أعلن حزب جبهة التحرير الوطني، أمس، دعمه الكامل لمسعى الجيش ونهجه المتبع لإيجاد مخارج آمنة للأزمة التي تمر بها البلاد حاليا، وأكد أن حكمة وبصيرة قيادة الجيش تفطنت وكشفت رؤوس الفتنة والخونة وفوّتت عليهم الفرصة، وندّد الحزب بشدة بالتكالب على الجيش وقيادته المجاهدة الوفية لخط نوفمبر.
وقد جاء هذا الموقف على لسان الأمين العام للحزب، محمد جميعي، أمس خلال اللقاء الذي جمعه بأمناء محافظات الحزب واللجان الانتقالية على المستوى الوطني بقاعة "دنيا بارك" بالعاصمة، وقال جميعي في هذا الإطار " نعبر عن الدعم الكامل لدعوة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق المجاهد أحمد قايد صالح القاضية بالتحلي بالتعقل والتبصر واعتماد الحوار البناء وإيجاد مخارج آمنة للأزمة التي تمر بها البلاد".
ووجه أمين عام الآفلان في  ذات السياق تحية لمؤسسة الجيش لأنها سارت وفق الحلول الدستورية وجنبت البلاد الغرق في دوامة الفوضى ومحرقة جديدة، وقامت بحماية الشعب ودعمت سلمية حراكه، ودعمت سياسة الحوار البناء، وقال بهذا الخصوص" تحية لجيشنا لأنه لم يقف بالدبابة مع العصابة وترك الشعب يعبر عن راية بكل حرية ويدلي بمطالبه بكل ديمقراطية.. وتحية له لأنه كشف حقيقة الخونة الذين جلسوا على طاولة واحدة مع أجهزة أجنبية لفرض وصاية جديدة على الشعب الجزائري". و ندد المتحدث بشدة بالتكالب على الجيش الوطني الشعبي وقيادته المجاهدة الوفية للخط النوفمبري واعتبر الإساءة لها إساءة لكل مناضلي الحزب وللشعب الجزائري، و في نفس الوقت حيا جميعي أيضا كافة أسلاك الأمن الذين برهنوا على احترافيتهم العالية و تأطيرهم الجيد للحراك، وأعطوا درسا في الأداء الفعال لمهمتهم.
في موضوع متصل دافع  محمد جميعي على طريقة انتخابه أمينا عاما للحزب قبل أيام،  وأكد أن اللجنة المركزية انتخبت أمينها العام  بالصندوق وبشفافية أخرصت الألسنة التي كانت تريد سوء بالحزب ، وأضاف أن النهج الذي تبناه الحزب في انتخاب أمينه العام سيكرس لا محالة لممارسة ديمقراطية شفافة، داعيا إلى تبنيه في كل المؤسسات.
و عليه قال جميعي إن عهد التعيين بالهاتف أو بالإيعاز قد ولى إلى الأبد وعلى كافة المستويات وأضاف" إن عملية السطو على المؤسسات الدستورية بطرق غير قانونية وبأساليب مشينة لا يمكن القبول بها أو الاستمرار فيها، وإننا ندعو إلى الاحتكام إلى القانون  وفقط واحترام النظم الداخلية لكل المؤسسات الدستورية".
ومد الأمين العام الجديد للحزب العتيد يده للجميع داخل الحزب من أجل التعاون والتآزر لأن الحزب في هذه المرحلة يحتاج إلى طاقاته وقدراته وكفاءاته لتحقيق واجب النهوض لأنه على شفا الضياع والركود -حسب تعبيره- بسبب أساليب وتصرفات أساءت إليه لم يستسغها الشعب فكانت نتائجها وخيمة جلبت نفور المواطن وعدم رضا المناضلين.
 و منه كرر المتحدث  "طلب الصفح من فخامة الشعب" حسب تعبيره، عن كل تقصير زعزع ثقة الشعب في الحزب، أو تصرف طائش أو تصريح غير مسؤول ألب الشعب عليهم، ولم يذخر جميعي أي جهد لانتقاد وبشدة سلفه جمال ولد عباس، دون تسميته، على تصرفاته عندما كان أمينا عاما للحزب، وقال بهذا الخصوص " إن حزبنا كان مختطفا باستعمال التزوير والتحايل والخروج عن قوانينه ومواثيقه، تارة خضع لخطابات التهريج والسلوكات البهلوانية وتصرفات فاقدة للمصداقية ، وتارة أخرى تبني مختطفوه تصريحات استفزازية بطريقة فجة لا صلة لها بأخلاق حزبنا ومبادئه.. فكانت ردة الشعب الجزائري في حراكه قوية نتيجة طيش هؤلاء وهؤلاء، فصب جام غضبه على حزبنا" مذكرا في نفس الوقت بأن حزب جبهة التحرير الوطني خرج من صلب الشعب ومنه وإليه ولن يكون دون الشعب.
ودعا محمد جميعي كل المناضلين والإطارات إلى التوحد والتآزر في هذه المرحلة الاستثنائية لخدمة الوطن والمواطنين وإرجاع الحزب إلى سكته الحقيقية وتجنب سلوكات التهميش والإقصاء وتبني أساليب الحكمة والتفهم والتضامن لتجاوز الظروف الصعبة بسلام  وتوحيد الصفوف ولم الشمل.
وقبل الدخول في الاجتماع المغلق مع أمناء المحافظات قال الأمين العام أنه سيقدم تعليمات وتوصيات لهؤلاء من أجل أن يتبنى منتخبو الحزب طريقة جديدة في التعامل مع المواطنين ومع متطلباتهم.
ونشير أن هذا اللقاء هو أول نشاط رسمي لجميعي مع هياكل الحزب بعد انتخابه أمينا عاما الثلاثاء الماضي.
 إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى