط وإنتشار الزواحف والحشرات   وهذا بعدما تحولت أرجاء من القرية إلى مستنقعات تطرح فيها  المياه المستعملة  عشوائيا وعلى مرأى الجميع  ،من دون تدخل المسؤولين لإنقاذهم قبل وقوع الكارثة’ خصوصا  بعد أن تحولت هذه المياه الملوثة إلى مصدر لسقي  البساتين والمساحات الفلاحية   لسكان الجوار بإلإستعانة بألات الضخ.
 كما طرح المحتجون إقصائهم من إعانات السكن الريفي أمام الظروف المزرية التي يقبعون فيها خاصة سكان الأكواخ القصديرية ، وإنعدام أبسط المرافق الصحية والخدماتية والترفيهية والشبانية ،وهو دفع بالعديد من السكان إلى هجرة القرية ، مناشدين تدخل السلطات المحلية التكفل بإنشغالاتهم  ودعمهم بمشاريع جوارية لرفع الغبن والعزلة عنهم .
في حين قالت مصادر مسؤولة من البلدية ، أن قرية برج سمار إستفادت من عدة عمليات مست مختلف القطاعات على غرار الإنارة العمومية تعبيد الطرقات ، المياه ، السكن الريفي ..فضلا عن إدراج القرية ضمن برنامج السنة الجارية للإستفادة من بعض المشاريع للتكفل بإحتياجات السكان حسب الأولوية .                       

ق/باديس

الرجوع إلى الأعلى