ألف و  300 إصابة جديدة بالسرطان في قسنطينة
تحيي قسنطينة اليوم العالمي لمرضى السرطان هذه السنة ، بإحصاء 1300 إصابة جديدة في أوساط الساكنة، من 2014 إلى 2018، استنادا لجمعية واحة لعلاج مرضى السرطان التي قدمت أمس تقريرا صادما يبين ارتفاع نسب الإصابة بالمرض، حيث وصل عدد المرضى في قسنطينة إلى  5179 حالة ، بمعدل 3 نساء بين كل 5 مرضى، و قد صنع سرطان الجلد الحدث هذه السنة وحدها، بعدما قفز إلى المرتبة الثانية ضمن قائمة السرطانات الأكثر انتشارا بين النساء، رغم أنه لم يكن ضمن الثلاث أنواع المنتشرة بقوة في السنوات القليلة الماضية.
 و أشار التقرير الذي تم إعداده بناء على معطيات قاعدة بيانات متخصصة ضبط في إطار المخطط الولائي للسرطان، بأن سنة 2017، عرفت تناميا ملحوظا لنسب الإصابة بالمرض، خصوصا في أوساط النساء، فقد تم تسجيل 866 حالة جديدة، رغم أن التوقعات حددت ما لا يزيد عن 742 حالة، أي أن هناك أكثر من 100 حالة غير متوقعة، من جهة ثانية فإن سرطان الجلد صنع الاستثناء العام الفارط، بعدما زحف بقوة  خصوصا في وسط الرجال، رغم أنه لم يكن من الأنواع الشائعة.
 وبناء على ذات المعطيات، المستقاة من سجل السرطان الخاص بمستشفى ابن باديس الجامعي بقسنطينة، فإن 135.1 امرأة من أصل 100 ألف امرأة أصبن بالمرض خلال 2017 .
و في 2014 تم تسجيل 1231 مصابا بالمرض، من بينهم 698 امرأة و 533 رجلا، و في 2015، تم إحصاء ألف و 200 حالة جديدة، منها  715 امرأة و 485 رجلا، أما سنة 2016 فقد عرفت إحصاء ألف و 293 حالة جديدة، 795 منها لنساء، مقابل 497 رجال.
سرطان الجلد  يزحف بسرعة
وجاء في ذات البيان، بأن  الأعضاء الأكثر تضررا في الجسم بسبب السرطان، هي الثدي بالنسبة للنساء، و الجلد بالنسبة للرجال، بعدما ارتفعت نسب الإصابة بهذا النوع من السرطان،  فالنساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 45 إلى 50 بالمئة، يأتي في المرتبة الثانية سرطان الغدة الدرقية ثم سرطان القولون أو المستقيم.
أما بالنسبة للرجال، فإن سرطان القولون يعد الأكثر شيوعا، يليه سرطان الرئة، علما بأن هناك علاقة وثيقة بين الإصابة بالمرض و عاملي الوزن و الشيخوخة في أوساط سكان قسنطينة.
و تشير التوقعات الخاصة بسنة 2019، إلى احتمال تسجيل ألف و 364 مريض سرطان جديد، من بينهم 796 نساء و  568 رجال، اما سنة 2024، فقد تشهد تسجيل ألف و 609 حالات جديدة، 950 حالة تتعلق بالنساء و 659 حالة تخص الرجال، وهي توقعات تم ضبطها بالرجوع إلى دراسة متخصصة أجريت بناء على معطيات سجلات المعاينات بإشراف مختصين في مركز علاج السرطان في سطيف.
و يعتبر الإحصاء أداة ضرورية ، للتحكم في خارطة المرض في قسنطينة، كما أكدت جمعية واحة في بيانها، مشيرة إلى أن سنة 2019 ستكون مفصلية، كونها تعد المحطة الأخيرة لإتمام المخطط الوطني للسرطان، و سيتم فيها تبعا لذلك، تسليم المخطط الولائي للمرض، وهي قاعدة بيانية ستمكن من ضبط كل التفاصيل المتعلقة بالخارطة الصحية و بالتالي توزيع الموارد بشكل صحيح.
واحة قدمت ملخصا عن نشاطاتها خلال الأربع سنوات الأخيرة، مؤكدة بأن مشروعها الأكبر « دار واحة» للتكفل بمرضى السرطان التي ستفتح أبوابها خلال السداسي الأول من السنة القادمة، وذلك بالنظر إلى تسارع وتيرة الانجاز، إذ لم يبق سوى الشق المتعلق بالتهيئة الخارجية و ربط المشروع بشبكة الغاز الطبيعي، ليكون المرفق جاهزا لاستقبال 5 آلاف  و582 شخصا، من بينهم 4 آلاف و 155  مريضا طرقوا أبواب الجمعية خلال السنتين الأخيرتين، و الذين تطلب العمل معهم ما يعادل 22.798 ساعة عمل تطوعية، بمعدل 11.399.000.00دج، أي حوالي 500.00 دج لكل ساعة. كما تمت الإشارة إلى أن نشاطات الجمعية لم تقتصر فقط على مرافقة المرضى و الإصغاء إليهم و متابعتهم و توجيههم، بل عرفت برمجة حملات تحسيسية لرعاية الأطفال المرضى، ومحاربة التدخين في الوسط المدرسي و ترقية النشاط البدني ، و كلها مبادرات أكدت الجمعية في بيانها بأنها ما كانت لتتجسد ، لولا التلاحم الاجتماعي للمواطنين و المتبرعين التي أثبتوا استعدادهم الدائم لخدمة الأهداف النبيلة للجمعية، حيث سمح ذلك بتغطية الخدمات الصحية لحوالي 4 آلاف و 464 مريضا، استفادوا من 102 اتفاقية تضامن مع مراكز التصوير بالأشعة و مخابر التحاليل الطبية و غيرها من المرافق بتكلفة إجمالية ناهزت 10589.790.00دج.   
هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى