تدشين وحدة «سيتال» لتركيب عربات الترامواي بعنابة
أشرف صبيحة أمس وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على تدشين وحدة تركيب عربات ترامواي سيتاديس «سيتال» بحضور وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة، الذي كان مرفوقا بوزيري النقل و الصناعة و المناجم عمار غول و عبد السلام بوشوارب على التوالي، في حين ضم الوفد الفرنسي الهام العديد من الشخصيات الممثلة لمؤسستي «سيتال» و ألستوم.
خلال عملية التدشين أكد فابيوس بأن وحدة «سيتال» تعد خطوة إضافية من برنامج الشراكة بين الطرفين الجزائري و الفرنسي، لأن الترامواي أصبح من الضروريات في الحياة اليومية للمواطن، بإعتباره من وسائل النقل، لكن تجسيد مثل هذه المشاريع من شأنه أن يساهم في النهوض بالتنمية في الولايات التي تستفيد من مشاريع «الترامواي»، و هنا فتح وزير الخارجية الفرنسي قوسا ليؤكد على أن هذه الإستثمارات تسمح بتوفير الآلاف من مناصب الشغل للشبان الجزائريين، فضلا عن إنعكاساتها الإيجابية على نمط العيش في المدن، ليخلص إلى القول بأن وحدة «سيتال» بعنابة ما هي سوى مجرد محطة لمشروع شراكة بين البلدين يمتد على المديين المتوسط و الطويل، لأن باريس  تراهن على الإستثمار في علاقتها الوطيدة بالجزائر من أجل وضع اليد في اليد لتوسيع دائرة النشاط في قطاع النقل بالسكة الحديدية على الصعيدين الإقليمي و القاري.
من جهته أشار وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة إلى أن هذا المشروع يندرج في إطار برنامج الشراكة بين البلدين، لأن الجزائر تسعى إلى وضع الميكانيزمات الكفيلة بضمان نجاح المشاريع المسجلة، و النهوض بالتنمية، سيما و أن العلاقة ـ كما قال ـ التي تربط البلدين وطيدة، و متشبعة في التعامل في جميع المجالات.
إلى ذلك فقد أكد وزير النقل عمار غول بأن وحدة «سيتال» بعنابة تعتبر المشروع الذي تراهن عليه السلطات الجزائرية لتجسيد الكثير من العمليات المبرمجة في المستقبل، سيما منها مشاريع القطارات الكهربائية السريعة، كون الجزائر ستكون ـ حسبه ـ قطبا هاما في مجال النقل بالسكة الحديدية في السنوات القليلة القادمة، لأن المشاريع المقترحة تقضي بإنجاز 12500 كلم من خطوط السكة الحديدية عبر التراب الوطني، مع إنجازها بتقنيات عالية و متطورة تواكب مسيرة التنمية الإقتصادية و الصناعية، كما أن هناك عمليات أخرى تخص تعميم نقل المسافرين و البضائع عبر كامل التراب الوطني بالسكة الحديدية بواسطة القطارات الكهربائية السريعة، فضلا عن تسجيل 22 مشروعا تخص الميترو و الترامواي بولايات الوطن.
هذا و تعد وحدة سيتال عنابة الكائن مقرها ببلدية البوني ثمرة شراكة جزائرية فرنسية لمؤسسات ألستوم بنسبة 49 بالمئة، و فيروفيال بنسبة 41 بالمئة، بينما تمثل النسبة المتبقية حصة ميترو الجزائر، و قد أنشات سنة 2011 بهدف تعزيز القدرة الصناعية و المساهمة في تطوير النسيج العمراني و الصناعي في مجال النقل بالسكك الحديدية عبر كامل التراب الوطني، و تقدر طاقة إنتاج الوحدة ب 5 عربات ترامواي في الشهر، و تمكنت إلى حد الآن من تركيب 20 عربة ترامواي، منها ما هو موجه بالأساس لتدعيم ترامواي قسنطينة، في إنتظار مشاريع أخرى في المستقبل القريب تخص عمليات تركيب عربات الترامواي بولايات وهران، ورقلة، سيدي بلعباس، سطيف، باتنة و عنابة بطاقة 210 عربات لإجمالي هذه المشاريع.
إلى ذلك فإن النشاط الرئيسي لهذه الوحدة يكمن في التركيب و الصيانة، لأن كل ولاية تمتلك نظام الترامواي يخصص لها مركز صيانة عربات الترامواي، مما جعل التعامل مع شركات المناولة أمرا ضروريا لضمان التغطية في مجال الصيانة، مما جعل المديرية العامة للوحدة تبرم إتفاقيات عمل مع 60 شركة مناولة تابعة لمستثمرين خواص جزائريين و أجانب، و لو أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أبدى إعجابه الكبير بالتقنيات المتبعة في تركيب عربات ترامواي قسنطينة، و طالب بضرورة العمل في المستقبل القريب على توسيع مجال التعامل مع المناولين بحثا عن تجميع قطاع الغيار على مستوى وحدة سيتال عنابة، في الوقت الذي لمح فيه إلى تعميم نظام العمل بالبطاقة المغناطيسية لإقتناء التذاكر على مستوى كامل خطوط السكة الحديدية و باقي الأنظمة المتخصصة في خدمات النقل الحضري عبر التراب الوطني، في ظل وجود شريك فرنسي متخصص في هذا المجال.                   
صالح فرطـــاس

الرجوع إلى الأعلى