التحقيــــق في اقـتنـــاء نخيــل "ميـــت" لتزييـن المحيــط
كشفت مصادر أمنية بالطارف، أمس، عن فتح تحقيقات بخصوص الاشتباه في  تورط مسؤولين  في قضايا فساد و تبديد المال العام و يتعلق الأمر بصفقات بلغت قيمتها الملايير تخص غرس نخيل ميت بالشوارع المحلية تحت غطاء مشاريع التحسين الحضري و تزيين المحيط ، خاصة عبر كبرى البلديات الحضرية على غرار عاصمة الولاية ، القالة ،الشطـ و سيدي قاسي، ظهرت عيوبها وتهاوت بعضها في ظرف وجيز، ما أثار موجة استياء لدى المواطنين .
و قالت مصادرنا، بأن فتح ملفات الصفقات المشتبه في تبديد أموالها، جاء على خلفية التقارير والشكاوى المجهولة التي وصلت الجهات المركزية، تؤكد قبر الملايير في  مشاريع غرس النخيل والتلاعب بالصفقات، في إطار برنامج التحسين الحضري الذي إستفادت منه الولاية بين سنوات 2014و20016 الذي تجاوز 200مليار سنتيم وهذا في عهد الوالي الأسبق الذي نقل إلى إحدى ولايات الغرب، قبل أن تنهى مهامه وكذا في عهد مدير التعمير والهندسة المعمارية، الذي حول قبل أسابيع إلى خارج الولاية هو الآخر قبل الحركة التي مست الولاة.
و تضمنت الشكاوى اتهامات خطيرة بتبديد المال العام  والتلاعب بالأموال الموجهة لبرنامج التحسين الحضري في شقه المتعلق بغرس النخيل في الشوارع والساحة العمومية وعلى حواف الطرقات لتزيين المحيط، دون دراسة تقنية و متابعة معمقة، ما تسبب في موت عشرات  أشجار النخيل التي لم تستطع مقاومة مناخ المنطقة الساحلية المحمل بالرطوبة. كما تضمنت الشكاوى جلب أشجار نخيل ميتة من ولايات الجنوب و أخرى أصابتها الشيخوخة و غير صالحة للنمو و الغرس أصلا، كلفت عملية اقتنائها الملايير من خارج الولاية لغرسها عبر الوسط الحضري، لتظهر عيوبها و فضائحها للعيان في ظرف وجيز.
بعد أن يبست عشرات أشجار النخيل و سقوط أخرى على حافة الطرقات، في الوقت الذي أكدت فيه مصادرنا على أن المعلومات الأولية تشير إلى لجوء اقتناء النخيل الميت وغير الصالح من الواحات من ولايات الجنوب وغرسه بالولاية لتزيين المحيط، مقارنة بارتفاع تكلفة النخلة الواحدة التي تجاوزت أكثر من 5ملايين سنتيم، فيما تحدثت مصادر أخرى عن 10ملايين سنتيم للنخلة مع مصاريف النقل الباهظة.
و حملت مصادرنا المسؤولين الذين تعاقبوا على الولاية و الذين سهروا على عملية غرس النخيل، المسؤولية، نتيجة لما أسمته بالغش و الارتجالية و التحايل في التلاعب بالمال العام، مستغلين في ذلك حصول الولاية على برنامج خاص لاستدراك العجز المسجل في مجال التحسين الحضري للتلاعب به و تحويله عن غرضه في غرس النخيل، أغلبه من الصنف الميت و المتعفن المتهرئ، أمام صمت الجميع خصوصا المنتخبين الذين لم يحركوا ساكنا حسب مصادرنا، للتبليغ عن هذه التجاوزات و الجرائم التي تمس بالمال العام لتحديد المسوليات.
و أفاد مصادرنا، بأن التحقيقات ستطال عددا من الملفات والمشاريع التي إلتهمت الملايير في صورة مشاريع قطاع الأشغال العمومية و تعطل بعض المشاريع التي تضاعفت تكلفتها المالية نتيجة التقييمات المالية المتتالية، كذلك الحال بالنسبة للملايير التي صرفت على قطاع المياه، في حين تعرف الولاية احتجاجات عارمة تنديدا باستفحال أزمة العطش التي يعانون منها...و غيرها من الملفات الحساسة ذات الشأن التنموي المحلي، التي التهمت الملايير من خزينة الدولة.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى