•«الطابور الخامس» سبب مشاكلنا بعد حياكته لسيناريو مقاطعة الركائز
اعتبر رئيس نجم البسباس عبد العزيز بلهاني، الفوز الذي أحرزه فريقه على حساب شباب ميلة، بمثابة جرعة أوكسجين التي أعادت إلى قلوب الأنصار، بصيصا من الأمل في رحلة البحث عن ضمان البقاء، في قسم ما بين الرابطات للموسم الخامس تواليا، ولو أنه اعترف بأن قمة الموسم ستكون هذا الاثنين، بالقرارم أمام النجم المحلي.
بلهاني، وفي حوار خص به النصر، أكد بأن مهمة فريقه في رحلة تفادي السقوط صعبة، لكنه أوضح بالموازاة مع ذلك، بأن نشاط «الكواليس» يبقى الهاجس الأكبر الذي يثير مخاوفه في المنعرج الحاسم من المشوار، انطلاقا من التحكيم، مرورا بتنازل العديد من الفرق عن النقاط، لأندية من كوكبة المهددين، ومع ذلك فقد أعرب عن تفاؤله الكبير بمحافظة الفريق على مقعده في هذه الحظيرة، في ظل النجاح في احتواء الأزمة الداخلية، وكذا اصرار اللاعبين على رفع التحدي، وتحقيق البقاء، الذي كان يصنف في خانة «المعجزة».
• كيف نجح فريقكم في استعادة نشوة الانتصارات، بتخطي عقبة شباب ميلة؟
هذه النتيجة كانت ثمرة المساعي الحثيثة، التي قمنا بها طيلة الأسبوع الماضي، لأن تمسكنا ببصيص من الأمل في القدرة على تفادي السقوط، جعلنا نسارع إلى احتواء المشاكل الداخلية التي كانت قد طفت على السطح مع بداية مرحلة الإياب من البطولة، وهذا بإقناع اللاعبين بالعودة للدفاع عن ألوان النجم، وطي صفحة المقاطعة، التي كانت من عواقب قضية المستحقات العالقة، واستجابة كل العناصر لهذه الخطوة مكنتنا من إعادة القطار إلى السكة الصحيحة، ليكون رد فعل التشكيلة فوق أرضية الميدان جد إيجابي، حيث كان الإرادة السلاح الوحيد الذي سمح بصنع الفارق، من خلال قلب الموازين، والعودة في النتيجة من بعيد، فتحولت الهزيمة إلى انتصار، عاد بفضله الأمل إلى قلوب الأنصار.
• نفهم من كلامكم بأن الأمور داخل النجم، قد عادت إلى مجاريها بعودة كل اللاعبين؟
النجاح في إحراز الفوز كان في ظروف جد عسيرة، لأننا عانينا من أزمة نتائج منذ انطلاق النصف الثاني من البطولة، بدليل أن هذا الانتصار هو الثاني من نوعه في مرحلة العودة، بعد ذلك المحقق في الجولة 17 على حساب اتحاد الحجار، كما أننا في الجولات الثمانية الأخيرة، لم نحصد سوى نقطة واحدة، كانت من تعادل مع ترجي قالمة، وهذا كله بسبب مشكل المستحقات الذي أثاره اللاعبون، والذي كان سببا في تراجع النتائج بشكل ملحوظ، ليدخل الفريق في دوامة، وكان من الصعب علينا إعادة ترتيب البيت، سيما وأننا لا نتوفر على الأموال التي تكفي لتسديد شطر من المستحقات، لكن الوضعية الحرجة التي بلغناها أجبرتنا على دق ناقوس الخطر، لأننا لم نكن نتصور بأن يتدحرج النجم على الصف الأخير، والانهيار الكلي حرك مشاعر كل الأطراف، فكانت الاستجابة في منعرج الحسم، لأن مباراة ميلة كانت بمثابة فرصة الحظ الأخير، ولو سجلنا تعثرا آخرا كان السقوط مصيرنا الحتمي.
