انطلقت، منذ أشهر، عملية ترميم الأنفاق الأرضية الواقعة بالجهة العلوية من وسط مدينة قسنطينة، بعدما كانت قد تعرضت إلى حريق مهول قبل عدة سنوات، حيث خصص لها مبلغ يقارب 8 ملايير سنتيم لإعادة تهيئتها، فيما يرتقب تسليمها بعد حوالي 14 شهرا، لتخصص لأنشطة الصناعات التقليدية داخل المحلات و أروقة العرض.
و تشهد الأنفاق الواقعة أسفل شارع 1 نوفمبر و ساحة “لابريش”، أشغالا خلال الأشهر القليلة الماضية تتمثل على وجه الخصوص في هدم و إزالة الأجزاء القديمة من أرضيات و واجهات الجدران، و كذا مخلفات الحريق الذي تعرض له هذا المكان شهر أفريل من سنة 2015، و مسّ 7 أنفاق على الأقل، حيث أدى حينها إلى احتراق 40 محلا تجاريا و 110 طاولات، ليتم تحويل التجار الذين كانوا يمارسون نشاطات مختلفة على مستواه، إلى محلات بمدينة علي منجلي، فيما بقى المرفق مغلقا منذ ذلك الحين، و تحول إلى مرتع للمنحرفين و مصدر إزعاج للسلطات، كما شوه منظر مداخلها بوسط المدينة.  
و قد تم إغلاق مداخل الأنفاق بأبواب حديدية منذ انطلاق الأشغال، حيث يتم إخراج الردوم في الفترة المسائية، فيما علمنا من خلية الاتصال ببلدية قسنطينة، و هي صاحبة المشروع، أن عملية الانجاز قد كلفت بها مؤسسة خاصة، كما أن مكتب دراسات يتابع سير الورشة بشكل يومي، أما المرحلة المقبلة فسوف تعرف اختيار مواد البناء على غرار البلاط و الخزف الأرضي، و كذا نوعية التصاميم التي ستنجز داخل أروقة الأنفاق و المحلات الواقعة بها، و أشار المكلف بالاتصال إلى أن الأشغال التي حددت آجالها بـ 18 شهرا، كانت قد انطلقت قبل حوالي 4 أشهر، و هي تسير، حسبه، بوتيرة جيدة، موضحا بأن الغلاف المالي المرصود لهذا المشروع يقدر بـ 7 ملايير و 600 مليون سنتيم.
و سيوجه هذا المرفق بعد انتهاء الأشغال به، إلى قطاع الحرف و الصناعات التقليدية، حيث ستوزع محلاته و واجهاته، على عدد من الحرفيين المختصين في بعض الحرف المشهورة على مستوى مدينة قسنطينة، و للإشارة فقد كان والي قسنطينة في آخر زيارة له إلى المكان، قد طالب مكتب الدراسات و مؤسسة الإنجاز، بضرورة الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الورشة، حيث أكد بأنه يتطلب تقنيات فنية خاصة، كما أمر بالإسراع في اختيار المواد التي ستستعمل لإتمام المشروع، الذي سيخصص لحرفيي الصناعات التقليدية.
عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى