أحبطت مصالح الشرطة بالأمن الحضري السادس غرب وسط مدينة عنابة، أول أمس، في حاجز أمني، عملية تهريب و سرقة كوابل الانترنيت المصنوعة من مادة النحاس، كانت محملة على متن شاحنة، تم التمويه على المسروقات، التي تم استرجاعها في ذات العملية.
و جاءت عملية توقيف الشاحنة، حسب مصدر عليم، على إثر ورود معلومات لمصالح الأمن، مفادها قيام أشخاص بمحاولة تهريب كمية معتبرة من النحاس، عبر ولاية عنابة و استغلالا للمعلومات، تم استنفار أعوان الأمن العاملين بالحواجز الأمنية، ليتم بعد عملية تفتيش الشاحنة المشتبه فيها، العثور على كمية الكوابل الهاتفية، مسروقة من ورشات إعادة تجديد شبكة الهاتف الثابت و الانترنيت بكوابل الألياف البصرية، بدل الكوابل النحاسية في أحياء السهل الغربي.
و حسب مصالح الأمن الولائي، فقد أسفرت العملية عن توقيف 4 أشخاص مشتبه فيهم تتراوح أعمارهم ما بين 21 إلى 24 سنة، ينحدرون من ولاية عنابة، تم التحقيق معهم حول وجهة الحمولة و مصدرها، بالإضافة إلى شبكة المتاجرة و سرقة النفايات النحاسية التي ينشطون ضمنها و تشير الاعترافات الأولية إلى وجود أشخاص من ولايات أخرى، يتم التعامل معهم في جمع المواد النحاسية المسروقة، من كوابل مؤسسة اتصالات الجزائر و شركة سونلغاز.
و أضافت مصادر أخرى على إطلاع بالملف، بأن نيابة الجمهورية أمرت بتمديد اختصاص التحقيق و الملاحقة للولايات المجاورة للقبض على كامل عناصر الشبكة المختصة في سرقة الكوابل النحاسية.
و وفقا لنفس المصدر، أمر قاضي التحقيق لدى محكمة عنابة الابتدائية، بإيداع أفراد العصابة الموقوفين رهن الحبس المؤقت عن تهمة السرقة بالتعدد بظرف الليل باستخدام مركبة ذات محرك.
و تقوم شبكات المتاجرة بالنفايات النحاسية، وفقا لمصادرنا، بجمع هذه المادة بورشات سرية بعنابة، لرسكلة النحاس و فصله عن المواد البلاستكية، قبل تسويقه لتجار يقومون بتهريبه عبر الحدود إلى تونس و كذا استخدامه في صناعة ذخيرة الأسلحة النارية.
و استنادا لإحصائيات المديرية الإقليمية لاتصالات الجزائر بعنابة، تتكبد الشركة سنويا خسائر بالملايير من جراء سرقة الكوابل الهاتفية، مما ينعكس سلبا على استثمارات المؤسسة و من أجل الحد من تعطل الشبكة بالعديد من ولايات، يجري تعميم تغيير شبكة الكوابل بتقنية الألياف البصرية، لإنهاء استهدافها من قبل عصابة سرقة الكوابل النحاسية.
و ترجع مصادرنا سبب تنامي نشاط العصابات التي تستهدف شبكة الهاتف، إلى قيمة مادة «النحاس» الذي يتم تجميعه لإعادة استرجاعه في ورشات سرية تمهيدا لتهريبه عبر الحدود التونسية مقابل عائدات مالية معتبرة، دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج السلبية المترتبة عن ذلك.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى