حذر رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأربعاء، من "المناورات السياسوية" التي تظهر مع اقتراب كل "محطة حاسمة" من مسيرة الشعب الجزائري.

وفي رسالة له إلى المشاركين في ندوة الحكومة والولاة التي انطلقت أشغالها اليوم الأربعاء بقصر الأمم بنادي الصنوبر بالجزائر قرأها نيابة عنه الأمين العام لرئاسة الجمهورية حبة العقبي، قال رئيس الجمهورية: "من الطبيعي اليوم أن تستهدف الدوائر المتربصة والخلايا الكامنة استقرار البلاد وتتكالب عليها قصد تثبيط همتها والنيل من عزيمة أبنائها"، مضيفا أن "ما نلاحظه من مناورات سياسوية مع اقتراب كل محطة حاسمة من مسيرة الشعب الجزائري إلا دليل واضح يفضح هذه النوايا المبيتة التي سرعان ما تختفي بعد أن يخيب الشعب الأبي سعيها".

ودعا بالمناسبة الولاة والمنتخبين إلى "التحلي باليقظة ومواصلة العمل من أجل تمكين الشعب من ممارسة سيادته ومواصلة مسيرته".

وتابع الرئيس بوتفليقة قائلا أن "البعض يختزل رهانات الحاضر والمستقبل في تغير وتعاقب الوجوه والأشخاص، وهم يروجون لهذا التوجه لحاجة في نفس يعقوب، لكن أنتم من تعملون في الميدان وتغالبون التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية يوميا،

أكثر الناس دراية بأن الرهان يتجاوز ذلك بكثير"، مشددا على أن المسألة "تتعلق بصون وحماية الإنجازات التي حققها الشعب خلال العقدين المنصرمين وحفظها وتثمينها خدمة له، والارتقاء إلى مستوى أعلى من العمل التنموي والسياسي".

وأكد رئيس الجمهورية أن "المغامرين، الذين يسوقون لثقافة النسيان والنكران والجحود، لا يمكن أن يكونوا أبدا سواعد بناء وتشييد، فهم يخفون وراء ظهورهم معاول الهدم التي يسعون لاستخدامها من أجل الزج بالبلاد نحو المجهول"، مبرزا أن "ما تحقق في بلادنا هو نتاج جهد جيل كامل من أبناء هذه الأمة من المخلصين، الذين قاموا ويقومون بواجبهم على أكمل وجه وأنتم في طليعتهم، جيل ضحى من أجل أن تخرج الجزائر من دوامة اللاأمن والتخلف وتعود من جديد إلى سكة التنمية والعصرنة".

وشدد على أن "ما تم القيام به لحد الآن ليس سوى مرحلة تليها مراحل من مسار طويل، فما زال أمامنا الكثير من التحديات، ولا يمكن، بعد ما تم من عمل أن نعود إلى الوراء ونأخذ بطروحات مثبطة انهزامية لا غاية منها سوى تعطيل مسيرتنا".

في هذا الإطار وعلى الصعيد الأمني، أوضح رئيس الدولة أن "المصالحة الوطنية والعيش معا بسلام هما اليوم عنوانين رئيسين لمقاربة استراتيجية دولية لمحاربة الراديكالية والتطرف في العالم، استراتيجية ولدت من رحم معاناة هذا الشعب الأبي الذي أعطى بالأمس درسا للعالم في التضحية والانعتاق وصار اليوم، بفضل تضحياته وتبصر أبنائه ورشدهم، مرجعا في إخماد الفتنة ورأب الفرقة، والقضاء على منطق الكراهية".

الرجوع إلى الأعلى