• هذا يعني بأنكم متفائلون بالقدرة على ضمان البقاء؟
التفاؤل أمر حتمي وضروري، رغم أننا ندرك بأن المهمة لن تكون سهلة، انطلاقا من القمة المصيرية التي ستجمعنا هذا الإثنين بنجم القرارم، وهو أحد الأندية الأكثر تهديدا بالسقوط، بالنظر إلى وضعيته في الصف الأخير، وحساباتنا مبنية على هذه المقابلة، على أمل النجاح في الخروج منها بنتيجة إيجابية، تكون كافية للتعرف على هوية أول النازلين إلى الجهوي، لأن الحسابات تبقي مهمة فريق القرارم جد معقدة، مادام مصيره لم يعد بأرجل لاعبيه، على اعتبار أن الفوز في اللقاءات الأربعة المتبقية، قد لا يكفيه للمحافظة على مكانته في هذا القسم لموسم آخر، ورصيد 39 نقطة يبقى العتبة التي تضمن البقاء رسميا، في حين أن رزنامتنا المتبقية تتضمن مقابلتين داخل الديار أمام كل من شباب الذرعان ومولودية باتنة، مع التنقل إلى قالمة لملاقاة نصر الفجوج، والمنطق يمنحنا الأفضلية لتفادي السقوط، إذا لم تكن هناك أساليب أخرى تدفع بالأندية، إلى الضرب بأخلاقيات التنافس الرياضي النزيه عرض الحائط، ولو لأننا جد متخوفين من بعض العوامل في هذا المنعرج الحاسم من المشوار.
• هل من توضيح أكثر بشأن هذه المخاوف؟
كما سبق وأن صرحت في مرات سابقة، فإن تراجع نجم البسباس إلى مؤخرة الترتيب، كان من عواقب نشاط «الكواليس»، لأن بعض الأطراف التي تعمل لمصلحة أندية أخرى تغلغلت داخل فريقنا، وأثارت زوبعة المستحقات، مع تحريض العديد من الركائز على المقاطعة، وهذه الأساليب أثرت بصورة مباشرة على مشوارنا، بدليل حصد نقطة واحدة في 8 جولات، و»الكواليس» كانت العامل الرئيسي الذي قلب الموازين في قاعدة الهرم، لأن استفاقة حمراء عنابة في مرحلة الإياب مفاجئة، وقد تزامن ذلك مع انهيارنا الكلي، في الوقت الذي يبقى فيه التحكيم هاجسنا الأكبر، خاصة في مباراة القرارم، لأن كل حساباتنا مضبوطة على هذه الجولة، والتي ستوضح إفرازاتها الرؤية أكثر، على مستوى مؤخرة الترتيب.
• وماذا عن الوضعية المالية ومشكل الملعب؟
المؤكد أن قضية الملعب تعد من بين أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع الفريق، وتواجده ضمن كوكبة المهددين بالسقوط، قبل 4 جولات من نهاية الموسم، لأننا نضطر إلى التدرب يوميا بالذرعان، الأمر الذي اثر على روح المجموعة، فضلا عن الافتقاد لدعم ومساندة الأنصار في اللقاءات الرسمية، بالمقارنة مع ما كنا عليه في البسباس، والأشغال سارت بسرعة السلحفاة، بسبب الكثير من المشاكل، حتى أن وضع البساط الجديد اصطدم بمشكل مقترن بالجانب التقني، وعليه فإن إعادة فتح ملعب البسباس سيتأجل إلى الموسم القادم، والمسؤولية في هذا التأخير مشتركة بين مصالح البلدية و»الديجياس»، في الوقت الذي تبقى فيه الوضعية المالية للنادي تراوح مكانها، في ظل عدم تجسيد مختلف الهيئات للوعود التي قدمتها لنا، لأننا كنا قد أطلقنا صفارات الانذار بخصوص وضعية النجم، وأشعرنا جميع السلطات، لكن لغة الوعود حالت دون الخروج من الأزمة.
حــاوره: صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى