الركن العشوائي يحاصر نشاط مدارس السياقة في علي منجلي بقسنطينة
يعرف نشاط مدارس تعليم السياقة على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، ظروفا يصفها أصحاب هذه المدارس بالكارثية، و ذلك بسبب غياب أماكن مهيأة لتلقين الدروس وإجراء الامتحانات، إضافة إلى عدة اختلالات يقولون إنها أثرت على السير الحسن للاختبارات، التي تقام في مساحة تابعة لملعب وليس بالمكان المخصص لذلك.
مسيرو المدارس الذين التقت بهم  النصر قبل أيام أثناء إجراء الاختبارات، اتفقوا على أن المكان المخصص حاليا للتعليم واجتياز الامتحانات غير لائق لعدة اعتبارات، قالوا إن أهمها أنه لا يحتوي على مضمار يتيح للسائقين الجدد التعلم بالطرق المثلى بما أن مسافته قصيرة، كما أنه يعرف ازدحاما مروريا كبيرا، كونه نفس المسلك المؤدي لطريق جامعة صالح بوبنيدر.
و ذكر محدثونا أن بعض السكان يقومون بركن سياراتهم بمركز إجراء الامتحان، بما أن الطريق لا يحتوي على أية لافتة أو واجهة تدل على خصوصية المكان، مضيفين أن الأخطر هو تعرض المقبلات على اجتياز الامتحان لمضايقات من طرف بعض الشباب الطائش، ما يجعل المدراء و الممرنين و حتى المترشحين الذكور، يدخلون في العديد من المرات، في مناوشات كلامية مع هؤلاء الشباب.
إلى جانب ذلك، يحذر من تحدثنا إليهم من خطورة وقوع مكان تعليم السياقة وإجراء الامتحان، بين متوسطة وابتدائية، مما يعني تواجد العديد من الأطفال على حواف الطريق، يأتي هذا في وقت يضطر الممرن لترك مجتازي الامتحان يقودون بمفردهم، حسب ما يفرضه القانون، لكن ذلك يهدد حياة التلاميذ، و هي كلها مشاكل قام مدراء مدارس تعليم السياقة بعلي منجلي، بكتابة شكوى في شأنها.
وأوضح أحد ممثلي المعنيين، أنهم يضطرون للانتظار إلى غاية الساعة الـ 11 صباحا من أجل الشروع في الامتحانات، بسبب عدم وجود مكان خاص بهم، حيث يجدون الرصيف الذي يفترض أنه مخصص لهذا الغرض، مكتظا بسيارات القاطنين في نفس الحي، ما يدفعهم أحيانا لمحاولة تغيير المكان، رغم أن ذلك ينافي القوانين، ففي حالة وقوع أي حادث سيكون صاحب مدرسة السياقة هو المسؤول الأول.
وأوضح المتحدث أن هناك 37 مدرسة لتعليم السياقة على مستوى علي منجلي، وكلها تنشط في نفس المكان خلال أيام متفرقة، كما أكد أن «الظروف المزرية» التي تميز مكان إجراء الامتحان أو التعليم، أدت إلى عزوف العديد من المقلبين على تعلم السياقة، وتفضيلهم أماكن أخرى، مضيفا أنه و قبل سنوات، كانت كل مدرسة تضم لوحدها حوالي 60 زبونا، واليوم تدخل ثلاث مدارس الامتحان بـ 17 شخصا فقط.    
أحد الممرنين قال للنصر إنه يواجه حالة كارثية بسبب المضمار غير المناسب تماما لتعليم سائقين جدد، إذ و عوض أن يقود المقبل على الامتحان 30 دقيقة، فإنه يقود لمدة 10 دقائق فقط بسبب الازدحام المروري، فيما أوضح آخر أنه يضطر في كل مرة لتغيير مكان المضمار، ما يجعل الممتحن لا يتعود عليه ويجد صعوبة كبيرة أثناء الامتحان، بما أنه لم يقم بحصص عديدة للتعلم في المكان المخصص لذلك، كما ذكر أحد الممتحنين أنه لا يجد راحته لأن الطريق دائم الازدحام بتواجد العديد من المركبات التي تحرمه من السياقة بحرية، بينما أوضح آخر أنه ينتظر أحيانا لساعات قبل إيجاد مكان يتيح له قيادة السيارة.
ويؤكد رئيس جمعية البصيرة لحماية وترقية ممرنين السيارة، مولف مصطفى، أنه احتج بسبب الظروف التي يمر بها هذا المركز عدة مرات، مضيفا أنه و لحد اليوم، لم يكن هناك أي رد من الجهات المعنية ليواصل الجميع، حسبه، التخبط في نفس المشاكل، كما أوضح أن المركز لا يحتوي حتى على رقم قرار، وهو ما يسبب لهم عدة متاعب، من حيث مكان الركون والتعليم، والمضمار غير المناسب، والأمن المنعدم، وعدم توفر مكان للمقلبين على اجتياز الامتحان يقيهم من أشعة الشمس في الصيف وغزارة الأمطار في الشتاء، وهي الشروط التي يجب أن تتوفر، حسبه، في المضمار.
وأوضح الناطق باسم مدراء مدارس تعليم السياقة بعلي منجلي، أنه تقدم مع زملائه بطلب إلى المصالح المعنية منذ عامين وجاء وفد ممثل عن مديرية النقل متمثل في مفتش رئيسي ومفتش رئيسي أول، وعون للنقل وممثل من الأشغال العمومية، حيث عاينوا المكان المقترح ونقلوا الانشغالات، لكن دون جديد يذكر، كما يطالب كل مدير بحل عاجل لتغيير مكان المضمار، مؤكدين أن مدينة علي منجلي تملك مساحات شاسعة يمكنهم من خلالها العمل بكل
 أريحية.                                حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى