أطلق منذ حوالي الأسبوع، الفنان القسنطيني أحمد عوابدية أول أسطوانة من ألبومه الجديد تحت عنوان «بوريشة»، و يضم أغاني من طابع القادريات و الحوزي و المحجوز، كما يعكف على تسجيل أسطوانة أخرى في طابع المالوف في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
وأوضح أحمد عوابدية في حديثه للنصر، بأن الأسطوانة الأولى تضم أغنيتي «يا لي ورا لجبال» و»يا بو ريشة» من نوع القادريات، وأخرى من نوع المحجوز تحت عنوان «جا رسول الزين نقة»، أما الأسطوانة الثانية فتضم أغنية «فارقت من يعز علي» من نوع الحوزي، فضلا عن «لغرام وأهوالو» من طابع المحجوز الذي تنفرد به مدينة قسنطينة، ومن المرتقب أن تطرح في السوق في منتصف شهر ماي الجاري.
وأضاف محدثنا بأنه يعكف رفقة فرقته ،على تسجيل سلسلة «فاح الزهر فاح» من طابع الذيل، المعروف في قسنطينة باسم الماية المغربية، في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، حيث أوضح بأنها الأسطوانة الأولى، ومن المنتظر أن يقوم بتسجيل أسطوانات أخرى في نفس الإطار، و أكد بأنه مستعد للعمل من أجل المحافظة على التراث، مشيرا إلى أن الساحة الفنية الأندلسية بمدينة قسنطينة تزخر بالفنانين، ويبقى الحكم الأخير على الأعمال التي تسجل هو الجمهور.
أما عن استعانة الشيخ أحمد عوابدية بعازفين شباب في أسطوانته الأولى، على غرار أنيس بن شفرة الذي شارك بالعزف على آلة المندولين، وشقيقه عبد الحكيم بآلة القانون، و آدم مرزوق بآلة الكمان ، فقد شرح بأن جيل عازفي موسيقى المالوف اليوم، أكثر انفتاحا ويملكون قدرة كبيرة على الاستيعاب بسرعة، كما نبه إلا أنه لم يواجه صعوبة في التعامل معهم، من ناحية الالتزام بالعزف الأكاديمي، معترفا بأنه لاحظ  بعض الاندفاع في الأداء في البداية، إلا أنه اعتبره أمرا طبيعيا، و تمكن من تجاوزه من خلال التدريب، كما قال بأن هؤلاء العازفين الشباب يملكون الموهبة وحسن الأخلاق، التي يرى بأنها أهم الشروط للتعلم، بالإضافة إلى الإصغاء الجيد للنصائح.
وقد أعرب عوابدية عن رغبته في إنشاء جمعية لتعليم المالوف و الموسيقى القسنطينية، من أجل نقل التراث الأندلسي القسنطيني إلى الأجيال القادمة، حيث أكد بأنه يتمنى ذلك حتى وإن كان هو المشرف الوحيد على تسييرها ، كاشفا بأنه يعلم بوجود العديد من الشباب الذين يحبون الاستماع إلى المالوف.
وتجدر الإشارة إلى أن أسطوانة «يا بوريشة» صادرة عن تسجيلات الأمير، حيث يوقعها أحمد عوابدية بصوته وعزفه على آلة العود العربي، والفنان زين الدين بوعزيز على آلة الجواق، أما الإيقاع فمن أداء كل من إلياس يس على آلة الدربوكة وعوابد دحمان على آلة الطار ومحمد لمين عوابدية على آلة النغرات، كما تم التسجيل بأستديو نيميرا بقسنطينة، أين تكفل السيد العربي بن حاسن بهندسة الصوت و الميكساج.  
سامي حباطي

الرجوع إلى الأعلى