تعميم تدريس الأمازيغية سيتم تدريجيا وبتوفير التأطير اللازم
 أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية الهاشمي عصاد أن تعميم اللغة الأمازيغية يتطلب الوقت والإمكانيات، وكذا توفير التأطير اللازم، مع ضرورة الاعتماد على الأسلوب التدريجي في تحقيق هذا المسعى، موضحا بشأن الحرف الذي ستكتب به الأمازيغية بان ذلك لا يمثل إشكالا، وأن الفصل فيه سيعود للأكاديميين.
وأوضح السيد الهاشمي عصاد في تصريح إعلامي بأن تدريس الأمازيغية حقق تقدما ملموسا، بعد أن تم تعميم هذا الإجراء على مستوى 44 ولاية مع الدخول المدرسي الحالي، مؤكدا بأن تجسيد هذا المبدأ يتطلب توفير الكثير من الإمكانات والوقت اللازم، فضلا عن ضرورة تبني الأسلوب التدريجي في تحقيق هذا الهدف، علما أن وزارة التربية الوطنية تخصص سنويا مناصب مالية جديدة بالتنسيق مع المديرية العام للوظيف العمومية لتعميم تدريس الأمازيغية على مستوى الولايات المتبقية، وهي الوادي والنعامة والطارف وتيارت.
وتقوم من جهتها المحافظة السامية للأمازيغية بدور فعال في  مجال التوليف الاجتماعي والترويج للأمازيغية وترقيتها إلى لغة وطنية ورسمية وفق الهاشمي عصاد،، وهي تعمل حاليا على توسيع استعمال الأمازيغية في المرافق العمومية، على غرار قطاع العدالة والإدارة، إلى جانب تشجيع وتدعيم الإبداع الأمازيغية بكافة المتغيرات اللغوية، أي الأحرف التي تكتب بها حاليا، إلى غاية التوصل إلى حرف موحد سيتم تحديده عن طريق الأكاديميين على أن يكون القرار سياسي وفق الهاشمي عصاد، الذي أكد بأن كيفية كتابة الأمازيغية لا يمثل أي إشكال.
وفي هذا الصدد أفاد المتحدث بأن التحدي الحقيقي الذي ينتظر الأكاديمية، هو تحديد الصيغة الأنسب لكتابة اللغة الأمازيغية، وأنه لحد الآن تم الاتفاق على الكتابة الثلاثية، أي بالتيفيناغ والحرف اللاتيني وكذا الحرف العربي، إلى أن يتم الفصل في الأمر عن طريق المختصين وبقرار سياسي حسب المصدر.  
وثمن الهاشمي عصاد التصريح الأخير للوزير الأول أحمد أويحيى على هامش افتتاح الصالون الدولي للكتاب، الذي أكد فيه بأن إنشاء أكاديمية اللغة الأمازيغية سيكون قبل نهاية العام الجاري، وستتولى هذه الهيئة إعداد قاموس مرجعي للأمازيغية، سيعتمد على معيار محدد، وهو إصدارات المحافظة من قواميس موضوعاتية، بغرض خلق لغة معيارية وتهيئتها لتكون لغة علوم وعصرنة.
ومن المزمع أن تستمر مهام المحافظة السامية للأمازيغية بعد استحدث المجمع الجزائري للغة الأمازيغية، حسبما أكد أحمد أويحيى، الذي ثمن الدور الهام الذي تقوم به هذه الهيئة في ترقية الأمازيغية، على أن تستمر على نفس النهج عن طريق تنسيق العمل مع المجمع الجزائري للغة الامازيغية التي سيستحدث قريبا. وذلك في إطار علاقة تكاملية.
وتمثل أكاديمية اللغة الأمازيغية لبنة جديدة في مجال ترقية هذه اللغة، وفق الهاشمي عصاد، وستكون لها علاقة تكاملية مع المحافظة السامية للأمازيغية، من أجل التحسين التدريجي لهذه اللغة في مجال المنظومة التربوية والتعليم العالي وكذا في المحيط العام، علما أن نواب غرفتي البرلمان صادقوا على القانون العضوي للمجمع الجزائري للغة الأمازيغية، الذي يحدد مهام هذه الهيئة التي تتربع رئاسة الجمهورية، وكذا تشكيلتها وكيفية سيرها، تطبيقا لما تضمنه التعديل الدستور الأخير لينة 2016.  
ومن ضمن المهام الأساسية لأكاديمية اللغة الأمازيغية، توحيد هذه اللغة بكل تنوعاتها اللسانية، على مستوى مختلف الأصعدة، وإعداد قاموس مرجعي خاص بها، يتم الاعتماد عليه في ترجمة النصوص والوثائق الرسمية وكذا في مختلف البحوث التي يجريها الأكاديميون و المختصون، ومن المنتظر أن تضم هذه الأكاديمية 50 عضوا، يتم اختيارهم من بين الخبراء والكفاءات المختصة في مجال علوم اللغة، من بينها الأمازيغية، على أن في تركيبتها رئيسا ومكتبا ولجان متخصصة، لتنفيذا ما أكد عليه رئيس الجمهورية في المجلس الوزاري المنعقد شهر جوان الماضي، بضرورة إسهام الكفاءات الوطنية في توسيع استعمال وإشعاع الأمازيغية باعتبارها جزء من الهوية الوطنية.
 لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى