شرعت مديرية المصالح الفلاحية بعنابة، في إحصاء الأضرار التي لحقت بالفلاحين و المربين من جراء الطوفان الذي اجتاح ولاية عنابة، نهاية الأسبوع الماضي، حيث كشفت الخرجات الميدانية لعدة دوائر، عن خسائر فادحة تكبّدها مربو المواشي و النحل و كذا الدواجن،  بعد أن غمرت مياه الفيضانات الإسطبلات و المزارع النموذجية
و البساتين و مئات الهكتارات من الحقول.
و حسب مديرية المصالح الفلاحية، فقد تمت معاينة مختلف الفروع الفلاحية التابعة لها عبر دوائر الولاية و التي سجلت ببرحال أضرارا كبيرة، منها نفوق  دواجن   كما  غرقت مواشي  بواد العنب، حيث أحصت اللجان غرق عشرات الأغنام و إتلاف عدد كبير من خلايا النحل.
و في بلديتي الحجار و عين الباردة، غمرت الفيضانات مئات الهكتارات من محاصيل القمح و الشعير و كذا الحمص و العدس، ما ألحق أضرارا كبيرة بالمحاصيل جراء ركود المياه.
و أكد فلاحون في اتصال بالنصر، على أن الفيضانات اجتاحت أيضا الحقول المعدة لغرس المحاصيل الزراعية الموسمية، منها الطماطم الصناعية و تحولها إلى مسطحات مائية يستحيل دخول الجرارات إليها للقيام بعمليات الحرث مجددا، ما سيجبرهم الانتظار طويلا إلى غاية جفاف المياه الراكدة، في ظل انعدام القنوات الكبرى لتصريف المياه بالأراضي الزراعية الموجودة أغلبها تحت مستوى سطح البحر، ما سيرهن نجاح الموسم الفلاحي الحالي.و أكد مستثمرون للنصر، على أن أبرز الصعوبات التي تعترض القطاع الفلاحي بالولاية، هو مشكل الفيضانات و ركود المياه بالحقول، ما يؤدي إلى إتلاف المحاصيل و إحداث أضرار بآلاف الهكتارات من البساتين و الزراعات الكبرى، إلى جانب تعذر الغرس بمساحات شاسعة مخصصة لزراعة القمح و الشعير و الطماطم الصناعية.
و أرجعت ذات المصادر سبب ركود المياه و تأثير الفيضانات على الحقول، إلى انعدام شبكة صرف مياه فعالة بالمساحة الصالحة للزراعة المقدرة بـ 50 ألف هكتار، يستغل منها سنويا 10 بالمائة فقط، حيث تسببت الفيضانات الأخيرة في إتلاف مشاتل و مساحات زراعية شاسعة، و كانت الأضرار كبيرة ببلديات الحجار، عين الباردة، التريعات و الشرفة.
و أكد رئيس شعبة الطماطم الصناعية شباح مسعود في اتصال مع النصر أمس، على أن الأمطار الأخيرة تحولت من نعمة إلى نقمة، في غياب حلول ناجعة للمشاكل المطروحة بقطاع الفلاحة، أبرزها مياه السقي، مشيرا إلى عرضه لعدة حلول في لقاءات مختلفة مع الفاعلين بالقطاع، تتعلق بتطوير شعبة الطماطم الصناعية بالولايات الشرقية عن طريق اختيار الشتلات حسب طبيعة كل منطقة و كذا توفير المياه و المحافظة عليها و تطوير الإنتاج بالاعتماد على نظام التقطير.
و أكد فلاحون للنصر، على أنهم و رغم الأمطار الغزيرة التي تساقطت، يواجهون كل موسم مشكل انعدام مصدر دائم لسقي المحاصيل الزراعية خاصة في الصيف، رغم أن الولاية تتمتع بموارد مائية هائلة،   حيث تذهب  مياه الأمطار عبر المصبات إلى البحر، دون أن تستغل في سقي الأراضي الفلاحية، مما يتطلب – حسبهم- إستراتيجية جديدة لاستغلال المياه في تنمية الإنتاج الزراعي و استغلال الأراضي الفلاحية في كل الفصول، مشيرين إلى أن الكمية المخصصة للسقي من سد بوناموسة غير كافية و بدون ضغط عالي لجر المياه لمسافة طويلة، ما يجعل الفلاح يعاني خلال سقي المحاصيل و الأشجار المثمرة.
و اعتبرت مصادرنا الاستثمارات الموجهة للفلاحين، بغير الكاملة لعدم توفر عوامل الإنتاج كالسدود و شبكات النقل و صرف مياه الأمطار الراكدة في الحقول، أمام وجود اهتمام بالغ للاستثمار في قطاع الفلاحة، على اعتبار أن ولاية عنابة ليست قطب  صناعي  و سياحي  فقط، بل فلاحي أيضا لما تملكه من أراض  زراعية خصبة شاسعة.
و يطالب الفلاحون المصالح المعنية، بانجاز أحواض مائية و بعث مشاريع السدود التي برمجت بولاية عنابة التي تفتقد إلى سد، كونها مشاريع ذات أولوية للحد من ضياع مياه
الأمطار.                        
حسين دريدح 

الرجوع إلى الأعلى