لوّح علي مباركي رئيس فريق أتلتيك قالمة لكرة القدم النسوية، بالانسحاب نهائيا من المنافسة، وتعليق نشاط النادي، بسبب المشاكل العويصة التي اصصطدم بها المكتب المسير، والتي جعلت رفع الراية البيضاء، القرار الأرجح إلى التجسيد على أرض الواقع.
وأكد مباركي في دردشة مع النصر، بأن مشروع «الأتلتيك» كان قد رأى النور منذ موسم فقط، ومشاركته الأولى في البطولة الجهوية لرابطة قسنطينة كانت ـ حسبه ـ «جد موفقة، لأننا أنهينا البطولة في المركز الثالث، وتمكننا من الاحتكاك بأجواء المنافسة، وكسب خبرة بسيطة في هذا القسم، رغم أننا حاولنا من خلال هذا المشروع بعث نشاط الممارسة الكروية في أوساط الجنس اللطيف، بعد أزيد من 15 سنة من توقف الفريق النسوي الأول للكرة القالمية عن النشاط، ولو أن مهمتنا لم تكن سهلة، لأن الولاية مازالت لم تتشبع بالثقافة، التي تكفي لكسر «الطابوهات» المقترنة بممارسة هذا النوع من الرياضة من طرف العنصر النسوي، بدليل الصعوبة الكبيرة التي وجدناها لضبط التعداد».
وأوضح مباركي في معرض حديثه، بأن التلويح بتعليق النشاط والانسحاب نهائيا من المنافسة، جاء على خلفية القرار الذي اتخذته الرابطة الوطنية لكرة القدم النسوية نهاية الأسبوع الفارط، والتي قامت ـ على حد قوله ـ «بإشعارنا بالإجراءات التي تلزم كل فريق ينشط في البطولة الجهوية، بضرورة الانخراط في المنافسة بصنف ثان على الأقل، يخص فئة أقل من 20 سنة، وهي الخطوة التي دفعتنا إلى التفكير بجدية في رفع راية الانسحاب، وعدم المشاركة في بطولة الموسم الجديد، لأن فريقنا ينتمي إلى رابطة قسنطينة الجهوية، وقد راسلنا المكتب الفيدرالي في جويلية الماضي، وطلبنا إعادة النظر في التدابير التنظيمية، الخاصة بتسيير كرة القدم النسوية، لكن الفاف لم ترد إلى حد الآن على الانشغالات التي طرحناها، وحتى طاقم الرابطة الجهوية لقسنطينة، لم يشر إطلاقا إلى هذه القضية في الجلسة التي كانت قد جمعتنا به منذ قرابة أسبوعين، لكن المفاجأة كانت من الرابطة الوطنية، والتي ارتأت التدخل في شؤون الرابطة الجهوية، الأمر الذي من شأنه أن يشل النشاط بالنسبة لكرة القدم النسوية على مستوى الجهة الشرقية من الوطن».
وأكد محدثنا في هذا الصدد، على أن تركيبة البطولة الجهوية لرابطة قسنطينة، تقلصت هذا الموسم إلى سبعة أندية، لكن مشكل الإمكانيات طرح ـ كما أردف ـ «بحدة خلال الجلسة الأخيرة، على اعتبار أن قرار التكفل، بإجمالي مصاريف النوادي الخاصة بكرة القدم النسوية، يقتصر على الفرق الناشطة في البطولة الوطنية، هذا فضلا عن إشكالية عدم القدرة على ضبط تركيبة لصنف الوسطيات، وهذا الاشكال مطروح مبدئيا لفريقي قالمة وأم البواقي».
على صعيد آخر، أشار مباركي إلى أن «الأتلتيك»، ورغم أنه يحمل راية تمثيل الرياضة النسوية القالمية على الصعيد الوطني، إلا أنه ـ حسب تصريحه ـ « لم ينل حصته من الدعم، بل أننا نعاني من التهميش، ولو أننا كنا قد بادرنا إلى تحمّل إجمالي المصاريف من المال الخاص، بناء على الوعود التي كنا قد تلقيناها من مختلف الهيئات، لكن الصدمة كانت كبيرة بالنسبة لنا، خاصة بعد إفراج بلدية قالمة عن قيمة الإعانة التي تم رصدها للنادي، والتي لم تكن كافية لتغطي مصاريف النقل والإطعام».
وفي سياق ذي صلة، اعتبر رئيس اتلتيك قالمة، حصة ناديه من إعانات المجلس الولائي، بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، وجعلتنا ـ كما استطرد ـ «نقرر تعليق النشاط بصفة نهائية، لأن مبلغ 30 مليون سنتيم لا يواكب الطموحات التي سطرناها، خاصة وأننا كنا قد وضعنا حجر الأساس لمشروع رياضي واعد، وذلك باستقدام عدة لاعبات من خارج الولاية، بحثا عن تاشيرة الصعود إلى الرابطة الوطنية، وقد باشرنا التحضيرات منذ قرابة شهرين، واقتطعنا تذكرة التأهل إلى الدور 16 لمنافسة كأس الجمهورية، لكن هذه الاعانة أسقطت كل حساباتنا في الماء، لأنها لا تكفي لتغطية مصاريف الايواء والنقل».                   
ص / فـرطــاس

الرجوع إلى الأعلى