دعا رئيس المجلس الوطني للأئمة جمال غول أمس إلى سن قانون يلزم وينظم عملية إخراج أموال الزكاة، لتشمل كل الأفراد الذين تتوفر فيهم الشروط من بينها بلوغ النصاب، على أن تتولى صناديق الزكاة توزيعها على الفقراء أو المساكين، بغرض المساهمة في رفع الغبن عن الفئات الهشة وضمان التكافل الاجتماعي.
وفسر الأستاذ جمال غول ارتباط إخراج الزكاة لدى عامة الجزائريين بيوم عاشوراء بقيمة هذه المناسبة الدينية، حيث أصبح هذا الأمر بمثابة عرف لدى المجتمع، لكنه شدد على أن إخراج الزكاة يخضع لشرطين أساسيين، وهما دوران الحول على الأموال، وكذا بلوغ النصاب الذي حددته وزارة الشؤون الدينية هذه السنة بأزيد من 55 مليون سنتيم، كما شرحت في بيان صدر أول أمس كيفية احتساب قيمة الزكاة بغرض تبسيط العملية على عامة المواطنين، وأضاف رئيس نقابة الأئمة «للنصر» أن دوران الحول لا يعني بالضرورة أن يصادف موعد إخراج الزكاة مناسبة عاشوراء عكس ما يظنه الكثيرون، بل قد يتزامن ذلك مع أشهر أخرى من السنة، مما يستدعي ضرورة الحرص على قضية تاريخ بلوغ النصاب.
واقترح المتحدث في هذا الصدد إصدار قانون خاص بالزكاة يلزم كل من تتوفر فيهم الشروط التي يحددها الشرع على إخراج الزكاة لصالح الفقراء والمساكين واليتامى، حتى لا يخضع ذلك إلى إرادة الفرد، خاصة فئة الأغنياء ورجال الأعمال الذين يخلط معظمهم بين أموال الضرائب والزكاة، وبحسب جمال غول فإن الكثير من الميسورين يعتقدون بأن التزامهم بتسديد الضرائب لفائدة خزينة الدولة يعفيهم عن إخراج الزكاة، في حين أن لا علاقة بين الأمرين، معتقدا بأن إحجام شريحة هامة من الأثرياء والميسورين عن دفع الزكاة يحرم سنويا المحتاجين من حقهم في هذا الأموال فالزكاة يضمنها لهم الشرع ويضع لها شروطا وقواعد محددة ودقيقة،  مضيفا بأن الزكاة لا قد لا تكون نقدا، فهي تخص أيضا الأنعام  والحبوب ومواد أخرى متعددة.
ومن جهته أفاد جلول حجيمي رئيس النقابة الوطنية للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية في تصريح «للنصر» بأن الزكاة يجب أن تشمل أيضا المؤسسات والشركات التي لها عائدات مالية، وأن لا تخص الأفراد فقط، مؤكدا بأن تعميم الزكاة على كافة الأفراد الذين تتوفر فيهم الشروط الشرعية سيقضي تماما على ظاهرة الفقر، وسيرفع الغبن عن كافة الأفراد الذين يعيشون أوضاعا مادية صعبة، معتقدا أيضا بأن إخراج الزكاة لا يتم في الغالب وفق الشروط الصحيحة، رغم اجتهاد الأئمة في تفسير النص الديني وتوضيح طريقة إخراجها، في ظل عدم انخراط الكثير من المؤسسات والشركات في هذا المسعى.
وبشأن كيفية جمع أموال الزكاة أكد ممثلا نقابتي الأئمة تكريس الخطب والدروس التي سيلقيها الأئمة خلال هذا الأسبوع لهذا الموضوع، عن طريق إثارة فضائلها وشروطها وتداعياتها الإيجابية على المجتمع وكذا على من تجب عليهم الزكاة، لأنها تطهر الشخص من الذنوب وتزكي أمواله وتضاعفها، مؤكدين أن إثارة هذه الفريضة لا يقتضي  من الأئمة تلقي تعليمة من وزارة الشؤون الدينية، إذ عادة ما تتصدر الخطب المسجدية مواضيع الساعة، خاصة إذا تعلق الأمر بركن من الأركان الخمسة للإسلام.
وحسب جلول حجيمي فإن أهمية إثارة موضوع الزكاة هذه السنة  يكمن في تزامنها مع الدخول الاجتماعي الذي يمثل عبئا حقيقيا على الأسر محدودة الدخل، فهي تمثل إحدى عناصر التضامن الاجتماعي، وإعانة للفقراء والمساكين والمحتاجين،  لذلك فإن الأئمة يدعون المزكين للتقرب من صناديق الزكاة على مستوى المساجد، أو التنسيق معهم لتزويد المحسنين بقوائم الفقراء على مستوى الحي قصد توزيع أموال الزكاة على مستحقيها بطريقة مباشرة، في حال ما إذا رغب أصحابها في ذلك، وشدد من جهته جمال غول على أن الزكاة هي حق للفقراء، لأن من ضمن أهدافها تحقيق العدالة والتكافل الاجتماعي. 
 لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى