أرجعت الفنانة البرتغالية كوكا روزيتا الجمهور القسنطيني إلى الزمن الجميل بأغانيها التي امتزجت فيها الموسيقى العربية بالموسيقى البرتغالية، مشكلة بذلك ما يعرف بموسيقى الفادو و ذلك سهرة الخميس بقاعة العروض الكبرى أحمد باي.
العرض الذي نظمه الديوان الوطني للثقافة والفنون، استهل بعزف منفرد لثلاثة موسيقيين على آلة الغيتار، ليصاحبه بعدها صوت نسائي خلف الستار يغني بشجن وبلغة برتغالية راقت للمستمعين الذين صفقوا للمغنية بحرارة بمجرّد ظهورها على الركح.
الطلة البهية للفنانة كوكا روزيتا وغنائها الحزين جعل الجمهور يتفاعل بشكل مؤثر مع جل الأغاني والعزف الرائع، رغم عائق اللغة الذي لم يكن مؤثرا أمام الأحاسيس الجميلة التي استطاعت الفنانة القادمة من البرتغال وفرقتها إيصالاها لجمهور القاعة.
طابع الفادو الذي نشأ عام 1820، استمد روحه من الموسيقى العربية التي كانت تؤدى في البرتغال في قرون خلت ممتزجة بموسيقى الزنوج الحزينة، التي تتحدث عن العبودية والاضطهاد  بالإضافة إلى موسيقى الأقاليم البرتغالية المختلفة وهو ما أبرزته الفنانة كوكا روزيتا بأدائها لطابع “فادو لشبونة» الذي تحكي كلماته، تاريخ البرتغال والثورات ومنها ثورة القرنفل التي ضربت مثالا في العالم، لما تضمنته من معاني الثورات السلمية  على غرار ثورة القرنفل التي حدثت في القرن الماضي والتي وضع الشعب زهور القرنفل في فوهات بنادق الجنود المحاربين.
الفنانة كوكا روزيتا، اعتبرت في كلمتها، موسيقى الفادو كسائر الموسيقى الشعبية في العالم، لغة الروح للروح، لأنها تحكي البحر والفقر و الاضطهاد و الخيانة و اليأس و الموت، موضحة بأن كلمة فادو باللغة البرتغالية تعني القدر.
حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى