إعادة بعث المجموعات الفنية النسائية رهان صعب و غير مضمون
اعتبر نجيب كاتب رئيس الجوق الوطني النسوي للموسيقى الأندلسية، إعادة بعث الأجواق الموسيقية النسائية بالجزائر، بمثابة تكريم و وفاء لذاكرة نساء حافظن على التراث الموسيقي المحلي على مر العصور، كما قيّم تجربة جوقه الفتي بالناجحة، معربا عن تفاؤله بتوسيع  المجموعة بضم فنانات من المدارس الموسيقية الأندلسية الثلاث بالجزائر.
رئيس الجوق النسوي الذي يرأس أيضا جمعية قرطبة، ذكر بأن مشروع تأسيس جوق نسوي، لطالما شغل المهتمين بالموسيقى الأندلسية، و كانت تجربتهم بمثابة رهان صعب، لكن قابل للتحقيق، حيث رأى المشروع النور، خلال المهرجان المغاربي بالعاصمة، بعد إقناع موسيقيات من مختلف الجمعيات الموسيقية بمختلف مناطق الوطن، بالمساهمة في بعث أول جوق وطني نسوي.  و ذكر محدثنا بأن العملية لم تكن سهلة، بسبب انشغالات و مهام العازفات، مما حملهم على وضع برنامج، تمت من خلاله مراعاة  ظروف كل عازفة، و توصلوا في النهاية إلى تنظيم إقامات موسيقية شاركت فيها الفنانات بانتظام، وبالتالي ساهم في إطلاق أول جوق نسوي متكامل يضم 25عازفة و مؤدية. و قد أحيت الفرقة أول حفل لها بالمهرجان المغاربي الذي عرف ترسيم أول جوق نسوي متخصص في الموسيقى الأندلسية و بشكل خاص في موسيقى الصنعة الخاصة بالعاصمة، ثم توالت العروض الفنية للتشكيلة الراقية التي أثبت عناصرها مهارة عالية و انسجام يبعث على التفاؤل بعودة التخوت النسائية المحترفة. و كشف نجيب كاتب و هو عضو بالجوقين الجهوي و الوطني للموسيقى الأندلسية للنصر على هامش السهرة الفنية التي أحياها  جوقه سهرة الأربعاء بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، عن رغبته في توسيع تشكيلته و ضم عازفين من المدارس الثلاثة، مشيرا إلى استعانته ببعض رؤساء الجمعيات الموسيقية القسنطينية لانتقاء عازفات متألقات في فن المالوف. و أشاد بتميّز الأجواق النسوية المغاربية بفضل ثراء و تنوّع التراث الموسيقي ببلدان المغرب العربي و بشكل خاص في الجزائر، حيث برزت فرق نسوية كثيرة في هذا المجال، كما حافظت الذاكرة الموسيقية بالكثير من الأسماء النسوية اللامعة في سماء الموسيقى الأندلسية، الشيء الذي حفزهم إلى إعادة بعث تجربة تشكيل الأجواق النسائية، و منحها كل ظروف الاستمرارية، حتى لا يكون مآلها الأفول مثلما حدث مع الكثير من الفرق التي ظهرت و اختفت في وقت قصير، لأسباب كثيرة، قال أنه يحاول و عناصر جوقه تجاوزها.  و عن فشل التجارب السابقة في تأسيس أجواق نسائية بالجزائر، فيرى نجيب كاتب، بأن العازفات لم تكن جاهزات لخوض تجربة الحياة الفنية، باعتبار اختلاف نشاطاتهن المهنية و الدراسية و انشغالاتهن الكثيرة، التي حالت دون سهولة التقائهن و التنسيق فيما بينهن، لكن تجربة اليوم حسبه و التي قدرّها بالموّفقة، فأخذت بعين الاعتبار كل الظروف و الصعوبات التي قد تواجهها العازفات، فتم على ضوئها ترتيب و ضبط مواعيد التكوين و التدريب التي غالبا ما تكون مجرّد ورشات للتنسيق و تحديد برنامج و قائمة الوصلات المراد تجسيدها، باعتبار كل العازفات محترفات و ينتمين إلى جمعيات موسيقية معروفة، و بالتالي لا يواجهن مشاكل في التدرب باستمرار.   و أسر رئيس الجوق بأنه يحرص على عدم الظهور في الواجهة عند صعودهن الركح في الحفلات، حتى لا يفسد صورة الجوق النسائي المتكامل، و يكتفي بتدريبهن و توجيههن و ترتيب كل الأمور بأدق التفاصيل قبل ظهورهن أمام الجمهور. و للإشارة كان الجوق الوطني النسوي قد أمتع سهرة الأربعاء بوصلات فنية عاصمية «صنعة»، و ذلك من خلال تقديم طبق موسيقي متنوّع، شمل نوبة في قالب عروبي  و قبلها شالية عاصمية قديمة، ثم انقلاب من التراث العتيق و رصيد من موسيقى الصنعة، فعروبي آخر بعنوان «جرّعت الحب»، و أخيرا وصلة متناسقة الموازين في مجال المديح الديني، و التي ضمت لعلاوية المستغانمية، و كذا أشعار لأشهر باش قصادين بالمدية و العاصمة، و على رأسهم الشاعر المشهور بن يوسف.             

مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى