يحذر سكان بالمدينة الجديدة علي منجلي بولاية قسنطينة، من حدوث كارثة، بعد أن تعرضت إحدى العمارات الواقعة في الوحدة الجوارية 9 و الموزعة في إطار السكن الاجتماعي، لتصدعات وانشقاقات بالبناية وداخل المنازل، نجم عنها حدوث انهيارات جزئية الأسبوع الماضي، ما استدعى تدخل ديوان الترقية و التسيير العقاري «أوبيجي»، لمعاينة الأضرار قبل إرسال فريق خبراء.
أول ما يلاحظ في هذه العمارة التي وزعت شققها سنة 2003 في إطار ترحيلات السكن الاجتماعي من حي الأمير عبد القادر، أنها مائلة، كما أن واجهتها الخارجية تعرف تشققات وتصدعات كبيرة يمتد طولها لارتفاع البناية، و عند دخولنا لهذه البناية التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري و الواقعة بالمجمع السكني 2 بالوحدة المذكورة، لفت انتباهنا انشقاق جدران كل الطوابق بداية من الأول وصولا إلى الخامس، وكلما صعدنا للأعلى كان طول التشققات يزيد ليصل إلى مترين في الطوابق العلوية.
و قد كان الطابق الأخير الأكثر تضررا، إذ سقط سقف بيت على مستواه، فيما تبقى الجدران في حالة كارثية توحي بأنها قد تنهار في أية لحظة خاصة وأنها هشة للغاية، حيث دخلنا المنزل المعني وتفاجأنا بأن جدران كل الغرف تعرضت لتصدعات، أكد صاحب المنزل أنها ظهرت منذ فترة طويلة، ولكن قبل أيام زادت حدتها وبدأت رقعتها تكبر تدريجيا، إلى أن سقط جزء من سقف إحدى الغرف قبل أسبوع، و أضاف محدثنا أن الحادثة تزامنت مع تواجد ابنيه في المدرسة «وإلا لحدثت الكارثة»، خاصة وأن مكان الانهيار كان مخصصا لنوم طفليه، مؤكدا أنه تنقل إلى ديوان «أوبيجي»، وقام بإخطارهم بالأمر، لتتم مطالبته بجلب صور تبين تلك التشققات، وهو ما قام به، حسب تأكيده.
و ذكر ساكن آخر في ذات البناية التي علمنا أنها أنجزت من طرف شركات محلية، أنه ملّ من إصلاح جدران وأسقف بيته في كل مرة، مبديا خوفه من انهيارها في يوم من الأيام، فيما أوضح متحدث آخر أن العمارة «تتحرك نحو الأسفل» إلى أن مالت، و هو وضع قال محدثنا إن سكان العمارة أخطروا بشأنه مديرية الحماية المدنية، التي عاين أعوانها المكان و أكدوا «خطورة» الوضع، ليوجهوهم إلى المندوبية البلدية من أجل وقوف المسؤولين على هذه الوضعية، وقبل مغادرتنا للعمارة رأينا أخرى مجاورة لها من نفس النمط، و قد استعان أحد قاطنيها بقضيب حديدي من أجل منع شرفة منزله الواقع بالطابق الأرضي من السقوط.
كما يطالب قاطنو عمارات أخرى تقع بالتجمع سكني 4 في الوحدة الجوارية 1، المسؤولين بالتحرك ومعاينة الأضرار الحاصلة على مستوى سكناتهم الاجتماعية التي سلمت سنة 2010، حيث تعرضت 5 عمارات لتشققات جعلت مياه الأمطار تتسرب إلى داخل الشقق، و هو وضع يؤكد محدثونا للنصر، أنهم أخطروا ديوان «أوبيجي» بخصوصه.

و لم تختلف كثيرا حالة السكنات الاجتماعية الواقعة في الوحدة الجوارية 8، حيث تكاد شرفات العمارات تنهار فوق رؤوس المارة، فمنها ما رممها السكان ولكن بطرق غير لائقة، كما ظهرت تشققات على واجهات العمارات، وحتى داخل البيوت التي رُحّل إليها قاطنوها سنة 2001.
و قالت المكلفة بالإعلام على مستوى ديوان الترقية والتسيير العقاري بقسنطينة، إن رئيس وحدة تسيير الممتلكات وتحصيل الإيجار، أجرى أمس خرجة ميدانية من أجل معاينة الأضرار المسجلة بالعمارات المعنية مع التقاط صور لها، كما قام بإرسال تقرير بشأنها لمديرية قسنطينة، والتي سترسل بدورها فريق خبراء للمعاينة، وإن تطلب الأمر سيتم الاستنجاد بمكتب دراسات.وأوضحت المتحدثة ذاتها، أن المديرية ستقوم بالإجراءات اللازمة في أقرب وقت ممكن، أما عن مصير العائلات في حالة التأكد من أن البناية تشكل خطرا على حياة أفرادها، وإمكانية تعويضها بسكنات أخرى، فقد ردت أن الأمر ليس من اختصاص «أوبيجي» ويرجع للسلطات الولائية، لكنها أكدت أن الديوان مستعد للتدخل الفوري بعد كل طلب يتقدم به أحد المتضررين، داعية إياهم إلى وضع نسخة من طلبهم على مستوى مقر المديرية في حي فيلالي.                  
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى