100 مليار دينار لحماية المدن من الكوارث الطبيعية
من جهته المفتش العام بوزارة الموارد المائية سليمان زناقي، أكد بأن مصالح وزارته قد رصدت مبالغ مالية هامة ومعتبرة، في سياق حماية المدن من الكوارث الطبيعية، بحيث خصصت منذ عام 2010 و إلى اليوم، أكثر من 100 مليار دينار جزائري لولايات الوطن، لحماية الولايات والمدن من الفيضانات وغضب الطبيعة.
و أضاف سليمان زناقي، بأن وجوده في ولاية تبسة يندرج في سياق معاينة الوضع عن كثب، لتحديد حجم الأضرار التي تسببت فيها الفيضانات الأخيرة، وعن سؤال يتعلق بغياب الأعمال الإستباقية وتحذيرات مصالح الأرصاد الجوية، أوضح المسؤول ذاته، بأن وزارة الموارد المائية قد اقتنت 100 محطة للتنبؤ بحدوث الكوارث وتقدير الأخطار الناجمة عن الفيضانات قبل حدوثها، غير أن هذا المشروع لم ينطلق العمل به إلا في 3 ولايات وهي المدية والشلف والبليدة، في انتظار تعميم العملية على باقي الولايات.
و في حالة ولاية تبسة، ذكر المفتش العام، بأنه تم تسخير أكثر من 110 أعوان تابعين لمديريات الموارد المائية والديوان الوطني للتطهير لـ 5 ولايات مجاورة، وهي سوق أهراس وخنشلة وباتنة وقالمة وأم البواقي، إلى جانب قرابة 250 آلية وعتاد تقني لامتصاص المياه التي غمرت المنازل وإزالة الأوحال من الطريق.
3 وديان تشكل خطرا  و تضرر 5 كلم من الطرقات
أما رئيس المجلس الشعبي الولائي بدر الدين سالمي، فعرج في كلمته أمام الصحافة، على الوديان التي تمر بمدينة تبسة وتمت تغطيتها بالإسمنت بداية من عام 1985، وقال في هذا الخصوص، بأن وادي زعرور ووادي تاغدة وكذا وادي الناقص، تمثل مصادر خطر دائم لسكان تبسة، مشددا على ضرورة حماية المدينة من الفيضانات انطلاقا من جبل بورمان والدكان والميزاب، كما دعا إلى تنظيف هذه الوديان باستمرار وتعاون المواطن في هذا الشأن، مبديا استعداد مجلسه لتسجيل عمليات لتهيئة هذه الوديان، وتخفيف الأضرار المسجلة في حال سقوط الأمطار.
و كشف المدير العام للهياكل بوزارة الأشغال العمومية والنقل بوعلام شطيبي، عن تسخير دائرته الوزارية لـ 75 آلية و110 أعوان تابعين لعدة ولايات للمشاركة في رفع مخلفات الكارثة الطبيعية، مضيفا في السياق ذاته، بأنه و بعد المعاينة الميدانية، تم حصر 5 نقاط سوداء تضررت جراء الفيضانات الأخيرة، على غرار الممر السفلي وشارع هواري بومدين وجزء من الطريق الوطني رقم 10والطريق الاستراتيجي وحي لاروكاد وشارع الأمير عبد القادر، كما أضاف بأن المعاينات الأولية أكدت تضرر قرابة 5 كلم من حواف الطرقات وسيتم رصد عمليات لإعادة تهيئتها، كما أكد على أنه سترصد أغلفة مالية لتحسين وضعية شبكة الطرقات بالولاية.
لجنة وزارية مختلطة لمعاينة الأضرار
حلت في ساعة متأخرة من مساء يوم الخميس، لجنة مختلطة من عدة دوائر وزارية بتبسة، لمعاينة الأوضاع ورفع تقرير للسلطات العليا للبلاد بشأن الفيضانات الأخيرة، وكانت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، قد أمرت بنزول هذه اللجنة للميدان لإجراء تقييم شامل لحقيقة الوضع، وتتشكل اللجنة من ممثلين عن وزارات الداخلية والجماعات المحلية، ومندوبية الأخطار الكبرى، ووزارة السكن والري والموارد المائية، والأشغال العمومية والنقل.
إنسداد نفق وعائلات تحاصرها السيول
خلفت الأمطار المتساقطة على مدينة تبسة خسائر معتبرة، وظهر ذلك جليا في البنية التحتية وفي الممتلكات العامة والخاصة، بحيث كانت تلك السيول تعبث بالسيارات المركونة وتحولها عن مسارها ، كما تسللت المياه المصحوبة بالأتربة والحصى وبقايا الأشجار إلى النفق السفلي بطريق عنابة، الذي أغلق في وجه حركة المرور إلى غاية نهاية اليوم الثاني، وسخرت مصالح الحماية المدنية 50 عنصرا لامتصاص المياه الراكدة به.
و قال والي تبسة، بأن القنوات بهذا النفق أغلقت بسبب المواد البلاستيكية والأخشاب وغيرها، وسجلت الحماية المدنية التي تدعمت بعناصر من عدة ولايات من الشرق الجزائري، العديد من التدخلات ليلة مرور هذه العاصفة، أين تم إنقاذ العديد من العائلات التي حاصرتها السيول والأوحال داخل منازل  و سيارات  ومحال ، كما تم تحييد 22 سيارة من مختلف الأحجام من مياه الفيضانات، وامتصاص المياه من 59 منزلا بعدما بلغ منسوب المياه في بعض الأحيان علو المتر، كما فتح الطريق بعد إخراج المركبات من عدة شوارع، وتعطلت بسبب هذه العاصفة حركة النقل بالسكة الحديدة بالجزء الموجود بوسط المدينة.
19 جريحا غادروا المستشفى و فريق طبي للتكفل بالمصدومين
استقبلت المؤسسة العمومية الإستشفائية عاليا صالح بتبسة عقب الفيضانات الأخيرة، 19 جريحا وصفت إصاباتهم بالبسيطة وتنوعت بين الخدوش والرضوض و قد غادر 14 منهم المستشفى في الليلة نفسها، بينما أبقى الفريق الطبي على الـ 5 المتبقين بالعيادة الجراحية إلى اليوم الموالي.
و ذكر مدير المستشفى ماجن عبد القادر، أنه تم تسخير 10 أطباء عامين و 4 أطباء مختصين و قرابة 50 ممرضا و ممرضة للتكفل بالحالات الوافدة و متابعة الوضع، كما شكلت الإدارة فريقا آخر من الأطباء النفسانيين لمتابعة المصدومين نفسيا، و في مقدمة ذلك والد و والدة الطفل الضحية و كذا الشاب الذي أنقذهما من موت محقق، و لم تكتف المصالح الصحية بذلك، بل استدعت المناوبين ليلا لتدعيم الطاقم الطبي و شبه الطبي، و تحسبا لأي طارئ، تم كذلك تفعيل مخطط التدخل و تدعيم ذلك بالإمكانات المادية اللازمة.
 الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى