اضطر عمال مركب الحجار للحديد والصلب بعنابة، لوقف الإنتاج لثاني مرة في ظرف شهر و نصف، بسبب توقف الإمداد بالمادة الأولية من منجمي بوخضرة و الونزة بولاية تبسة ونفاد المخزون المستخدم في إنتاج الحديد الزهري وهو ما أجبر الإدارة على وقف تشغيل الفرن العالي رقم 2 و وضعه في حالة يقظة، نتيجة الإضراب المفتوح الذي دخل فيه عمال المنجمين.
و استنادا لنائب المدير العام لمركب الحجار لطفي كمال مانع، فإن مدة التوقف ستدوم 6 أيام متتالية، حيث تم تباحث الإشكال المطروح حسب مصادرنا مع الشركاء بتدخل من وزارة الصناعة و المناجم، لإيجاد حل سريع لاستئناف العمل بالمنجمين و عودة التزود بالمادة الخام المستخدمة في إنتاج الحديد الزهري.
و وفقا لمسؤولي المركب، فقد توقف الإمداد بالمادة الأولية بتاريخ 1 أفريل الماضي، ما أدى إلى التأكل اليومي للمخزون دون استئناف الإمداد، حيث تراجع المخزون ليصل إلى الصفر، أمس الأول، ما أجبر المسؤولين على وقف الفرن العالي عن النشاط العادي و وضعه في حالة يقظة لتنظيفه و إزالة الحديد المترسب، إلى جانب إطلاق برنامج صيانة تزامنا مع توقف الوحدات الحيوية على مستوى الفرن العالي رقم 2 و المفولدتين 1 و2 لاستغلال فترة التوقف لجعلها جاهزة لاستئناف العمل من الناحية التقنية، بهدف زيادة وتيرة العمل و الإنتاج، خاصة و أن الأشهر الأخيرة عرفت تحقيق تحسن كبير في الانتاج رغم المشاكل التي وقعت في الأسابيع الماضية، على غرار اقتحام بطالين للمركب و شل الإنتاج .
و قد توقف المركب لنفس السبب بتاريخ 10 مارس الماضي، عندما دخل عمال الشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية في إضراب و انقلاب عربة على مستوى خط السكة، ما تسبب في وقوع عجز في تلبية الطلب على المادة الأولية.
و حسب تصريح سابق للمدير العام للمركب شمس الدين معطى الله للنصر، فإن تسيير المخزون اليومي، يتطلب وصول 4 قاطرات «رام» تتكون الواحدة من 34 عربة، لنقل ما يقارب 5000 طن من الحديد الخام، تكون الشحنات بشكل يومي على مدار 6 أيام، ليتمكن الفرن العالي من العودة للإنتاج.
و وفقا للمصدر، فإن الفرن العالي بمركب الحجار، يستهلك يوميا 8000 طن، ما يتطلب مخزونا كبيرا لضمان عدم وقوع عجز في إمداده بهذه المادة، لتحريك سلسلة الإنتاج بمختلف الوحدات.
و رغم وقف الإمداد بالمادة الأولية و شل جزء من سلسلة الإنتاج، غير أن باقي الوحدات غير المرتبطة بالمنطقة الساخنة، تبقى تعمل بشكل عادي، بتحويل المواد نصف المصنعة و تقطيع الحديد الموجه للبناء.
و تجدر الإشارة، إلى أن منجمي بوخضرة و الونزة في ولاية تبسة، يعرفان عمليات واسعة لإعادة التأهيل، في إطار مشروع تنفيذ مخطط الاستثمار الذي انطلق بالتزامن مع تجديد وحدات مركب الحجار.من جهة أخرى، يواصل عمال شركة منجمي الحديد بالونزة و بوخضرة بولاية تبسة، إضرابهم المفتوح الذي شرعوا فيه منذ يوم 31 مارس المنصرم، لإرغام المديرية العامة لشركة مناجم حديد الشرق على تلبية مطالبهم الاجتماعية المهنية.
قنوات الحوار لم تستطع إقناع العمال بإنهاء الإضراب، رغم الجولات العديدة التي جرت مع الشريك الاجتماعي لمدة تجاوزت الشهر، لإيجاد مخرج للأزمة التي آلت إليها الأوضاع الداخلية للمؤسسة، بما في ذلك توقف آلة الإنتاج، حيث توقف شحن خام الحديد إلى مركب سيدار الحجار بولاية عنابة، الذي تأثر كثيرا بالتوقف عن العمل و الذي يمس بمستقبل العمال و مؤسستهم الإنتاجية، ليبلغ الضرر ذروته طيلة هذه المدة.
و رغم أن المديرية العامة لوحدتي منجم الونزة و بوخضرة، التزمت بالحوار و أكدت على أن  كل الأبواب كانت و ستبقى مفتوحة دائما للعمال و ممثليهم و كذا الإطارات، باعتبار الحوار هو الأسلوب الأمثل و الوحيد لفض و حل كل النزاعات و تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف، غير أن الطرف الثاني ظل متمسكا بموقفه و مصرا على تلبية مطالبه.
كما نبهت المديرية العامة، العمال لنجاح جولات الحوار مع ممثلي العمال و نقابة المؤسسة،  التي تكللت بنتائج وصفت بالإيجابية جدا و لا يمكن لأي أحد أن ينكرها، داعية كل من تهمه مصلحة المؤسسة و العمال، للانصياع إلى صوت الضمير و العقل و المساهمة في إعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي، مع إبقائها متفتحة على كل الاقتراحات، منها القبول بدفع منحة الأرباح للعمال، شريطة أن يلتزم الشريك الاجتماعي بتعهداته.
حسين دريدح/ ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى