دخل سكان المدينة الجديدة ذراع الريش بعنابة، في أزمة خانقة وصلت إلى 16 يوما دون ماء، حيث جفت الحنفيات دون سابق إنذار حسب تصريح قاطنين بالمدينة للنصر و أمام تواصل انقطاع المياه، لجأت العائلات لاقتناء الصهاريج و دفع ثمنها جماعيا بين سكان العمارات.
و أضاف السكان، بأنهم لم يعودوا يطيقون استمرار الأزمة دون ماء لأكثر من أسبوعين على التوالي، كما أن دفع 3000 دج ثمن الصهريج الواحد كل أسبوع، أصبح يثقل كاهلهم، كونهم عائلات محدودة الدخل و زادت عليهم مصاريف، تهيئة منازلهم الاجتماعية الجديدة بعد استلامها قبل أشهر.
و ربطت مصادرنا سبب عدم تزويد المدينة الجديدة ذراع الريش بالأزمة التي وقعت بعاصمة الولاية، على إثر تحويل القناة الرئيسية القادمة من سد الشافية بولاية الطارف، حيث أعطت الأولوية إلى المناطق الأكثر كثافة سكنية، إلى جانب وجود عجز في تصفية المياه و توزيعها، كما يوجد مشكل في الخزان الرئيسي للمياه بذراع الريش، نتيجة لتسرب المياه بسبب أشغال مقاولات قرب الخزانات.
و كان المدير الولائي للموارد المائية، قد صرح بداية الأسبوع في دورة المجلس الولائي، بأن سبب انقطاع المياه في الأيام الأخيرة، راجع إلى أشغال تحويل القناة من المسار المرتفع لمشروع الطريق السيار شرق غرب، في شطره الرابط بين الطارف و الذرعان على مسافة 1 كلم و هي القناة الرئيسية التي يقدر قطرها 1500 ملم.
من جهته مدير مؤسسة الجزائرية للمياه، قال بأن مشكل توزيع المياه بعنابة، مرتبط بعملية التصفية، حيث لا يمكن تزويد المواطن و هي في درجة كبير من التعكر، مرجعا أيضا سبب قطع الماء عن عديد الأحياء إلى تلوثه، معتبرا صحة المواطنين أولوية قبل توفير المياه و مؤسسته تفضل قطع المياه، على أن تصل ملوثة إلى الحنفايات حفاظا على الصحة العمومية.  
و طالبت نحو 10 آلاف عائلة مستفيدة من السكنات في مختلف الصيغ بذراع الريش بالتدخل لإنهاء معاناتها و المتعلقة أساسا بنقص المرافق و التهيئة الخارجية و كذا النقل و التزود بالمياه و الطاقة و غيرها من متطلبات الحياة، معتبرين المدينة الجديدة، عبارة عن تجمع سكني يفتقد لمواصفات المدينة الذكية التي يتحدثون عنها.
و كان والي عنابة توفيق مزهود، قد طمأن السكان حول النقائص المسجلة، منها التزود بالمياه و الغاز الطبيعي و كذا المرافق و قال الوالي في إحدى المناسبات "لا أستطيع الحديث الآن عن مدينة ذكية، هو قطب عمراني عادي" داعيا المواطنين للتحلي بالصبر لحل جميع الإشكاليات بصفة تدريجية على المديين القريب و المتوسط، لتدارك التأخر في انجاز المرافق الضرورية.
و أورد والي عنابة، بأن ذراع الريش يجب أن تكون حاليا قطبا مندمجا متوازنا من حيث المرافق التي تضمن السكينة لقاطنيه و ذلك من جانب التنوع في الهياكل و الفضاءات الترفيهية و الثقافية و كذا حدائق التسلية و الألعاب.
و في ما يتعلق بالاستثمارات و مشاريع الخواص المسجلة بذراع الريش، أوضح مزهود، بأنه أعطى تعليمات لمدير الصناعة بمتابعة ملف الاستثمار و توجيه 3 إعذارات لأصحاب رخص البناء و تدليل العقبات التي تواجههم و في حال عدم الاستجابة، يتم المرور مباشرة لتوقيع قرار الإلغاء و سحب المشروع و منحه للمستثمرين الجادين.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى