أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أمس أن قانون الانتخابات يفرض الحياد على المساجد في الانتخابات، غير أن ذلك لا يمنع الأئمة من التحسيس بأهمية المشاركة في العملية الانتخابية لاختيار من هو أنسب لتسيير الشأن العام، رافضا في سياق آخر التعقيب على فتوى إباحة أكل لحوم البغال والحمير، لأن النقابة التي أصدرتها غير معترف بها أصلا.
وأفاد محمد عيسى في فوروم يومية الشعب بأن قانون الانتخابات جد واضح بخصوص حياد الأئمة خلال المواعيد الانتخابية المختلفة، من بينها الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي ستخضع لنفس الإجراءات القانونية التي طبقت على الانتخابات التشريعية والمحلية السابقة، لكنه أتاح للمساجد إمكانية القيام بحملات تحسيسية لحث الناخبين على المشاركة في الاستحقاقات المقبلة لاختيار من هو أنسب ليقود البلاد، مؤكدا أنه من الأدوار الأساسية للمساجد محاربة خطاب الإحباط والتيئيس، حين إثارة مواضيع الحرقة والأزمة الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية وغيرها، مقابل العمل على بث الأمل، مستبعدا إصدار تعليمة تلزم الأئمة بالدعوة للمشاركة في الاستحقاقات المقبلة، أو معاقبة من لا ينتهج هذا المسعى.
وأكد وزير الشؤون الدينية في تعقيبه على سؤال آخر يتعلق بموقفه من الفتوى التي أصدرتها نقابة زوايا الأشراف وأجازت من خلالها أكل لحوم الحمير والبغال، بأنه يرفض أصلا تناول هذا الموضوع بعد أن ناقشه الفقهاء، لأن الغرض منه إلهاء الجزائريين عن الأساسيات من قبل من «يسمون أنفسهم أشرافا»، مذكرا بما حققت الجزائر في السنوات الأخيرة، من بينها تمكنها من تجاوز مرحلة الإرهاب، وهي تؤسس اليوم لمبادئ الوسطية والاعتدال، فضلا عن كونها أضحت نموذجا في مجال العيش في سلام، مضيفا بأن ما يعرف بزوايا الأشراف ليس معترف بها من قبل وزارة الداخلية.
وبشأن موعد تدشين المسجد الكبير بالعاصمة، قال محمد عيسى إن عملية الإنجاز انتهت والمسجد أصبح صالحا للتدشين، غير أن من يقرر تاريخ افتتاحه هو رئيس الجمهورية، كما تعود إليه أيضا صلاحية ضبط قائمة الضيوف وأعضاء السلك الدبلوماسي الذين سيحضرون حفل التدشين، كاشفا في ذات السياق عن قرب الانتهاء من تحديد الهيئة المسيرة لهذا المسجد، وستكون تركيبتها مشتركة بين قطاعات عدة، من بينها وزارة الشؤون الدينية، إذ من المنتظر أن ينعقد مجلسا وزاريا مشتركا هذه الأيام للفصل في هذا الملف، مذكرا بأن هذا المعلم الحضاري يضم مرافق عدة تحتاج إلى تأطير، من بينها المكتبة والمنارة التي تحتوي على متحف للحضارة الإسلامية، فضلا عن مركزين للأبحاث والدراسات، متوقعا أن يدشن المسجد الكبير قريبا، على أن يتداول مجموعة من الأئمة على منبر المسجد الأعظم،  كما سيمثل المؤذنون مختلف جهات الوطن.
وتحاشى وزير الشؤون الدينية التعقيب على ما تناقلته وسائل إعلامية بخصوص منع وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أداء الصلاة في المؤسسات التربوية، قائلا إنه لم يطلع بعد على قرار رسمي صادر عن الوزارة في هذا الشأن، وأن كل ما بلغه هو مجرد منشورات وردت بمواقع التواصل الاجتماعي، وأنه حفاظا على الموضوعية لن يعلق على مواضيع مثيرة للجدل، مذكرا بمساهمة وزارة الشؤون الدينية في وضع برامج التربية الإسلامية، ومراجعة المناهج، كما أن الفصل في هذه القضية إن طرحت فعلا يعود إلى مجلس الحكومة ورئيس الجمهورية.
ونفى المتحدث إثارة ملف الحرقة خلال الدورة التكوينية التي خصت عددا من أئمة دول الساحل،   غير أنه أكد على دور المساجد في تحسيس الشباب بضرورة تفادي الهجرة غير الشرعية عن طريق النصح والإرشاد، وذلك في إطار التنسيق مع مصالح وزارة الداخلية في مكافحة الظاهرة.
 لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى