أنصــار أمــل مروانـــة يطالبـون بالتغييـر الجــذري
يعيش الشارع الرياضي المرواني حالة من الغليان، جراء سقوط الصفراء وتوديعها حظيرة الرابطة المحترفة الثانية في صمت ومن البوابة الخلفية، لتكون بذلك الكرة بهذه المنطقة الثورية قد تلقت ضربة موجعة، إلى درجة أن الأنصار لم يصدقوا ما حدث لفريقهم المدلل، بعد خمس سنوات من البروز والتألق وسط الكبار.
سقوط أمل مروانة حتى وإن كان منتظرا لدى المتتبعين، إلا أنه شكل صدمة حقيقية «للنحول» الذين يجمعون على أن ثمة عوامل ساهمت في مغادرة الدوري الاحترافي، انطلاقا من محدودية التشكيلة التي أدت أسوا موسم لها، ولم تقم بأي شيء للدفاع عن سمعة الكرة المروانية، مرورا بسياسة الإدارة التي أثبتت فشلها، وصولا إلى نوعية التعداد ومن وراء ذلك تواضع مستوى اللاعبين.السقوط  المبرمج للصفراء المروانية إلى دوري الهواة، جاء في نظر الأنصار كنتيجة حتمية  لمسار كارثي جسدته المرتبة الأخيرة للفريق، الذي انفرد بالفانوس الأحمر منذ بداية الموسم، وإنهائه مرحلة الذهاب برصيد 10 نقاط، قبل أن يستفيق بشكل متأخر ويختم مشواره في ذيل الترتيب بمجموع 28 نقطة. وإذا كان المدرب أحمد سليماني الذي ركب القطار وهو يسير عقب استقالة غيموز شهر جانفي المنصرم، قد أرجع أسباب السقوط إلى لعنة الإصابات التي ظلت تلاحق الفريق و الغيابات المتواصلة للركائز، فضلا عن حالة الإحباط التي لازمت المجموعة، فإن الرئيس ميدون لم يمر عبر أربعة مسالك، ليؤكد بأن الأزمة المالية تعد العامل الأساسي في نزول الأمل، إدراكا منه بأن المال هو الذي يصنع الفرق، مضيفا بأن فريقه كان بإمكانه لعب الأدوار الأولى وصنع الحدث لو حظي بالعناية المطلوبة والتكفل الفعلي بانشغالات الإدارة واحتياجات الفريق.
ميدون الذي كان أكثر المتأثرين بتوديع الرابطة المحترفة الثانية، التزم في حالة بقائه بإعادة الاعتبار للصفراء، من خلال تكوين فريق كبير الموسم القادم واللعب من أجل الصعود، حتى وإن ربط بقاءه ومواصلة مهامه بتلبية جملة من المطالب أبرزها التفاف كل الفعاليات حول الفريق وتوفير الإمكانيات الضرورية.
ومع ذلك، فإن المشجعين يجمعون على أن المهمة لن تكون سهلة في ظل هجرة أزيد من 9 لاعبين، معتبرين هذا الموسم الأسوأ في تاريخ الكرة المروانية حتى في أصعب فتراتها،  وهو ما يتطلب وضعه في طي النسيان ومحاولة مراجعة العديد من الجوانب، مع تحديد من الآن التصورات المستقبلية للفريق، بعيدا عن سياسة البريكولاج التي ألحقت أضرارا بليغة بالصفراء، وضربتها في الصميم إلى حد افتقادها لكل مقوماتها وهويتها.الشارع الرياضي المحلي الذي ما زال تحت الصدمة، شرع في التحركات من أجل المطالبة بعقد جمعية عامة طارئة، لمحاسبة المتسببين في سقوط رمز من رموز الكرة الأوراسية، حيث يدور حديث عن جمع التوقيعات لسحب الثقة من الإدارة الحالية، مع اللجوء لكفاءات محلية كثيرا ما أثبتت جدارتها قصد استعادة المجد الضائع للفريق.   وما يعكس حالة الاحتقان التي عرفها الأمل والطلاق بينه وبين محيطه العام هجرة المدرجات من قبل الأنصار، واختفاء راياتهم وغياب تشجيعاتهم، ليحل محل ذلك التحسر والتأسف على ما آلت إليه أوضاع عميد الأندية الأوراسية الذي تأسس عام 1933.
تبييض صورة أمل مروانة بعد أن ودع أنصاره أول أمس عند استضافته اتحاد حجوط في أجواء حزينة، يمر حسب العارفين بخبايا الفريق عبر إحداث ثورة حقيقية في شتى الجوانب، وتبني سياسة مغايرة قوامها الشفافية في التسيير والنية الصادقة والرغبة الأكيدة، بعيدا عن التصلب في الرأي، خاصة وأن بطولة الهواة أصعب بكثير من دوري المحترفين.      

محمد ـ مداني   

الرجوع إلى الأعلى