ترحيل 285عائلة من المحتشد الاستعماري "غزة"
 قامت، أمس، سلطات ولاية الطارف، عشية حلول شهر رمضان بترحيل و إعادة إسكان 258عائلة من قاطني البناءات الهشة بالمحتشد الإستعماري «صاص» حي زيغود يوسف المسمى «غزة» ببلدية البسباس، نحو الحصة السكنية الاجتماعية الجاهزة و هذا في إطار البرنامج المسطر من قبل الولاية الموجه للقضاء على البناءات الهشة .
و قد جرت عملية الترحيل في ظروف حسنة و في أجواء احتفالية، بعد أن جندت السلطات المحلية منذ الساعات الأولى للصباح تحت إشراف الوالي  وإطارات الولاية ،كل الإمكانيات المادية والبشرية لترحيل العائلات نحو سكناتها الجديدة وسط تعزيزات أمنية مشددة ، في حين لم تخف فيه العائلات فرحتها و سعادتها بتوديع معاناتها مع حياة البؤس و الشقاء التي كانت تقبع فيها منذ عقود من الزمن ( فجر الإستقلال ) داخل هذه البناءات الهشة التي تفتقر لأدنى شروط الحياة و انتقالهم لسكناتهم الجديدة التي طال انتظارها عشية رمضان.
و لتسهيل عملية الترحيل، قام ديوان الترقية والتسيير العقاري بتخصيص مكاتب على مستوى الحي السكني لتمكين المرحلين الجدد من الحصول على قرارات الإستفادة و دفع مستحقات المفاتيح و مرافقة العائلات بالانتقال لسكناتهم، بعد التأكد من إخلائهم البيوت الهشة و هدمها لمنع استغلالها من قبل أشخاص آخرين و انتهازيين لاستعمالها لابتزاز السلطات للمطالبة بالسكن الاجتماعي، بعد أن باتت البنايات الهشة في السنوات الأخيرة، وسيلة للبعض للظفر بالسكن على حساب مستحقيه بالتلاعب والتحايل على القوانين.
و شرعت الآليات مباشرة بعد جمع أغراض العائلات و ترحيلهم، في عملية هدم المحتشد الفرنسي أقدم البناءات الهشة على مستوى الولاية و الذي تنعدم به أبسط شروط الحياة ،فيما ينتظر أن تنجز على أرضيته مرافق عمومية جوارية و مشاريع سكنية تعود بالفائدة على المواطنين.   
و ذكر مصدر مسؤول، أن قائمة العائلات المرحلة، تم ضبطها بعد دراسة الملفات و التحقيقات لقطع الطريق أمام الانتهازيين، حيث مس الترحيل كل العائلات التي تستوفي الشروط و مسهم الإحصاء الذي قامت به المصالح المعنية، في حين تم إسقاط 30حالة حاول أصحابها بينهم غرباء من خارج الولاية و بعضهم يحوزون على سكنات، إدراجهم في الترحيل، بعد أن قاموا بإيداع ملفات و وثائق مزورة لتضليل السلطات و اللجنة المختصة.
 كما اشتكت فيه بعض العائلات إقصائها من عملية الترحيل، رغم الحالة التي تقبع فيها مع أزمة السكن بالمحتشد و قيامهم بإيداع ملفات مدعمة بالوثائق التي تبت وضعيتهم، فيما احتج مرحلون في لقائهم بالوالي بعين المكان، من النوعية الرديئة لبعض السكنات الجديدة  و الغش المفضوح في الأشغال، بعد أن تفاجؤوا لدى التحاقهم بها بتسرب المياه إلى داخلها و تسجيل نقائص في الإنجاز و هو ما وعد الوالي بالنظر فيه لتحديد المسؤوليات.
و طمأنت السلطات، بأن كل العائلات التي تم إسقاطها من الاستفادة و ترى نفسها بأنه تم هضم حقها، ما عليهم سوى إيدع طعون لدراستها بكل موضوعية و شفافية، على أن يعاد لكل عائلة حقها متى ثبت ذلك وفقا للشروط المنصوص عليها.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى