تبرأ التجمع الوطني الديمقراطي، في بيان توضيحي له، من التصريحات التي أدلى بها الناطق باسم الحزب شهاب صديق، بشان دعم الأرندي لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة، و هي التصريحات التي أثارت ضجة واسعة. و وصف الحزب تلك التصريحات بالانفعالية، وقال البيان إن “النقاش والأسلوب المستفز والموجه”، أدى بصديق شهاب للإنفعال والابتعاد عن المواقف المعروفة للأرندي”.
وقال بيان للحزب إن «تصريحات الناطق الرسمي للحزب صديق شهاب جاءت نتيجة انفعاله ما دفع به للابتعاد عن المواقف المعروفة للحزب». وأضاف بيان الارندي «كان النقاش فيه أحيانا بأسلوب مستفز وموجه أدى بزميلنا إلى الانفعال»، مبتعدا بذلك عن مواقف الحزب، التي قال بشأنها التجمع أنها معروفة ومبلورة «في رسالة الأمين العام الأخيرة». وتابع ذات البيان قائلا: «نبقى مقدرين وأوفياء لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة».
وكان الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، صديق شهاب، قد أثار جدلا سياسيا وإعلاميا بعد التصريحات التي أدلى بها مساء الثلاثاء على بلاطو إحدى القنوات الخاصة، حيث اعتبر ترشيح الأرندي للرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة نتيجة لفقدان البصيرة، بسبب حالته الصحية التي أل إليها. وقال القيادي في الارندي، أن حزبه أخطأ لما رشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، موضحا في هذا السياق:”لم تكن لدينا الشجاعة الكافية للإدلاء بكل ما في أنفسنا اتجاه هذا القرار، لأننا لم نكن مقتنعين بترشيح الرئيس لعهدة أخرى”. كما تحدث عن وجود قوى غير دستورية تُسير الجزائر في الستة السنوات الأخيرة.
 تضارب داخل بيت «الارندي»
تصريحات الناطق بسام التجمع الوطني الديموقراطي، والتي قال الحزب إنها جاءت تحت تأثير «الانفعال» كانت متناقضة مع مضمون الرسالة التي وجهها الأمين العام للحزب، احمد اويحيى، إلى مناضلي الارندي بمناسبة انعقاد اجتماع المكتب الوطني، الاثنين، حيث أكد أويحيى، أن الحزب سيدافع عن قبول جميع الأطراف «للتنازلات التي من شأنها إقناع المواطنين بمصداقية الانتقال الديمقراطي السلس المعروض من طرف رئيس الجمهورية»، داعيا إلى الاستجابة للمطالب السلمية للشعب «في أقرب الآجال لتجنيب البلاد أي انزلاق».
وشدد السيد أويحيى في رسالته، وأكد الناطق الرسمي باسم الحزب صديق شهاب صدقيتها بعد تناقلها من طرف وسائل الإعلام، على أن الحزب «سيدافع عند مشاركته في الاستشارات والمشاورات والحوارات، على قناعة أساسية، وهي إلزامية قبول الجميع للتنازلات التي من شأنها إقناع المواطنين بمصداقية الانتقال الديمقراطي السلس المعروض من طرف رئيس الجمهورية».
واعتبر أن هذه التنازلات «يمكن أن تقنع كذلك أطياف الساحة السياسية برمتها، ولا سيما المعارضة، للمشاركة في الندوة الوطنية والعمل فيها بكل سيادة وديمقراطية على تعديل الدستور وإعداد قانون انتخابات جديد وكذا تأسيس الهيئة المستقلة لتنظيم الانتخابات».
  المعارضة تتحرك لعقد مؤتمر استثنائي
خروج الأمين العام للارندي احمد اويحيى من الحكومة، بعد استقالته من منصبه، وموجة الغضب الشعبي التي أثارتها تصريحاته من مقر البرلمان، دفعت بالأصوات المعارضة لتسييره مقاليد الأرندي للخروج إلى العلن، حيث كشف الوزير السابق والقيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، بلقاسم ملاح، عن تحضير نحو 500 مناضل في الارندي، لمؤتمر استثنائي تتم أشغاله ما بين 4 و 15 أفريل من أجل إعادة انتخاب أمين عام للحزب.
وقال بلقاسم ملاح، أمس، بأن المؤتمر لن يمنع الأمين العام الحالي أحمد أويحيى من الترشح لانتخابات المؤتمر الاستثنائي، مؤكدا بأن المناضلين المطالبين بالتغيير يرفضون العمل في إطار “تصحيحي” لمسار الحزب بل يفضلون العمل في سياق الشرعية. و لم ينف ذات المتحدث الصفة الشرعية لأويحيى، لكنه شّكك في شرعية المحيطين به من قياديين مشيرا إلى أنهم مجموعة من رجال المال الذين لا علاقة لهم بالسياسية، و في السياق قال ملاح “اويحيى حصل على الشرعية من المؤتمر الاستثنائي لكن المحيطين به غير شرعيين.
كما هاجم الوزير السابق بلقاسم ملاح، أحمد أويحيى، تعليقا على تصريحاته الأخيرة المساندة للحراك، وقال ملاح “كان على أويحيى أن يساند موقف الشعب   حين كان في قصر دكتور سعدان وليس حين عاد إلى بن عكنون (مقر حزب الأرندي)”. ووصف القيادي في الأرندي المحسوب على المناوئين لأويحيى، موقف هذا الأخير “بالضعف” مشددا على انه كان عليه أن يواصل دعمه لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى غاية نهاية عهدته يوم 28 أفريل أو التزام الصمت وعدم الإعلان عن مواقف تناقض موقفه وهو في منصب وزير أول.
  ع سمير

الرجوع إلى الأعلى