لماذا لم تستطع المعارضة مواكبة الحراك الشعبي وتأطيره؟
*- أولا لأن هذا الحراك شعبي والمعارضة ترى أن التعاطي معه خارج الانخراط فيه قد يسبب له نوعا من التقليص وعدم التمدد، وهي ترى بأنه يحتاج للحرية المطلقة لذلك تتعامل معه بهذا المنطق ومن هذا المنطلق.
لكن الملاحظ أن المواطنين المشاركين في المظاهرات والمسيرات عبروا صراحة عن رفضهم أن تركب المعارضة الموجة  أو أن تتحدث باسمهم؟.
*- لا، أنا اعتقد أن أغلب الجمعيات والذين يشاركون في المسيرات هم جزء من المعارضة، نعم هناك بعض الأطراف تقول ذلك، لكن الاتجاه العام أن ما هو موجود داخل هذا الحراك أغلبهم من المعارضة، وأنا شخصيا ارفض مثل هذا الحكم وارى أن القول بأن الحراك الشعبي يرفض المعارضة رفضا مطلقا ولا يريدها إلى جانبه كلام غير سليم في واقع الأمر.
 لكن رأينا لما نزلت بعض وجوه المعارضة إلى الشارع إلى جانب المواطنين طردوا من طرف المتظاهرين في المسيرات؟.
*- المسيرات الشعبية طويلة و ممتدة بالكيلومترات وقد يحدث أن يوجد رئيس حزب معارض ما أو  مجموعة من المعارضة في مربع معين فيتم رفضهم من طرف بعض المتظاهرين، أو يطلب منهم مغادرة المكان، لكن ما هو مؤكد أن المعارضة بمختلف مشاربها وأجزائها نزلت إلى الشارع وشاركت في المسيرات كما راينا، وقد سرنا في هذه المسيرات و ما زلنا نسير، مثلنا مثل جماعات أخرى تابعة لعلي بن فليس أو أحزاب أخرى من المعارضة، نعم هناك حالات وقعت لكن المعارضة اليوم أصبحت موجودة في الحراك الشعبي وذلك حقيقة.
 ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه المعارضة برأيكم في المرحلة المقبلة؟
*- في النهاية سينتهي كل هذا إلى حوار بين السلطة والمعارضة ورموزها، والحراك وإن كان يرفض التأطير في الوقت الحالي لكن مطالبه محددة وواضحة ولابد أن يكون هناك من يدافع عنها، ما يعني أنه في النهاية ستكون هناك مآلات على الأقل يكون دور المعارضة فيها الدفاع عن المطالب التي رفعها الشعب في مسيراته ومظاهراته.
ومهما يكن الأمر فإن الحراك الشعبي يطالب في نهاية المطاف بأن يتم تحقيق مطالبه، وهنا لابد من يدافع عنها ويحللها ويدرسها سياسيا، ومن يعطي مقاربات سياسية حقيقية، ونلاحظ اليوم أن هناك مبادرات متعددة بدأت تظهر في هذا الاتجاه من أجل بلورة مطالب الحراك بشكل رسمي.
هل تعتقدون بأن المعارضة تفاجأت هي الأخرى بالحراك الحاصل حاليا ولم تتمكن من التنبؤ به؟
*- نعم الجميع تفاجأ بهذا الحراك الشعبي من حيث الحجم والتوقيت، صحيح أن الجميع كان ينتظر انفجارا معينا بحكم ظروف ومعطيات عديدة، لكن لا يوجد أي طرف استطاع التنبؤ بحجم الحراك الحالي  والتوقيت الذي أتى فيه.
حوار: إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى