أوقفت، صبيحة أمس، فرقة الشرطة القضائية بأمن دائرة البوني بعنابة، بالتنسيق مع قوات الشرطة للأمن الحضري الثاني ببوخضرة 3، أفراد عصابة في حالة تلبس بصدد قطع وسرقة كوابل هاتفية باستعمال مركبة.
و جاءت العملية، حسب مصالح الأمن الولائي، على إثر ورود معلومات لمصالح الأمن، مفادها قيام أشخاص بمحاولة تخريب و سرقة كوابل شبكة الهاتف و الانترنيت و استغلالا للمعلومات، تم استنفار أعوان الأمن العاملين بالميدان و بعد رسم خطة مُحكمة، تمكنوا من توقيف شخصين مشتبه فيهما تتراوح أعمارهما ما بين 30 و 38 سنة في حالة تلبس بقطع و سرقة كوابل هاتفية باستعمال مركبة و ذلك في حدود الساعة الثالثة صباحا بضاحية دائرة البوني.
كما اتضح، حسب المصدر، أن المشتبه فيهما متابعان في العديد من قضايا سرقة الكوابل الهاتفية و لدى تقديمهما أمام قاضي التحقيق لدى محكمة الحجار الابتدائية، أمر بإيداعهما رهن الحبس المؤقت عن جناية تكوين جمعية أشرار السرقة بظرفي الليل و التعدد و استعمال مركبة.
و أضافت مصادر أخرى على إطلاع بالملف، بأن نيابة الجمهورية أمرت بتمديد اختصاص التحقيق و الملاحقة للقبض على كامل عناصر الشبكة المختصة في سرقة الكوابل النحاسية .
كما أوقفت مصالح الأمن قبل شهر و نصف، شبكة تتكون من 4 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 21 إلى 24 سنة، ينحدرون من ولاية عنابة و ذلك في حاجز أمني، كانت مركبتهم محملة بكمية كبيرة من الكوابل النحاسية، تم التمويه على المسروقات التي سُرقت من ورشات إعادة تجديد شبكة الهاتف الثابت و الانترنيت بكوابل الألياف البصرية بدل الكوابل النحاسية في أحياء السهل الغربي.
و لدى التحقيق معهم حول وجهة الحمولة و مصدرها، اعترفوا بأنها موجهة للمتاجرة بالنفايات النحاسية، يتعاملون مع شبكات من ولايات أخرى، تعمل على جمع المواد النحاسية المسروقة، من كوابل مؤسسة اتصالات الجزائر و شركة سونلغاز.
و تقوم شبكات المتاجرة بالنفايات النحاسية، وفقا لمصادرنا، بجمع هذه المادة بورشات سرية في عنابة، لرسكلته و فصله عن المواد البلاستكية، قبل تسويقه لتجار يقومون بتهريبه عبر الحدود إلى تونس و كذا استخدامه في صناعة ذخيرة الأسلحة النارية.
و استنادا لإحصائيات المديرية الإقليمية لاتصالات الجزائر بعنابة، تتكبد الشركة سنويا خسائر بالملايير من جراء سرقة الكوابل الهاتفية، مما ينعكس سلبا على استثمارات المؤسسة و من أجل الحد من تعطل الشبكة بالعديد من ولايات، يجري تعميم و تغيير شبكة الكوابل بتقنية الألياف البصرية لإنهاء استهدافها من قبل عصابة سرقة الكوابل النحاسية.
و ترجع مصادرنا سبب تنامي نشاط العصابات التي تستهدف شبكة الهاتف، إلى قيمة مادة «النحاس» باهظة الثمن، يتم تجميعها لإعادة استرجاعها في ورشات سرية تمهيدا لتهريبها عبر الحدود التونسية مقابل عائدات مالية معتبرة، دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج السلبية المترتبة عن ذلك، منها صناعة خراطيش الصيد الخاصة بالبنادق.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى