سنتان نافذتان لعشريني اتصــــل  بداعـــــش
تورط شاب في العشرينيات من العمر، في قضية استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال لدعم جماعات إرهابية، بعد أن أنشأ حسابا وهميا عبر فايسبوك من أجل المزاح والفضول مثلما قال، ثم تواصل مع شخصين أجنبيين وتحدث معهما  عن التنظيم الإرهابي داعش، لتعاقبه محكمة جنايات قسنطينة بعامين سجنا نافذا.
القضية تعود إلى شهر نوفمبر من العام الماضي، حيث سجلت مصالح الأمن مغادرة المتهم “ع ع” إلى تركيا عبر مطار محمد بوضياف بقسنطينة، بعد أن وضعته ذات المصالح بدائرة عين ولمان بولاية سطيف، تحت المراقبة على خلفية انتمائه إلى عائلة تبين ضلوع أبنائها مع الجماعات الإرهابية، إذ لديه أخ شقيق تم القضاء عليه، كما تورط أخواه في قضايا إرهابية، فيما رصدت مصالح الأمن قيامه بتصرفات وتحركات مشبوهة، فضلا عن وجود معلومات تفيد بانتمائه إلى جهات متشبعة بالفكر التكفيري والجهادي.
وقد عاد المتهم في نهاية نفس الشهر، إلى أرض الوطن بعد أن قضى 19 يوما بتركيا وتم توقيفه من طرف شرطة الحدود، لتقوم فرقة مكافحة الجريمة الالكترونية، بمعاينة هاتفه النقال وبعد الولوج إلى حساب المعني على فايسبوك تم العثور على مقاطع من محادثات مشبوهة مع أصدقاء له حول التنظيم الإرهابي داعش، مقدما نفسه أنه من اتباع التنظيم، بعد أن فتح حسابا له باسم «يوسف تاشفين».
وقد تواصل المتهم، من خلال هذا الحساب مع المسمى يوسف ياخت، وهو بلجيكي الجنسية وتحدثا عن داعش باستعمال الحروف المختصرة لاسم التنظيم باللغة الانجليزية، كما تحدث مع المسمى نور الدين العتمة السوري الجنسية، ودار  بينهما نفس موضوع الحوار السابق، وبعد الاستماع إليه من طرف الضبطية القضائية، أكد أنه صاحب الحساب المذكور وقد تواصل مع أصحاب هذه الميولات من باب المزاح والفضول، كما قال أمام القاضي أنه أراد هدايتهم وثنيهم عن سلوك هذا الطريق غير الصحيح، لاسيما بعد أن أكد له أحد الأئمة بعين ولمان أن تنظيم داعش لا علاقة له بالدين الاسلامي.
وفيما يخص سفره إلى سوريا وبحوزته مبلغ 190 أورو، فقد ذكر أنه سافر بغرض التجارة وقد أحضر معه سلعا وعينات تم منحها له بالضمان، كما لم يعثر عناصر الأمن على أي منشورات أو أعراض تؤكد علاقته بالتنظيم، مشيرا إلى أنه مكث في تركيا داخل بيت للشباب ثم اقتنى السلعة وعاد إلى أرض الوطن ولم تتولد لديه أي فكرة للانخراط في تنظيم داعش.   
النائب العام استند إلى ما أسماه بالقرائن و الأدلة الضمنية التي تدين المشتبه به، وقال إن حمله لمبلغ 190 أورو فقط دليل  على أنه كان ينوي الانضمام إلى التنظيم في سوريا عبر بوابة تركيا وعدم العودة نهائيا،  و التمس  عقوبة 10  سنوات سجنا، أما الدفاع فتحدث عن عدم وجود أي دليل على الانخراط او حتى وجود نية بذلك، كما أثبت البحث الاجتماعي حسن سيرة المتهم في حين أن ولوجه إلى مواقع التواصل كان من باب المزاح والفضول فقط، لاسيما وأن عدد الاتصالات كان مرة واحدة أو اثنين ودون الخوض في التفاصيل، لتبرئه المحكمة من تهمة الانخراط وتدينه بتهمة استخدام تكنولوجيات الاعلام والاتصال لغرض دعم الأعمال الإرهابية.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى